استدعى المشهد الحالى من توابع كارثة السيول وأوجاعها التى لم تتنصل بعد من العهد النبوى الصحابى عبد الله الأوزى المعروف ب “ابن اللتبية”اسم الصحابى تناقله الكثيرون فى الصحف ومواقعها والمواقع الالكترونية وحتى مجالس العامة والخاصة حين قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام فى خطبة الجمعة إن الخونة واللصوص الذين تسببوا فى كارثة جدة أحفاد " ابن اللتبية" وتحفظ فضيلة الشيخ الدكتورعبد المحسن بن ناصر العبيكان المستشار فى الديوان الملكى على هذا الربط انطلاقاً من انه لايجوز سب صحابى جليل حتى لو أخطأ . وبعيداً عن حقيقة أن اختلاف الرؤى بين علمائنا الأجلاء ليس مجالا لخلاف أو جدال أو شقاق فننزه العالمين الجليلين عنه .. هذا هو الصحابى الذى كان محور الاختلاف وليس الخلاف: ابن اللتبية هو عامل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات، اسمه عبد الله بن ثعلبة الأزدي أو الأسْدي، واللتبية بضم اللام، وإسكان التاء المثناة من فوق، وبعدها باء موحدة، منسوب إلى بنى لتب بطن من الأسد، بفتح الهمزة، وإسكان السين، وقد بعث بن اللتبية الأزدي إلى بني ذُبْيَان. اشتهر رضي الله عنه بأنه كان من ضمن من استعملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع الصدقات. وقد اجتهد رضي الله عنه في جمع الصدقات، فأحضر ما جمع من صدقات للنبي عليه الصلاة والسلام ، واستبقى ما أهدي إليه من قبل أصحاب الأموال لنفسه ، فقال هذا لكم وهذا أهدي إلي ، فكان التوجيه النبوي الشريف والحسم في مثل هذه القضايا ، صوناً لأعراض القائمين على جمع الصدقات من التعرض لهم بالقيل والقال في الدنيا والوعيد الشديد يوم القيامة ، فلنستمع إلى تلك الأحاديث من طرقها المتعددة. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وابن أبي عمر واللفظ لأبي بكر قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد يقال له ابن اللتبية قال عمرو وابن أبي عمر على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا لي أهدي لي قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت مرتين. وفي هذا الحديث : بيان أن هدايا العمال حرام وغلول لأنه خان في ولايته وأمانته ، ولهذا ذكر في الحديث في عقوبته وحمله ما أهدي إليه يوم القيامة، كما ذكر مثله في الغال، وقد بين صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه، وأنها بسبب الولاية، بخلاف الهدية لغير العامل، فإنها مستحبة، وقد سبق بيان حكم ما يقبضه العامل ونحوه باسم الهدية، وأنه يرده إلى مهديه، فإن تعذر فإلى بيت المال.