في اللغة (الغناء) هو الصوت الذي يطرب الآذان بحسن نغماته، ولقد بحثت في تاريخ الغناء العربي فوجدت بعض المعلومات التي تدل على أن أول مَن غنّى من النساء هي (جرادة)، وكانت جارية لعبدالله بن جدعان قبل الإسلام. أمّا أول مَن غنّى من الرجال فهو عيسى بن عبدالله المعروف ب(طويس)، وذلك في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وفي عصر الدولة العباسية اشتهر بعض المغنين منهم: إبراهيم الموصلي، وابنه اسحاق الموصلي، وعلي بن نافع المشهور ب (زرياب)، وهو الذي زاد في أوتار العود وترًا خامسًا. * هذا باختصار تأصيل لتاريخ الغناء العربي الذي بدأ ب(جرادة)، وتطور حتى وصل إلى روبي، ونانسي.. وبالمناسبة نقول: إن الغناء العربي أصبح بضاعة رخيصة بعد ظهور الكثير من المطربات والمطربين الذين أفسدوا الذوق العام بالأغاني الماجنة التي يركّزون فيها على كشف العورات، وإبراز المفاتن، بالإضافة إلى الكلمات الهابطة، والموسيقى الصاخبة المصاحبة لبعض الأغاني المسلوقة بدون ألحان.. وهزّي يا نواعم! يا ليل.. يا عين إضافة للفقرة السابقة نقول: إن بعض المطربين العرب كانوا يبدأون أغانيهم القديمة بموال (يا ليل.. يا عين)، وهذا الموال له قصة قديمة، حيث تقول الأسطورة الفرعونية إن صيادًا يُدعى (ليل) ارتبط بعلاقة حب مع جنيّة من نهر النيل، وذات مساء ذهب معها ولم يعد إلى أهله الذين اتجهوا إلى شاطئ النيل وهم ينادون بأعلى صوتهم (يا ليل.. يا عين)، واستمروا ينادون حتى الصباح، حيث اختفى ليل مع عين في أعماق نهر النيل. هكذا قالوا عن قصة موال (يا ليل.. يا عين) الذي يردده البعض، خاصة عندما يشعر أحدهم بالقهر والحرمان من الأصحاب والأحباب.. وصدق الذي قال: كل يغني على ليلاه متخذًا ليلى من الناس أو ليلى من الخشب أو كما قال آخر: الكل يدّعي وصلاً بليلي وليلى لا تقر لهم بذاك أمّا الأكثر مصداقية فهو الذي قال: جننا بليلى وهي جنت بغيرنا وأخرى بنا مجنونة لا نريدها