هطلت أمطار غزيرة أمس على المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة، في هذه الأجواء الماطرة الشديدة ترصد العيون قبل عدسات الكاميرات الكثير من الحالات والمواقف التي تعرّض لها الحجاج ولا تحتاج إلى خيال أبعد من دائرة قدميك فكيف بالآلاف المؤلفة من الحجاج تقف في العراء وفوق رأسها ينهمر المطر الشديد. ورغم أن المطر رحمة وأن أكثر الحجاج في وسط ابتلاله لا يبدي الكثير منهم الامتعاض أمام هذه الرحمة. لكنّ حدث المطر وبعيداً عن عمليات الاستعداد والاخلاء والايواء إلى ما هنالك من العمليات الاخرى يقودنا إلى الحديث عن جانب آخر كان يمكن له ان يقي الحجاج شيئاً مما نشهده الان من معاناتهم، إنه تصريح الحج الذي يضمن للحاج مكاناً يأويه ووجبات غذائية تساعده على أداء الفريضة فضلاً عن وسيلة المواصلات الضرورية لتنقلاته بين المشاعر التي تصل إلى 15كم، تعالوا نتابع هذا التقرير. الخضيري: التصريح يتيح السكن والنقل والتغذية الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة التنفيذية للهيئة المركزية في الحج قال: الحمد لله على نعمه ولا شك بأن الجهات ذات العلاقة تبذل جهودها لمواجهة مثل هذه الاجواء الممطرة وهناك خطط مسبقة للتعامل مع مثل هذه الحالات. ولفت الدكتور الخضيري إلى ان الشيء المؤلم هو أن العديد من الحجاج بلا سكن في منى مما عرّضهم للخطر في هذه الأجواء القاسية، وذهب الدكتور الخضيري بالحدث والحديث إلى جانب آخر مشيراً إلى ان التصريح يحمل شيئاً من الحل، إذ يتيح للحاج السكن والنقل والغذاء الملائم في آن واحد وهي أبرز الجوانب الأساسية بالنسبة للحاج. وعندما نقول: (لا حج بلا تصريح) فإن ذلك من أجل إتاحة الفرصة لأن يؤدي الحاج هذه الشعيرة بسلامة وأمن وأمان وصحة. قاضي: المؤسسات مسؤولة عن السكن المناسب من جهته قال الأستاذ حاتم قاضي وكيل وزارة الحج: إن المفترشين الذين تعرّضوا مباشرة للأمطار أكثرهم حجّوا بدون تصريح وبعضهم متخلفون. ومثل هؤلاء هناك جهات أخرى معنية بهم ومنعهم، وقال: إن وزارته مسؤولة عن مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل، وقد لا يكون لدينا مشكلة في مؤسسات الطوافة لأن هؤلاء يتم تصعيدهم ونفرتهم في حافلات النقابة ولهم مخيماتهم، أما بالنسبة لمؤسسات حجاج الداخل فنحن نتابعها متابعة دقيقة والمؤسسات المخالفة سواء كانت وهمية أو من تلك التي تخالف التزاماتها مع الحجاج نقوم بمعاقبتها، فتسكين الحاج وعدم إعطائه مبرراً للافتراش قضية مهمة، بالنسبة لنا السكن أولاً وهذا تثبت أهميته في مثل هذه الأمطار الشديدة التي يتعرّض لها الحجاج. البار: الوقت كفيل بتحقيق الانضباط معالي أمين العاصمة المقدسة أسامة بن فضل البار قال: إن قلوبنا مع ضيوف الرحمن في كل تحركاتهم وفي كل ما يتعرّضون له. وأضاف: إن هذه الأجواء الشديدة المطر هي من المواسم القليلة التي تمر في الحج ولعل مصادفتها لاجواء الشتاء كما يقول الاخوة في الارصاد هي من اسباب ذلك. وعن (تصريح الحج) قال بانه لا شك يمثل نقطة تنظيمية هامة وذلك ان التصريح لحجاج الداخل لا يعطى في الغالب إلا عن طريق مؤسسة تقوم بتأمين سكن له وبالتالي نريح الحاج من عناء ما يتعرض له. وأشار إلى أهمية الحصول على تصريح وأن الوقت كفيل بتحقيق الانضباط والالتزام. زين العابدين: الإسكان قد يملك الحل الدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية تحدث عن مشروع الاسكان التجريبي في منى وقال: إنه تجريبي ويتم تقييم هذه التجربة أولاً بأول، مشيراً أن أغلب الملاحظات المسجلة على المشروع تركز على زيادة السلالم والمصلى وخلافه. وأضاف أن هناك دراسات لموضوع الإسكان في منى للبحث عن زيادة القدرات الاستيعابية وتوفير السكن الملائم لكل حاج. وأوضح بأن الإسكان يمثل جزءاً من الحل مستقبلاً مثلما هو الحل في تصاريح الحج التي تفرض على الجهة المصدرة له سكناً لحامله.