بمناسبة الأسبوع العالمي لاضطراب الرجفان الأذيني، وهو فعالية سنوية تهدف إلى نشر الوعي حول أحد أنواع اضطرابات النظم القلبية الأكثر شيوعاً (اضطراب ضربات القلب)، تحدث البروفسور كمال وهيب الغلاييني، أستاذ واستشاري أمراض القلب ورئيس الجمعية السعودية لضعف القلب بجامعة الملك عبدالعزيز، عن مرض الرجفان الأذيني من حيث أعراضه وعلاجه، مفيداً بأنه مرض يصاحبه عدم انتظام في ضربات القلب أو شدة سرعة النبضات.. وأضاف بأن الرجفان الأذيني والرفرفة الأذينية يشكلان نمطين سريعين جداً من التفريغ الكهربائي يُسببا انقباض الأذينين بسرعة كبيرة، ويترافقا مع بعض النبضات الكهربائية التي تصل إلى البطينين، ما يتسبب في تقلصهما بشكل غير منتظم وأكثر سرعة وأقل كفاءة من المعتاد. ووصف البروفسور كمال هذا المرض بال"صامت" الذي تصاحبه عدة أسباب من أهمها ارتفاع ضغط الدم وأمراض تصيب الصمامات القلبية، منوهاً بأن ظهور هذا المرض يكون عرضاً في شكل ارتجاف أذيني، مفيداً بأن خطورته تكمن في دوره في حدوث جلطات الدماغ (السكتة الدماغية) وبالتالي إصابة الجسم بالشلل أو جلطات في القلب أو الأمعاء أو الكلى، ما يشكل خطورة كبيرة جداً على حياة المصاب بالمرض. ويؤكد الغلاييني على أهمية الأسابيع التي تُنظم للتعريف بالمرض، من كونها عنصراً هاماً لتوعية المجتمع بمثل هذه الأمراض وعرض أحدث ما توصل إليه العلم من علاجات وأدوات تساعد في حمايتهم من المرض.. كما نوّه بأهمية البرامج والمبادرات من قِبل الجمعيات العلمية في نشر التوعية بالمرض على مستوى مقدمي الخدمات العلاجية، سواءً كانوا أطباء أو ممرضين أو إداريين، وبالتعاون مع الشركات الصحية بالقطاعين العام والخاص. ونوّه الغلاييني بالمبادرة التي تمت مع بعض المستشفيات والقطاعات لإجراء كشف دوري استباقي على جميع الأعضاء المشرفين، موظفين كانوا أو عاملين بالحقل الصحي، بحيث يكون على مرحلتين، الأولى تُعنى بالكشف السريري والثانية تخص الكشف من خلال رسم تخطيط القلب الذي يحدد مدى إصابة الشخص بالمرض بنسبة 99 بالمائة. وبالنسبة لأعراض المرض أفاد البروفسور الغلاييني بأن المريض نادراً ما يشتكي من الارتجاف الأذيني، معدداً أعراضه العامة ممثلةً في التعب والكحة والبلغم وضيق التنفس، مبيّناً بأن هناك أعراضاً أخرى قد تقع في الحالات المتأخرة مثل الجلطات بأنواعها المختلفة. وتختلف نسب انتشار مرض الارتجاف الأذيني في المملكة العربية السعودية، فهناك إحصائيات عن المصابين بسكتات دماغية نتيجة هذا المرض، بينما لا توجد إحصائيات دقيقة عن نسبة المصابين بالارتجاف الأذيني. أما العلاجات المتاحة فمن أهمها علاجات تمييع الدم ذات الفعالية القوية في المساعدة في منع حدوث الجلطات، على الرغم من أن التعامل معها كانت تشوبه صعوبة بسبب احتياجها لتحاليل دورية.. من ناحية أخرى تتوفر أيضاً علاجات لا تحتاج لتحاليل دورية، وتُؤخذ مرة أو مرتين يومياً وتساعد في تحقيق نسبة حماية عالية جداً. وفي ختام إفاداته نوّه البروفسور الغلاييني بتأثيرات المرض واصفاً إياها بالكارثية على الإنسان، من كون أن الشلل يؤثر على الناحية العملية والاجتماعية للمريض ويؤثر على المجتمع بأسره.