صادق الكونغرس الأمريكي صباح أمس الخميس على فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر، وأعلن نائب الرئيس المنتهية ولايته مايك بنس، خلال جلسة مشتركة لغرفتي الكونغرس (الشيوخ والنواب) حصول بايدن على 306 أصوات مقابل 232 للرئيس الجمهوري دونالد ترامب. أتى ذلك، بعد أن أنهى أعضاء الكونجرس عملية التصديق على نتائج الولايات، بعد مناقشة الطعون في بنسلفيانيا وأريزونيا وإسقاطها لاحقًا بتصويت الأغلبية، وذلك بعد أن سقطت أيضًا اعتراضات أخرى، قبل التوصل إلى مرحلة مناقشتها. ترامب يؤكد: انتقال السلطة سيحصل بشكل منظم بعد مصادقة الكونجرس على فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن ب306، قطع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الشك باليقين، مؤكدًا على سليمة انتقال السلطة في البلاد، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض نقلاً عن الرئيس الجمهوري: «حتى لو كنت لا أوافق تمامًا على نتيجة الانتخابات، إلا أن انتقال السلطة سيتم بشكل منظم تمامًا في 20 يناير». صدمة الكابيتول أثارت صور اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول خلال جلسة للكونغرس للمصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة، صدمة بين العديد من الأمريكيين وفي العالم، نتيجة الفوضى غير المسبوقة وأعمال العنف التي رافقتها ضد أبرز رموز الديموقراطية الأمريكية، واستأنف النواب وأعضاء مجلس الشيوخ جلستهم المشتركة بعد توقف استمر ساعات بسبب اقتحام المبنى وبعد إخلائه من المتظاهرين مساء الأربعاء، ورفضوا خلال تصويت أول اعتراض مقدم على فوز بايدن، في وقت تراجع العديد من الموالين لترامب عن مواقفهم في أعقاب أحداث العنف التي حصلت، وستطبع الصور التي التقطت من داخل مبنى الكابيتول العريق الذي يضم الكونغرس الأمريكي في واشنطن التاري، فقد اجتاز حشد من المتظاهرين الذين كانوا يلوحون برايات بعضها كتب عليه «ترامب رئيسي»، الحواجز الأمنية أمام الكابيتول واقتحموا المبنى وخربوا مكاتب ودخلوا إلى قاعات والتقطوا صورًا لهم فيها، مرددين أن الانتخابات الرئاسية مزورة. 4 ساعات لإخراج المتظاهرين وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع خلال عملية استمرت أربع ساعات لإخراج المتظاهرين من الكابيتول، وقالت الشرطة: إن امرأة يعتقد أنها من أنصار ترامب جاءت من جنوب كاليفورنيا، قضت إثر إصابتها بالرصاص وإن ثلاثة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في المنطقة في ظروف لم تتضح بعد، وانتشرت صورة لأحد أنصار ترامب يرتدي سروال جينز وقبعة بيسبول وهو جالس ورجله مرفوعة على مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي حيث تُركت رسالة تنطوي على تهديد، في وقت تسلق متظاهرون آخرون منصات أقيمت لحفل تنصيب بايدن في يناير، ورفعوا لافتة كتب عليها «نحن الشعب سنخضع دي.سي (واشنطن)، لدينا القدرة على ذلك». بايدن: هجوم غير مسبوق ووصف بايدن أحداث العنف بأنها «تمرد»، وطالب ترامب بأن يتحدث على التلفزيون الوطني ويطلب من أنصاره التراجع، وقال بايدن في ولاية ديلاوير، مسقط رأسه: «نظامنا الديموقراطي يتعرض لهجوم غير مسبوق»، وأضاف: «هذا ليس اعتراضًا، إنه إخلال بالأمن وفوضى، ويكاد يصل إلى الفتنة، ينبغي أن يتوقف الآن». ترامب: يجب أن يحل السلام وبعد وقت قصير على تصريحات بايدن، نشر ترامب تسجيلاً مصورًا دعا فيه أنصاره للمغادرة لكنه كرر اتهاماته التي لا تستند إلى أدلة عن تزوير الانتخابات، وقال: «يجب أن يحل السلام، لذا اذهبوا إلى بيوتكم، نحن نحبكم، أنتم مميزون جدًا». وقالت صونيا فيتزجيرالد البالغة 34 عامًا المناصرة لترامب من ولاية فلوريدا على درج الكابيتول «ستسمعون عن الأمر في كتب التاريخ». بعد تويتر وفيسبوك.. إنستغرام وسناب شات تحاصران ترامب وأطبقت وسائل التواصل الاجتماعية على ما يبدو قبضتها على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اتهامه بالتشجيع على العنف الذي وقع ليل الأربعاء في محيط مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكيةواشنطن، فبعد تويتر وفيسبوك، أعلن رئيس منصة إنستغرام الخميس أن التطبيق الشهير سيعلق حساب ترامب لمدة 24 ساعة، وأكد آدم موسيري أن حساب ترامب عبر إنستغرام المملوكة لفيسبوك سيغلق لمدة يوم كامل، بدورها أوضحت «سناب شات» أنها ستعلق حساب الرئيس الجمهوري مؤقتًا. بوش: مشهد مقزز اعتبر الرئيس الأسبق جورج بوش الابن أن ما حصل «مشهدًا مقززًا ويحزن القلب»، وقال في بيان له: «أشعر بالفزع من السلوك المتهور لبعض الزعماء السياسيين منذ الانتخابات»، كما أضاف: «إنه مشهد مقزز ويحزن القلب.. هذه هي الطريقة التي يتم بها الخلاف على نتائج الانتخابات في