فرار القصص من جحيم القفص!

مِن المُمكِن أَنْ يُزوِّر الإنسَان بطُولات وَهميَّة، ويَختَلق بطُولات وَرقيَّة، حِين يَكتب بمِثَاليَّةٍ زَائِدَة، مُتدثِّرًا بثَوبِ الفَائِدَة، وهَؤلاء «مَسَاكين»، يُرهقون أَنفسهم بتَمثيل أَدوَار؛ تَتطلَّب الكَثير مِن التَّركيز، لِذَلك حَمَدتُ الله، لأنَّني وَجدتُ فِي القصَص القَصيرة مُتنفِّسًا، وإنْ كَان البَعض يَأخذ الجدّ هَزلًا، ويَقلب الهَزلَ جدًّا.. وللجَميع مَكان فِي قصَصي القَصيرَة:
* سَألني صَديقي: مَتَى تَقول «يَا لَيت العُمر يَتوقَّف»؟، قُلت: أَقولُ ذَلك حِين أَبدَأ القِرَاءَة، لأنَّ مُتعتها تَهزُّ بَدني، وتُصيبني بالرَّعشَةِ المَعرفيَّة..!
* سَألني: مَاذا تَعلَّمتَ مِن الفَيلسوف «هنري ثورو»؟، قُلت: تَعلَّمتُ مِنه عِبَارة ذَهبيَّة يَقول فِيهَا: «تُقَاس قِيمة الشّيء؛ بمقدَار الفَائِدَة التي تَعود عَليك مِنه، وبمَدَى الخِبرَة التي يَهبك إيَّاها، إنَّنا حَمْقَى إذَا أَعطينَا الشّيء قِيمَة لَا يَستَحق مقدَارهَا»..!
* سَألني: لَو كُنتَ طَريقًا، فأي طَريق تَختَار؟، قُلت: أَختَار أَنْ أَكون جِسرًا يَربط بَين شَيئين، مِثل هَمزة الوَصْل، لَا هَمزة القَطْع..!
* سَألني: مَا ألذُّ الأشيَاء؟، قُلت: لَعلَّها القِرَاءَة، وفِي ذَلك قَال الخَليفَة المَأمون: «أَلذُّ الأشيَاء التَّنزُّه فِي عقُول النَّاس»..!
* سَألني: مَاذَا تَعلَّمتَ مِن الأُستَاذ «ديل كارنيجي»؟، قُلت: تَعلَّمتُ مِنه أَنْ لَا أَعيش اللَّحظَة القَادِمَة، لأنَّه يَقول: «العَيشُ فِي اللَّحظَة القَادِمَة حَرمَانٌ وأَلَم»..!
* سَألني: هَل تُدخِّن؟، قُلت: بالطَّبع لَا، لَا أُدخِّن، لأنَّ السُّعدَاء لَا يُدخِّنون..!
* سَألني: مَا الإدَارَة التي عَملتَ فِيهَا ونَجَحتَ؟، قُلت: عَملتُ فِي إدَارَاتٍ كَثيرة، ولَكنِّي فَخور بنَجَاحي فِي «إدَارَة الوَقت»..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي سُؤال أَخير يَقول: هَل تَنَام لتَرتَاح؟، قُلت: لَا، إنَّني أَنَام لكَي أَحلَم، فالأحلَام هِي وَسيلَتي لتَغيير صُورة الوَاقِع..!!