فاصلة: (من يجهل أن فراشه قاس ينام نوما مريحا) - حكمة عالمية- لفت انتباهي خبر منشور في صحفنا المحلية حيث أكد عضو جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة «معتوق الشريف» بأن «الجمعية تتسلم شكاوى عدة، عن معاناة بعض الأسر من تقلب المزاج النفسي لدى بناتهن، و أنه يتم مناصحة ذويهن بعلاجهن لدى الأطباء النفسيين وعدم تعنيفهن أو مضايقتهن في مثل هذه الحالات. وأنه يجب على الآباء معرفة أن الأمراض النفسية وتقلبات المزاج لدى الفتيات بحاجة إلى معاملة خاصة، حتى لا تستفحل الحال وتتطور إلى مستويات مؤذية، والجمعية ستتدخل في حال أبلغت بوجود مكبل أو مكبلة بالسلاسل لدواعي المرض النفسي، إذ سيتم فتح محضر بهذه الواقعة». لم يلفت نظري تكبيل الأهالي لأولادهم بالسلاسل لأنني أعرف أن المتعلمين والمثقفين لدينا مازالوا غير معترفين بأهمية علاج الأمراض والاضطرابات النفسية والأمر سيان بين ألا تعترف بمرض ابنك النفسي وتمنعه من الذهاب للعلاج أو أن تكبله بالسلاسل إلا أنه في الحالة الثانية يبدو الأسلوب أكثر بشاعة . وفي كل الأحوال فالجاني سوف يتعهد بعدم الاضرار ويعود بالمجني عليها إلى ذات المكان الشبيه بالسجن وهو غاضب ليكيل للفتاة ما يشفي به غليله. الذي لفت نظري أن الخبر الصحفي يقول «تقلّب المزاج لدى الفتيات « فهل وصل بنا الوعي بالأمراض والاضطرابات النفسية أن نقصد» تعكر المزاج الثنائي القطب» (Bipolar mood disorder)؟ وهو اضطراب نفسي تتناوب فيه فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي لكونها تؤدي بالشخص لقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة وخطيرة في بعض الأحيان، حيث يمكن لاضطراب ثنائي القطب أن يسبب التفكير بالانتحار ما يؤدي إلى محاولات الانتحار، وتظهر التقارير أن 1 من أصل 3 أشخاص من الذين يعانون من هذا المرض حاولوا الانتحار. كيف قال المصدر هذه العبارة وكيف كتبها الصحفي في عنوان الخبر بين قوسين بينما لا يوجد في الخبر أي أشارة لهذا الاضطراب النفسي ؟! مشكلتنا دوما التشخيص وأكاد أجزم أن الفتيات اللاتي قصدهن عضو جمعية حقوق الإنسان في جدة يعانين من اضطرابات نفسية مختلفة وكل حالة منهن تختلف عن الأخرى بحسب جيناتها الوراثية وتكوين شخصيتها وظروفها الأسرية،لكننا في ظل الفوضى المهنية في ممارسة الطب والعلاج النفسي نفتي لأن مالكاً ليس بالمدينة !