إيمانا بدورهم في العمل الاجتماعي، وخاصة العمل الذي يجسّد أروع المشاعر الوطنية، في مبادرة تعزز من مفهوم اللحمة الوطنية، وتهدف إلى الشد من أزر المواطنين النازحين في مخيمات الإيواء، ومناصرة أفراد الجيش السعودي المرابط على الحدود الجنوبية، قام وفد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين الأسبوع الماضي بزيارة إلى منطقة جازان، حيث تفقدوا مركز الإيواء الذي يضم عدد من النازحين من القرى الجنوبية التي تم إخلائها نتيجة الاعتداء من قبل المتسللين على حدودنا. وكان في استقبال الوفد بمطار الملك عبدالله في جازان الدكتور علي بن يحي العريشي وكيل جامعة جازان وجبريل معبر مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام والدكتور عبدالرحيم الميرابي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان، وقد ضم الوفد كل من: عبدالمحسن النمر وبشير الغنيم وعبدالاله السناني وحبيب الحبيب والمخرج رجا العتيبي ويحي الغماري والفنانين التشكيليين سعد الملحم ومكي الحارثي وفهد الدوسري وكريم العنزي ومكي الحارثي والشعراء فيصل اليامي ونايف صقر والطفل الشاعر محمد الجبرين وعبدالرحمن الجبرين والمصور الفوتوغرافي كريم العنزي ومجموعة من الإعلاميين. وقال خالد المأربي عضو فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان أنه تم إعداد برنامج متكامل للضيوف بدأ بزيارة المركز الإعلامي للقوات المسلحة، حيث استمعوا من قبل مسؤولي المركز لشرح عن الجهود الإعلامية في تغطية الحدث، ثم زيارة مستشفى الملك فهد المركزي بجازان وكان في استقبالهم المدير الطبي الدكتور حسن الشعبي ومدير العلاقات العامة بالمستشفى محمد العامري، حيث التقوا بالمصابين من أفراد القوات المسلحة وقاموا بإهدائهم باقات من الورود تعبيرا عن ما يكنه الضيوف للأبطال من جنودنا البواسل من محبه، ثم توجهوا بعد ذلك إلى مركز الإيواء بمحافظة أحد المسارحة وكان في استقبالهم المحافظ الدكتور متعب الشلهوب ومدير عام الدفاع المدني بمنطقة جازان العميد حمود الحساني ورئيس لجنة التنمية الأهلية الاجتماعية عبده بن حسن حكمي ونائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجازان محمود بن علي الاقصم، وقد تم تبادل أطراف الحديث عن مخيم الإيواء والجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في سبيل توفير سبل الحياة الكريمة للنازحين في المخيم، وكذلك عن دور الفن في التخفيف من معاناة النازحين ورسم الابتسامة على شفاههم، وبعد ذلك قام الوفد بجولة على عدد من المخيمات، حيث قاموا بتوزيع الهدايا التي تبرع بها عدد من رجال الأعمال بالرياض، ثم أبرز الفنان التشكيلي سعد الملحم بعض اللوحات الجميلة التي قام برسمها الأطفال الصغار من أبناء النازحين في المرسم الحر الذي استمر لأكثر من ساعتين، وبعد ذلك بدأ الحفل الخطابي والترفيهي الذي قدم فيه الشاعر فيصل اليامي والشاعر الطفل محمد الجبرين (شاعر المليون للأطفال) عددا من القصائد التي نالت إعجاب الحضور، وقدم أعضاء الوفد هدية لمحافظ أحد المسارحة هدية تذكارية، وقد حضر البرنامج جمهور كبير من العائلات تجاوز عددهم 1500 مشارك. زيارتنا واجب الفنان الممثل عبدالإله السناني قال ل «الأربعاء» بهذه المناسبة: زيارتي لمنطقة جازان ليست الأولى فقد زرت المنطقة عدة مرات، وهذه المرة المشاعر موصولة بالحب والتواصل مع إخواننا، فكلنا في بلد واحد، ومن أسرة واحدة، ويفرض علينا إسلامنا وعقيدتنا تواصلنا وتراحمنا، مع إخواننا النازحين، هذا واجب ديني ووطني تجاه إخواننا النازحين، هذه من ناحية، ومن ناحية ثانية أنا دائما موجود في جازان بطبيعة عملي في الجامعة، وعلاقتي بجازان علاقة كبيرة، ونحن الآن في صدد دعم إخواننا النازحين والوقوف على الجبهة ودعمهم بشكل صادق. وأضاف: ومن ناحية زيارتنا للمستشفى فهذا دعم مننا كفنانين ومثقفين وإعلاميين، وليس هؤلاء فقط، بل هو واجب على الجميع، سواء كان عسكريا أو إعلاميا، هذا واجب على أي مواطن سعودي، فما بالك إذا كانوا إعلاميين ومثقفين يحاولون تقديم البسمة لهؤلاء المصابين، كما أننا من ناحية أخرى، فنحن نقف على أرض الواقع حتى ننقل الصورة الحقيقية لما يحدث، والجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه النازحين وتجاه الجرحى، حتى نقدم في أعمالنا الدرامية ما يمس الحقيقة المباشرة. * كيف تولدت فكرة قيامكم كفنانين ومثقفين وإعلاميين بهذه الزيارة؟ - كانت هناك سابقة من بعض الزملاء، ولكن نحن أخذناها بشكل تنظيمي يمثّل الفنانين والمثقفين من خلال جمعية الثقافة والفنون في مركزها الرئيسي بالرياض، والحمد لله كان هذا بشكل جيد، وقمنا بعمل مؤسسي حتى لا يكون هناك خلاف بمسألة الفردية. * بعيدا عن هذه الزيارة وأهدافها الإنسانية الرائعة، ماذا عن جديدكم الفني؟ - جديدي إن شاء الله مسلسل قريب سيتم تصويره مع الفنانين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، وهذا العمل موجه لفئة المراهقين ويتحدث عن الثانوية، وهو عبارة عن خطاب نخاطب من خلاله ولأول مرة جيل الشباب. * ما اسم المسلسل؟ - إلى الآن اسمه «ثالثة ثانوي» أو «ثاني ثانوي». صقر: أمن وسؤدد كما تحدث ل «الأربعاء» الشاعر نايف صقر، والذي قال: قبل أن نزور منطقة جيزان كنا نحس بتعاطف كبير معهم، ونحس بأن واجبنا أكبر من هذه الزيارة، هذه الزيارة زيارة بسيطة جدا، ولكن هم المتحملون أكثر العناء، والمواجهة، وهم الذين تقريبا فقدوا أصدقاء، وفقدوا أحبة لهم في هذه الحرب، وأي جزء من المملكة يهمنا أن يكون بأمان، وأن يظل في أمن وسؤدد، وما مشاركتنا إلا تعبير بسيط عما في نفوسنا تجاه هؤلاء، من تعاطف ومن محبة، ووجودنا هنا للمواساة وللمشاركة وللشد على سواعدهم وعلى أيديهم. اليامي: شرف كبير وكذلك قال الشاعر فيصل اليامي: نحن فرحون بوجودنا بين أخواننا، ونعتبر أنفسنا مقصرين، وهذا أقل واجب نقدمه لوطننا ولأخواننا الموجودين هنا، سواء الموجودين في مخيمات الإيواء، أو الموجودين في المستشفيات الذين كافحوا وأصيبوا في دفاعهم عن وطنهم، وقد تشرّفنا بزيارة معسكر الجيش، وهذه الأمور من أهم المنعطفات في حياتنا، وكل دعواتنا للشهداء بأن يتغمدهم الله برحمته، وهذا شرف كبير بأن يدافع الإنسان عن أرضه وعرضه، ما نقوم به نحن هو أقل واجب نقدمه، وما مشاركتنا إلا مشاركة رمزية ووجدانية، وبودنا أن نقدم الكثير والكثير. * وهل هذا الوضع له نصيب من كتاباتكم؟ - أنا كتبت أبيات عن هذا الموضوع، ومنها أقول: هنا دون حدّك يا وطن كلنا جنودك بالأرواح نحمي بحرك وبرك وجوك على المعتدي حنا سلاحك وبارودك وذخاير حزامك بين شباب ومشوك نورد مطايا الطاعة لهيبة عدوك ونركي دلال أرواحنا في جمر ضوك وتبقى السمو غايتك والعز مقصودك وسماك الفخر والمجد يا موطني نوك لا ناديت نادينا ياموت أركز إوعودك وحنا نجي لك من خلافك ومن توك نقوله ياحوثي وأسمع وبلغ قرودك بعد ما مكرت وحاق بك مكرك وسوك فنانو جدة من جانب آخر، كان عدد من الفنانين في مدينة جدة قد قاموا بزيارة الأسبوع الماضي بزيارة تطوعية للأحياء المتضررة من السيول التي داهمت جدة، حيث قام الفنانون ومعهم عدد من الإعلاميين بزيارة الأسر المتضررة لمواساتهم والدعاء لمن استشهدوا في هذه الأحداث. وقد تقدم الفنانون عبادي الجوهر ومحمد حمزة ومحمد عمر وسامي إحسان وعمر الجاسر وحسن عبدالله ووائل محمد حمزة وعبدالله اليامي وعابد البلادي والفنانون اليمنيون فؤاد الكبسي وعلي الصقير وهشام الهويش ومحمد الخلاوي، كما تواجد من الوسط الرياضي قائد فريق نادي الاتحاد والمنتخب اللاعب الدولي محمد نور فقط. عبادي: شعب واحد أبدى الفنان الكبير عبادي الجوهر حزنه الشديد لما شاهده في أحياء جدة المتضررة، وما آلت إليه بعض الأحياء والمواقع السكنية، ودعا الله الكريم أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته. وقال إن مشاركته مع زملائه الفنانين والإعلاميين في هذه الجولة الاستطلاعية ما هي إلاّ جزء بسيط لمواساة أسر الضحايا والتعاطف معهم والوقوف بجانبهم، فنحن شعب واحد، وكلنا أخوان، ولن نألو جهدًا في خدمة إخواننا وأبنائنا بما نستطيع، وكل الدعوات أن يحفظ بلادنا وشعبها من أي مكروه بإذنه تعالى. أضرار كبيرة وكذلك عبّر كل من الفنانين سامي إحسان ومحمد حمزة ومحمد عمر عن خالص تعازيهم لأسر ضحايا السيول سائلين المولى الكريم أن يتغمدهم بواسع رحمته، وقالوا ان ما شاهدوه في جولتهم هذه يجسّد مدى الأضرار التي تعرضت لها الأحياء والشوارع والطرقات، وهي أضرار كبيرة، ندعو أن تنتهي وتزول، وندعو أن لا تتكرر هذه المأساة. نور: الأمن والأمان اللاعب الدولي محمد نور قدم تعازيه إلى أسر الضحايا، وقال أسأل العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، وما حدث لا شك أنها كارثة وفاجعة لنا جميعًا، ونسأل الله أن يبعد عن بلادنا كل شر، وأضاف: ما نقوم به من خلال هذه الجولة الميدانية، هو أقل واجب تجاه إخواننا وأبنائنا من المواطنين والمقيمين، وهو جزء بسيط تجاه هذا الوطن الغالي الذي ندعو الله الكريم أن يحفظه من كل سوء ويديم عليه نعمة الأمن والأمن.