(الاحتراق الوظيفي) وكما يعرفه علماء الإدارة بأنه حالة من الإنهاك الفكري والعاطفي والجسماني نتيجة الاستغراق في العمل والمبالغة في الاهتمام بمهامه والتشبع بمشاكله وضغوطه، مما يجعله يفقد الرغبة في مواصلة العمل علاوة على تدني الإنتاجية والتطوير في الأداء وعادة ما تصيب الفرد هذه الحالة عندما يبقى في عمله بدون تغيير أو تطوير أو تقدير لعدد من السنين. يشعر الموظف بضغط العمل وكثرة الأعباء المناطة به ويجد بأنه غير قادر على تحقيقها نظراً لقلة الوقت أو لمحدودية صلاحياته وعدم تمكنه من أخذ قرارات معينة لحل مشكلات العمل فيبدأ يحترق وظيفياً خصوصاً إن كان من المتفوقين الذين يحرصون على أداء مهامهم الوظيفية على أكمل وجه فيسيطر عليه التوتر من عبء العمل وضغوط المهام الوظيفية ويزيد ذلك التوتر إن لم يجد التقدير من قبل الإدارة وعدم الاكتراث أو وجود من يستمع له. يحترق الإنسان وظيفياً عندما ينعدم التقدير والاحترام خصوصاً في ظل تراكم الأعباء عليه وقيامه بمهام أكثر من وظيفة وأكثر من شخص، كما يحدث عندما تغيب العدالة في الأجور والرواتب بين من يعمل ومن لا يعمل وتكون المساواة في تطبيق الأنظمة واللوائح بين من يضحي ويتفانى ومن يهمل ولا يهتم ، كما يحترق الموظف بل قد يشتعل عندما يجعل كل وقته للعمل ولا يحظى بأي تقدير على مدى عدة سنوات في حين يجد غيره متقاعساً ولا يعمل إلا لساعات محدودة ولكنه يحظى بالترقيات والزيادات السنوية والتقدير في المعاملة . للاحتراق الوظيفي آثار تبدأ في الظهور من خلال بعض المشاكل الصحية وعدم القدرة على ضبط النفس ووقوع الأخطاء البسيطة التافهة ونسيان بعض الأشياء المهمة وأخذ العمل إلى المنزل والانشغال به عملياً وفكرياً كما تبرز الشخصية السلبية لدى الفرد ويكثر النقد للعمل والتشاؤم من المستقبل. على الإنسان أن يحرص على التوازن بين مسؤوليات العمل والمسؤوليات الأخرى الأسرية والاجتماعية لينجو من الاحتراق الوظيفي وأن يكون وسطاً فلا يجامل على حساب أي طرف فلكل إنسان طاقة محددة فلابد أن يبتعد الإنسان قليلاً عن عمله ويسترخي ويرتاح بين فترة وأخرى وأن يحرص على التزام الهدوء والتفكير بروية والتركيز على كل خطوة مستقبلية وأن لا يجعل الوظيفة هي همّه الأول والأخير فالأرزاق بيد الله ولكن عليه أن يؤدي عمله وفق ما تقتضيه أنظمة ولوائح العمل وأن لا يبالغ أو يسرف على نفسه فلو حدث له أي شيء - لا سمح الله - فعندها سيتمنى لو أنه لم يحرق نفسه وظيفياً .