جمهوريات الموز، لا في جمهوريتنا الديمقراطية»، واعتبر أن «الهجوم العنيف» على مبنى الكابيتول قام به «أناس أضرمت عواطفهم بالأكاذيب والآمال الزائفة». أوباما: اقتحام الكونجرس مخز وأصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بيانًا، ندد فيه باقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبنى الكونجرس، في محاولة لعرقلة المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وقال أوباما في البيان الذي نشره على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: إن ما جرى في مبنى الكابيتول ليل الأربعاء «مخزٍ»، لكنه «غير مفاجئ»، وكتب أوباما: «إن التاريخ سيذكر بحق أن العنف الذي وقع في مبنى الكابيتول، جرى بتحريض من الرئيس الحالي الذي استمر في الكذب بشأن نتيجة الانتخابات القانونية»، وأضاف أوباما الذي طالما كانت علاقته بترامب متوترة: «إن التاريخ سيذكر هذه اللحظة باعتبارها مخزية وعارًا على أمتنا»، وتابع: «لكننا سنخدع أنفسنا إذا تعاملنا على ما حدث على أنه مفاجأة تامة». «دوامة قاتلة» للنظام الديموقراطي وتزامنت الفوضى في الكابيتول مع فوز الديموقراطيين بمقعدين في مجلس الشيوخ في انتخابات فرعية بولاية جورجيا، ما يكرس هيمنتهم على الكونغرس ويمهد الطريق أمام بايدن لتمرير تشريعات بدءًا بمساعدات إغاثة في أزمة كوفيد-19. ويقول المؤرخون: إنها المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الكونجرس منذ عام 1814 عندما أحرقه البريطانيون خلال حرب 1812. ولأكثر من عقدين، جرت الجلسات المشتركة للكونغرس بهدوء، وهي إجراء شكلي تتم فيه المصادقة رسميًا على الفائز في الانتخابات، لكن ترامب حض أعضاء الحزب الجمهوري على الاعتراض على النتيجة، ورفض الكونجرس الاعتراض الأول على فوز بايدن في أريزونا، كما رفض اعتراضًا من الحزب الجمهوري على فوز بايدن في ولاية بنسلفانيا، واعترض 121 نائبًا من الحزب الجمهوري على النتيجة، بينما تراجع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن معارضتهم السابقة بسبب أحداث الكابيتول. وقالت السيناتور كيلي لوفلر التي خسرت الانتخابات الفرعية الأخيرة في جورجيا: «الأحداث التي حصلت أجبرتني على إعادة النظر، ولا أستطيع الآن بضمير حي أن أعترض على المصادقة». شومر: ترامب سيلحق به عارًا دائمًا أما السناتور ميت رومني أحد أكبر منتقدي ترامب في الحزب الجهوري فقال: إن أفضل طريقة لاحترام الناخبين هي بقول الحقيقة لهم، وقال: «أولئك الذين يستمرون في دعم هذه المناورة الخطيرة، سيُعتبرون إلى الأبد متواطئين في هجوم غير مسبوق على نظامنا الديموقراطي». كروز: عمل إرهابي وجه عضو مجلش الشيوخ عن ولاية تاكساس تيد كروز انتقادات حادة لأعمال الشغب التي وقعت مساء الأربعاء في محيط مبنى الكابيتول وداخله، واعتبر العضو الجمهوري أن اقتحام الكونغرس من قبل عدد من المحتجين وأنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمنع النواب والشيوخ من المصادقة على فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات، عمل إرهابي داخلي. تنديد عالمي ب «المشاهد المخزية» عبر حلفاء الولاياتالمتحدة عن صدمتهم، وندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بما وصفه «مشاهد مخزية»، فيما حض وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنصار ترامب على «التوقف عن دوس الديموقراطية»، وفي باريس اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن ما حصل في واشنطن «ليس أمريكيًّا بالتأكيد»، أما خصوم واشنطن، فاستغلوا الظرف لانتقادها مجددًا، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس: «إن الديموقراطية الغربية هشة وضعيفة»، محذرًا من صعود «الشعبوية» بعد الاضطرابات التي أثارها أنصار ترامب في مبنى الكابيتول. تلويح بالتعديل 25.. وزراء يبحثون تنحية ترامب ولم يتبق سوى أسبوعين لترامب في البيت الأبيض. ومع تراجع نشاطاته العامة منذ أسابيع وتقارير عن عدم قدرته على التعاطي مع الأمر الواقع، ذكرت وسائل إعلام أن الحكومة تبحث بتكتم مسألة عزله كونه غير أهل للمنصب، بموجب التعديل ال25 للدستور، وكتب جميع الأعضاء الديموقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس النواب في رسالة إلى نائب الرئيس مايك بنس أن «استعداد الرئيس ترامب للتحريض على العنف والاضطرابات الاجتماعية لإلغاء نتائج الانتخابات يتطابق مع هذا المعيار». وكان ترامب حض أنصاره في كلمة غاضبة أمام البيت الأبيض، على السير نحو الكابيتول وطالب نائبه مايك بنس الذي ترأس جلسة الكونغرس، بالتدخل لعكس مسار الهزيمة، لكن بنس الذي بقي مخلصا لترامب طيلة 4 سنوات وصامتا خلال الانتخابات، قال في بيان في اللحظة الأخيرة: إنه لن يفعل ذلك.