أشاد عدد من الباحثين والمسؤولين بالمدينةالمنورة بمشروع تعظيم المدينةالمنورة، الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة.. مؤكدين أن مدينة نزل بها جبريل عليه السلام بالوحي 14 ألف مرة على النبي صلى الله عليه وسلم أحق أن تعظم، مشيرين إلى مكانتها وانها مهاجر رسول الله صلى الله وعليه وسلم واصحابه ونصرة الدعوة الإسلامية في أيامها الاولى. أحب البلاد إليه الدكتور محمد الأمين بن خطري مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد بالمدينةالمنورة: إن تعظيم المدينةالمنورةومكةالمكرمة هما من أولويات خدمة المدينتين المقدسيتن التي يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين، ولا شك كذلك أن تعظيم المدينةالمنورة هو إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حرص على أن تكون انطلاقة الرسالة الحقيقية من المدينةالمنورة، عندما خرج من مكةالمكرمة وقال وهو خارج منها: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إليّ، فأسكني في أحب البلاد إليك" فلا شك أن هذا البلد المحبوب جدير بالخدمة وجدير بالتعظيم وجدير فعلاً بأن يكون محل أنظار المسلمين في أقطار الأرض وأن تكون هذه المدينةالمنورة هي المدينة المثالية في مدن العالم، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في هذا المشروع وأن يجعله من أفضل المشاريع التي تخدم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية فيقول: هذه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جديرة بالتعظيم والتقدير وبإبراز تاريخها المجيد الذي صنعه النبي صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله في المدة التي سكن بها المدينة بعد هجرته إليها، وقد وضع بها أسس الدولة الإسلامية التي سار عليها الخلفاء الراشدون والخلافات المتعاقبة التي أتتب بعد ذلك. وأسأل الله تعلى أن يبارك في هذا المشروع وألا يحرم القائمين عليه ثمرته وأجره وثوابه، وأن يوفقهم لكل خير. زارها جبريل 24 ألف مرة من جانبه قال الدكتور محمد أنور البكري عضو المجلس البلدي بالمدينةالمنورة وأستاذ السيرة النبوية بجامعة طيبة سابقاً: هذا أمر مبارك نسأل الله التوفيق للقائمين عليه، والمدينة مباركة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالوحي، وهي الأرض التي نزل بها جبريل بالوحي بين السماء والأرض أكثر من أربعة وعشرين ألف مرة كما يذكر بعض المؤرخين ولم ينزل على غيره من الأنبياء أكثر من 700 مرة. والنبي صلى الله عليه وسلم بارك المدينة وأحبها وعظمها وأحب أهلها وحرمها الله عز وجل على لسان نبيه، ومُنع الدجال والطاعون من دخولها، وتستحق التعظيم والتقديس، وأهلها نصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نصر الله بها الإسلام وأعزه، فمنها انطلقت الجيوش فاتحة ناشرة للإسلام، فلهذا كله تستحق أن تكون مباركة ومقدسة، ويكفي أن على أنقابها السبعة ملائكة يحمونها من الدجال والطاعون، والله عز وجل باركها وجعلها بها من البركة ضعفي ما بمكة، وهي عاصمة الإسلام الأولى وإليها يأرز الإيمان في آخر الزمان، ولهذا يجب أن تكون معظمة ومقدسة. وعن الأثر التوعوي لهذا المشروع يقول البكري: إن المدينة مقدسة ومعظمة منذ هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم وهذا المشروع سيكون له أعظم الأثر في توعية الناس وتحريك هممهم وإيقاظ الغافلين عن حرمة هذه المدينة وعظمتها في الزمن الذي طغت فيه المادة والتهى فيه الناس بالسفر للخارج ونسوا هذه المدينة المباركة وفضلها. واقترح البكري إشراك أهل الاختصاص بالجامعة الإسلامية وجامعة طيبة وإدارة التعليم والباحثين وأهل السيرة النبوية والتاريخ في هذا المشروع، وتوسيع المشاركة فيه لكل فئات المجتمع، وألا يقتصر في أعضائه على فئة معينة ليحقق المرجو منه بإذن الله. جذور تاريخية ويقول الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية: المدينة النبوية هي مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، والمدينة ضاربة بجذورها في التاريخ الإنساني منذ أقدم العصور حيث ورد اسمها تحت مسماها الأول وهو يثرب في عهد العماليق، وقد