بتصديرها للمرض النفسي «بايبولار» عنوانًا لروايتها الجديدة، تضع الأديبة السعودية غادة عبود القارئ أمام احتمالات متباينة، وتوقعات لأحداث تغوص عميق في المكونات النفسية لشخوص الرواية، كون هذا الاعتلال النفسي على المستوى التشخيصي يعرف بعدة مسميات منها: «الاضطراب ذو الاتجاهين، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، أو الهوس الاكتئابي، أو الاضطراب ثنائي الاستقطاب»، والمحصلة من كل هذه المسميات توصيف لحالة من الاضطرابات النفسية تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي، تؤدي بالشخص لقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة في بعض الأحيان. على متكأ هذا العنوان المثير، تمضي «غادة» في منعرجات روايتها راصدة ثنائية الفقر والغني، العوز والترف، متخذة من مدينة جدة مسرحًا لذلك، عابرة المسافة بين جنوبها وشمالها لبيان حالة التناقض المشار إليها، عامدة إلى تشريح نفسي لبعض نماذج من المجتمع، وبجرأة من خلال بطلة الرواية الطبيبة النفسية كرمة عبدالودود، التي تحارب الفساد والنفاق الاجتماعي.