عثمان مرزوق اسم مميز في خارطة الكرة السعودية، لن تنساه الجماهير عامة، والاتحادية خاصة، فقد كان لاعب المحور الأبرز في زمانه مع المنتخب الوطني، بلغ المنتخبات قبل أن ينتقل للعميد، حينما كان مع فريق الشاطئ «الترجي حاليًا»، وعندما لعب للاتحاد قدم أداءً كبيرًا مع كتيبة المدرب الألماني الذهبية «كرامر»، وكان لاعب محترف قبل أن يصل إلى كرتنا الاحتراف.. منضبط.. ملتزم.. لاعب تكتيكي من طراز فريد، لم ينسَ عثمان وهو يغادر الاتحاد أن يقدم أثمن الهدايا.. النجم الأسطوري نور، وفي ذلك يقول: - أين الكابتن عثمان مرزوق الآن؟ الحمد لله موجود وبصحة وعافية، وكنت في السنوات الخمس الماضية مع بناتي في أمريكا لإكمال الدراسة، والآن الحمد الله عدت لوطني بعد أن منّ الله على بناتي بالتخرج. - كيفك مع الحجر الصحي الآن؟ ماشي الحمد لله.. أنا من الملتزمين بتعليمات وزارة الصحة وتوجيهات حكومتنا الرشيدة بالبقاء في المنزل، وخروجي يكون وقت الفسح لتلبية أغراض الأسرة، بالذات أبنائي وما يحتاجونه من أجهزة إلكترونية، كما أقضي وقتي في الحجر أيضًا بإجراء تدريبات منزلية مثل عمليات الإحماء والهرولة البسيطة لاتساع منزلي والحمد لله والأمور تمام وعلى ما يرام، أما بالنسبة للأيام العادية فأزاول الرياضة بجوار البحر. - لكن عثمان مرزوق الآن مبتعد عن الساحة الرياضية، ما هي الأسباب؟ لا يوجد سبب، ولكن أنا وصلت لقناعة تامة وابتعدت من تلقاء نفسي لعدة أمور، منها كما ذكرت سابقًا التحاق أبنائي بالدراسة في أمريكا، وثانيًا لتقدمي في السن، خاصة أننا أصحاب أمراض مزمنة، لذلك فضلت الابتعاد عن المجال الرياضي وأن أكون متابع فقط. - هل يتذكر عثمان مرزوق موقف رياضي سواءً مع ناديه الاتحاد أو المنتخب الوطني؟ ممكن الموقف الظريف الذي حصل في معسكر المنتخب للاستعداد لبطولة الخليج الرابعة في قطر، الموقف حدث في المعسكر وكان وقتها «أبو خالد» الأمير عبدالرحمن بن سعود «رحمه الله» المشرف على المعسكر في تلك الفترة وكان حريصًا على التزام اللاعبين وأداء التدريبات ووقت النوم، ومن حرصه على متابعة اللاعبين من غرفهم قام بعمل سماعة في كل غرفة لمعرفة غير الملتزمين بأوقات النوم وخلافه، ولكن الظريف أن زميلي اللاعب مبروك التركي «رحمه الله» قام بقطع هذا السلك حتى نسهر في الغرفة مع زملائي اللاعبين، وكان وقتها معي في الغرفة إبراهيم مريكي «رحمه الله» ووحيد جوهر إلى جانب مبروك التركي كحارس مرمى للمنتخب في تلك الفترة. - كيف رأيت تجربتك مع ناديك الاتحاد؟ الحمد لله كانت تجربة جدًا جيدة، واستطعت في تلك الفترة أن أحقق مع نادي الاتحاد بطولة كأس الدوري المشترك مع نجوم كبار أمثال عبدالله غراب وسعد بريك وعيسى حمدان وأحمد سالم وعلي عشعوش وجمال فرحان، وكان العميد في تلك الفترة مليء بالنجوم الكبار، وكان واحدًا من أقوى الفرق في الدوري، إلا أن الحظ دائمًا ما يقف ضدنا. - كيف ترى مستوى العميد في الموسم الحالي؟ المستوى ما يسر والأداء متذبذب والنتائج غير مرضية لجماهيره العريضة.. خرج من مسابقة كأس الملك، وابتعد عن المنافسة على بطولة الدوري، وأنا أعتقد أن الظروف المالية التي مر بها الفريق في الموسمين الماضيين أثرت على مستواه الفني وأنهكت الفريق وابتعدت الجماهير عنه، كما أن حال الفريق بعد جيل محمد نور بات يقدم مستويات متذبذبة ودخل في مشاكل كثيرة وأمور مالية، وأنا أعتقد بأن الفريق بحاجة إلى إدارة كرة ممزوجة بعناصر الخبرة، وأن يكون هناك طاقم في الفريق يهتم بشأن الفريق الأول ومكون من اللاعبين أصحاب الخبرة. - معلوماتنا تؤكد بأن اللاعب محمد نور، كان لك الفضل عليه بعد الله في بروزه، ممكن تحدثنا عن ذلك؟ أولًا أحب أن أشيد باللاعب الكبير محمد نور الذي بحقيقة أنصفني عبر وسائل الإعلام سواءً المرئي أو المقروء، ولم ينسب الفضل لنجوميته إلا لعثمان مرزوق ومحفوظ حافظ، وفعلًا الفترة التي جاء فيها نور لنادي الاتحاد كنت أنا ومحفوظ مشرفين على فريق درجة الشباب بالنادي، ومن جلبه للنادي عضو مجلس إدارة بنادي حراء أو رئيس نادي حراء، «ونور لم يكن مسجلًا في نادي حراء»، وكان هذا الشخص محب للاتحاد وجلب لنا نور ومعه لاعب آخر حقيقة لا أذكر اسمه، ولكن لم يستمر هذا اللاعب طويلًا مع الفريق، وأشركت نور في مباراة ودية، ومنذ دقائقها الأولى قدم الرجل حقيقة مستوى ملفتًا، وحكمت على مستواه من تلك المباراة، وكما لعبنا مواجهة ودية أخرى أمام فريق شباب الوحدة وأجلسته في دكة الاحتياط ومن ثم أشركته وقدم نفس المستوى ووصينا من وقتها مع زميلي محفوظ حافظ بتصعيده للفريق الأول. - هل اختلف الاحتراف سابقًا عنه حاليًا؟ حقيقة شتان بين الاحتراف سابقًا عن الآن، ففي السابق لا يوجد عقود، حيث كان اللاعب على حسب علمي يأتي للعب دون إبرام أي عقود مع النادي الذي يرغب اللعب له، أشبه بإجازة من ناديه الأصلي لنادٍ آخر دون أن يمر على رعاية الشباب أو هيئة الرياضة، وحتى إذا حدث له مشكلة أو سُلب حقه لا توجد سابقًا جهة يلجأ إليها مثل الآن، حيث أصبحت هناك عقود وشروط ووجود أيضًا مظلة يلجأ إليها اللاعب إذا سُلب حقه وتحميه، وهي ممثلة بلجنة الاحتراف الموجودة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكما أضيف أن الأندية الآن أصبحت أكثر وعيًا عن السابق، إذ بإمكانها أن تقف على مستوى اللاعب عن قرب قبل التوقيع معه، ويمكن أن أختصر الاحتراف حاليًا بأنه مفتوح أفضل من السابق. - هل تغيرت الرياضة عن عما كانت عليه في الماضي؟ الرياضة الآن تغيرت مع تقدم الزمن الذي كنا نلعب فيه، فإذا أنت قارنت من ناحية فنية وإعلامية فشيء طبيعي تغيرت كثيرًا، وعلى ما يقولون تغيرت 180 درجة، وباختصار الرياضة الآن من ناحية فنية وإعلامية هي أقوى بحكم وجود المعسكرات وكثرة المباريات والدورات بعكس السابق، والتي كانت تقتصر على معسكرات الفرق أو المنتخب فقط للاستعداد لدورة الخليج ودورة تصفيات كأس آسيا، ولم تكن بالكثرة مثل الآن، حيث يقام في الموسم أكثر من معسكر مع المنتخب والنادي، كمعسكرات دورة التصفيات الآسيوية وتصفيات كأس العالم ومعسكر للمونديال وآخر للاستعداد للبطولة الآسيوية، والآن أشياء كثيرة تغيرت، ولكن في الثمانينات التي لعبت فيها ممكن تتفوق فقط إنك تجد في النادي أكثر من نجم بعكس اليوم، سابقًا الأندية كانت تزخر بالنجوم سواءً الاتحاد أو الأهلي أو الهلال أو النصر. - متى بدأ عثمان مرزوق مشواره في الدفاع عن شعار الوطن؟ بدايتي مع المنتخب الوطني كانت في عام 74م مع منتخب الشباب وكنت وقتها ألعب لنادي الشاطئ «الترجي حاليًا» قبل أن ألتحق بنادي الاتحاد، ومثلت منتخب الشباب 3 مواسم، وشاركت في الدورة المدرسية ودورة مونتريال ودورة كأس فلسطين، إلى جانب مشاركة بعض المعسكرات ولعب المباريات الودية، وفي 76م مثلت المنتخب الوطني في معسكر لندن للاستعداد لبطولة الخليج في قطر، وبعدها شاركت أيضًا مع المنتخب في دورة الصداقة الأولى بتواجد إيطاليا ومصر والنمسا ومن ثم دخلت التصفيات الآسيوية وبطولة الخليج بالإمارات.