هاجرت إليها أمم وشعوب وأصحاب ديانات أخرى، والمدينة معروفة في الحضارات القديمة وقد تجذر قدر المدينة النبوية واحتلت مكانتها العظيمة منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه المدينة هي التي اختارها الله لتكون مهاجراً ومستقرّاً ومستودعاً لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهي المدينة الوحيدة التي فتحت بالقرآن العظيم، وهي المدينة التي أسماها القرآن بهذا الاسم، كما أن لها أسماء عديدة ومتنوعة مثل طيبة والجابرة وطابة وغيرها، وقد شهدت منذ العصور الأولى هجرة صحابة رسول صلى الله عليه وسلم وتوالت الهجرات على مدار التاريخ إليها ومن ثم الزيارة الشرعية لها، وقد شهدت المدينة النبوية تنزل الوحي فيها واكتماله، وقد شهدت أيضاً بداية الدعوة الإسلامية والفتوحات الإسلامية والنقلات العظيمة، في التاريخ الإنساني، وشهد التاريخ الإنساني العظيم التحول من حال إلى حال من خلال هذه المدينة العظيمة، ومن هنا كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جامعة الإسلام الأولى في العالم، والمدينة قام برسم حدودها النبي صلى الله عليه وسلم حيث النيب صلى الله عليه وسلم أنها حرم من عير إلى ثور، وعير وثور جبلان معروفان في المدينةالمنورة، وأيضاً حددها النبي صلى الله عليه وسلم باللابتين واللابتان هما حرة الشرق وحرة الغرب، وهما معروفتان وبذا يتحدد الموقع الجغرافي للمدينة المنورة، أما المكانة العظيمة للمدينة من الناحية الدينية والثقافية والعلمية فهي مكانية عظيمة جداً لذا فإن تعظيم هذه المدينة أمر كبير، ولذا كان الأدب من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر كبير جداً لأنهم يستشعرون المكانة العظيمة لمدينة النبي صلى الله عليه وسلم أيدها الله، ومنذ عهد المؤسس الأول الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه ومروراً بأبنائه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم، ومن ثم في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني شهدت المدينة خلال هذه العهود نقلة نوعية وحضارية عظيمة في جميع المجالات في الناحية الدينية والتثقيفية والحضارية والبنائية والبيئية وغيرها وهذه الجهود تمت بفضل الله بجهود مباركة متواصلة، ومجموع هذه الجهود لقيت مباركة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة وهذا الأمر يلقي بظلاله على أبناء منطقة المدينةالمنورة للنهوض بالمدينة في شتى المجالات، ولا سيما أن المدينةالمنورة تشهد تدفق ملايين الحجاج والعمار والزائرين إليها والمرور بها ذهاباً إلى مكة على مدار العام، ومن ثم كانت مناسبة الاهتمام بها وإظهار قدرها وإبراز ما تعيشه من خير يهم جميع المسلمين. وإنني أنتهز هذه الفرصة المباركة لأنادي بمشروع قديم ناديت به وهو تأسيس "المركز الثقافي الحضاري للمدينة المنورة" يضم العديد من المناشط العلمية والثقافية والتربوية والحضارية، ويضم أيضاً متحفاً عن المسجد النبوي الشريف ومتحفاً للسنة والسيرة النبوية، ومتحفاً للقرآن الكريم، ومتحفاً لتاريخ المدينة في العهود الإسلامية حتى العهد السعودي الزاهر، ومتحفاً لبعض رموز المدينة كمتحف النخلة والمتحف المائي، والقبة الفلكية ومتحف للصناعات التراثية بالمدينةالمنورة، وغير ذلك من الأمور كما يضم هذا المركز قاعة محاضرات ومكتبة متنوعة ومكتبة خاصة بذوي الإعاقات وفندقاً متكاملا، وبمعنى أشمل يكون هذا المركز مركزاً حضاريًّا ثقافيًّا يزوره أهل المدينة ويأتي إليه الزوار من خارج المدينة ويكون منارة إشعاع في هذا العهد الزاهر، كما أقترح أن يكون مقر هذا المركز في ساحة محطة القطار بالعنبرية (الاستصيون) لمناسبة موقعه وقربه من الحرم والمجمعات الحكومية ووقوعه على شوارع رئيسة وكونه المكان الأمثل لإنشاء مثل هذا المشروع العظيم، ويمكن من خلاله تفعيل جميع مناشط الخبرة مثل منشط تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومشروع تعظيم المدينةالمنورة، ويمكن إنشاء ممشى وممر حضاري بينه وبين الحرم تسير عليه عربات حديثة لنقل الزوار من الحرم إلى المركز، كما يمكن أن تنتقل إليه مكتبة الملك عبدالعزيز وتكون ضمن مكوناته.