• السكوت اليوم أثمن ممّا كان عليه يوم كان الحكماء البسطاء يقولون: إن السكوت من ذهب، وكأنّهم يعلمون أنه سيأتي في زمننا هذا أناس كلامهم فارغ، وخالٍ من الحقيقة؛ بهدف خدمة الذات لا المصلحة العامة؛ ليبقى الصمت، وتبقى القيم، ويبقى السكوت من ذهب، خاصة حين تكون الثرثرة ساذجة، وغبية كتلك الثرثرة التي تحاول أن تضع اللوم على الآخرين الذين لم يقترفوا ذنبًا سوى أنهم ماتوا، وكل ذلك من أجل أن تصنع من مكانها مكانًا أعلى وعلى حساب الموتى..!! • أكتب هذه الكلمات، وقلبي يتقافز تحت أضلاعي لأقول لكل الناس نيابة عن كل الموتى، الذين ماتوا وهم يحملون في أياديهم آلامًا أثقل من جبل، ماتوا وهم يوزّعون الدخل بين البقالة، والإيجار، والعلاج، والملابس، والفواتير.. وظلوا هكذا يموتون في اليوم ألف مرة وهم داخل غرف أشبه بعلب الساردين! والمصيبة أنهم يدفعون مقابل ذلك المال الكثير! ماتوا وهم يرقبون غيرهم يسرقون الأراضي البيضاء، وحين قرروا الهروب من واقعهم المميت باقتناص فرصة، والانقضاض على أرض لا تتجاوز مساحتها 200م، والبناء عليها في عجل، وجدوا الموت الأعمى العيون يسقط أحلامهم؛ لأنه لم يجد في طريقه بيوت الهوامير المزينة بالكريستال، وبكل أسف هؤلاء هم مواطنون مثلهم مثلنا، وهم أكبر من أن نصفهم بالجشع، وهم أبعد عن تلك الصفة الذميمة التي تخص غيرهم أولئك أصحاب البطون الكبيرة التي لا تشبع أبدًا.. • خاتمة الهمزة: كلماتي التي أهديها للأحياء الذين يشاهدون اليوم مأساة جدة، ويستمتعون بمتابعة نشرة الأخبار، وعدد الضحايا، هذه المأساة التي لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تراكمات الأمس، ولكي لا نستبق الأحداث دعونا ننتظر اللجنة الثلاثية التي حتمًا ستعلن النتائج بشفافية، وما أظنها تلوم الموتى وتقول ذا المرحوم كان غلطان! هذه خاتمتي.. ودمتم. [email protected]