توعد وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي أمس بأن بلاده “ستكون بالمرصاد” لأي "مقاتلين" اجانب ولن تسمح بتسللهم إليها، ردا على اعلان متمردين متشددين صوماليين استعدادهم لمناصرة عناصر القاعدة في اليمن، فيما رحبت صنعاء بدعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لعقد اجتماع دولي حول اليمن ومكافحة الارهاب في 28 من الشهر الجاري في لندن. وقال القربي: "كان الاحرى بهؤلاء الذين يتوعدون بتصدير قوى الارهاب الى الاخرين بأن يساهموا في تحقيق الامن والاستقرار لبلدهم الذي مزقته الحروب»، مشيرا الى ان "اليمن لن يقبل على أراضيه أية عناصر إرهابية وسيكون بالمرصاد لكل من يفكر العبث بأمنه واستقراره"، وابدى "استغرابه" لاعلان حركة الشباب المجاهدين الصومالية عن استعدادها لارسال "مقاتلين" الى اليمن لمساعدة تنظيم القاعدة في مواجهة القوات الحكومية في هذا البلد”. وكان مختار روبو (ابو منصور) القيادي في حركة الشباب قال أمس الاول: "قلنا لاخواننا المسلمين في اليمن اننا سنعبر البحر ونصل اليهم لمساعدتهم في مقاتلة اعداء الله". وتؤكد السلطات اليمنية ان قواتها قتلت اكثر من ستين متشددا يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة في غارات شنتها في 17 و24 ديسمبر في وسط البلاد ومحافظة صنعاء، وتأتي هذه المواجهات بينما طلب اليمن مساعدة الغرب في مواجهة "مئات" من ناشطي القاعدة في اليمن الذي تنحدر منه عائلة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. الى ذلك، قال مصدر مسؤول لوكالة “سبأ” اليمنية معلقا على دعوة بريطانيا لعقد مؤتمر حول اليمن «انها خطوة في الاتجاه الصحيح لحشد الجهود الدولية لدعم اليمن في المجال التنموي وتعزيز قدراته في مكافحة البطالة والتخفيف من الفقر». وتابع المتحدث «ان القضاء على الفقر والتطرف والبطالة في المجتمعات النامية يمثل المدخل الصحيح لانهاء التطرف وضمان عدم ايجاد بيئة مناسبة لنمو هذه الظاهرة وجذب الشباب اليها». وكان براون دعا أمس الاول الى اجتماع دولي حول اليمن وحول مكافحة الارهاب يعقد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في لندن، بالتزامن مع المؤتمر المقرر حول افغانستان. وقالت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان: «دعا غوردن براون الفاعلين الدوليين الاساسيين الى اجتماع رفيع المستوى لمناقشة افضل طريقة لمكافحة التطرف في اليمن»، وذلك ردا على المحاولة الارهابية الفاشلة لتفجير طائرة متجهة الى ولاية ديترويت الاميركية في 25 ديسمبر والتي قام بها شاب نيجيري اقام في اليمن. وتابع البيان ان رئيس الحكومة «سيستضيف هذا الحدث في الثامن والعشرين من يناير في لندن. وسيكون اجتماعا منفصلا رفيع المستوى يعقد بالتزامن مع المؤتمر حول افغانستان في لندن». وجاءت دعوة براون قبل ساعات من اتهام الرئيس الامريكي باراك اوباما للمرة الاولى تنظيم القاعدة في اليمن بتجهيز وتدريب النيجيري الشاب الذي حاول تفجير طائرة ركاب امريكية يوم عيد الميلاد. وحمل اوباما في كلمته الاسبوعية التي ينقلها التلفزيون والاذاعة تنظيم القاعدة مسؤولية محاولة الاعتداء على الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت، معلنا ان الولاياتالمتحدة في حرب ضد «شبكة واسعة النطاق من الحقد والعنف». وتابع متحدثا عن المشتبه به النيجيري الذي تم اعتقاله عمر فاروق عبدالمطلب «نعلم انه كان قادما من اليمن، البلد الذي يعاني من فقر شديد وحركات تمرد دامية. يظهر انه التحق هناك بفرع تابع للقاعدة وأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دربه وجهزه بتلك المتفجرات ووجه الهجوم على تلك الطائرة المتوجهة الى امريكا». على صعيد آخر، ابدى المتمردون الحوثيون استعدادهم للحوار مع الحكومة، على ما اعلن المتحدث باسمهم امس. وقال محمد عبدالسلام: «عندما تتوقف الحرب فنحن مستعدون للحوار». واوضح ان هذا الموقف يأتي تجاوبا مع اليد الممدودة التي ابداها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اذ دعا المتمردين في شمال البلاد الى الاستماع «لصوت العقل» والالتزام بالشروط التي وضعتها الحكومة لاعادة السلام الى هذه المنطقة وانهاء احتلال المباني الحكومية واحترام القانون وايقاف العمليات الارهابية. وقال عبد السلام ان الحركة ستعلن قبول هذه النقاط بعد وقف العمليات العسكرية التي تستهدفها في شمال البلاد «بشكل تام».