نشأت النظرية العلمية أو الكلاسيكية على يد مجموعة من المفكرين منهم فريدرك تايلر، وهنري فايل، وماكس ويبر، فالأول درس طرق تطوير بيئة العمل لرفع مستوى الإنتاجية، والثاني أبرز المبادئ العلمية لبناء وظائف المشروع، والثالث كتب حول البيروقراطية. وسنتحدث عن أبي علم الإدارة إن صح التعبير تايلر، حيث قام بعدد من التجارب التي استطاع أن يبرزها كحقائق مقبولة من خلال تطوير عمل محدود على أساس عملي لكل وظيفة من وظائف الإدارة بعيدا عن الحدس والتقدير، واعتمد على اختيار العمال بطريقة علمية حتى يؤدي العامل أعلى مستوى من العمل. وقرر عددا من المبادئ منها: 1- الاهتمام بعنصر الحركة والوقت للوصل لأفضل إنجاز. 2- تبسيط العمل من خلال تجزئته. 3- أعمال مبدأ التخصص. 4- الاعتماد على نظام الحافز المادي. 5- الإفراط في نظام الرقابة والعقاب. وقد أخذ على هذه النظرية أنها أغفلت الجانب الإنساني والتعامل مع البشر كالآلات وافتراضه لأفضل طريقة لأداء العمل ليس صحيحا دائما. ولعل هذا ما يؤخذ على نظام البصمة، الذي بدأنا نراه واقعاً ومستقبلاً حتمياً في شتى الأجهزة الحكومية، فافتراض أن الموظف آلة يوقع باللحظة والثانية على نظام البصمة فيه مبالغة وقسوة، يصعب تقبلها فكلنا نعلم بأن الإنسان يتعرض في حياته اليومية لظروف خارجة عن الإرادة، وكم نجد من الموظفين مع الأسف يحرص على الوجود ومثله مثل قطعة من قطع الأثاث الموجودة في مكتبة وبإنتاجية شبه معدومة بينما نجد بعضهم نصف يوم عمل منه يكفي عن أسبوع عمل عن غيره، وفي تصوري بأننا لا نحتاج مثل هذا النظام الذي بدأ يتخلى عنه الشرق والغرب، وتحولوا إلى اختيار القيادات الإدارية الفاعلة بعناية والتي تستطيع أن تجعل من فرق عملها نماذج من الإنتاجية والنجاح، وكما قيل "كل قائد مدير وليس كل مدير قائدا". الأمر الذي يليه يجب أن نجعل بيئة العمل بيئة جاذبة وبيئة علاقات إنسانية متوازنة بين أفراد المنظمة، تقوم على التعاون وتحقيق الهدف الواحد المشترك واتخاذ القرار من خلال جميع أفراد المنظمة والابتعاد عن فرض النظام والتسلط، فالزمن تغير والجميع يعرف حقوقه. نحن كمسلمين أغفلنا جانب التغذية الروحية لغرس المراقبة الذاتية وديمومتها وللمطلع على الإرث الإسلامي يجد بأن أعظم إخلاص وتفانٍ في العمل وأداء الأمانة كان من خلال الرقابة الذاتية لله. ولو عددنا الحلول المذكورة في نقاط فهو كما يلي: 1- اختيار القيادات الإدارية الفاعلة القادرة على تحقيق الأهداف والوصول للنجاح وفق ضوابط معينة ودقيقة. 2- الاهتمام ببيئة العمل وأن تكون بيئة جاذبة وتوفر الحوافز الممكنة على الإنجازات. 3- التغذية الروحية وغرس المراقبة الذاتية وديمومتها من خلال برامج تدريبية مباشرة وغير مباشرة. 4- التركيز على التدريب والتوسع فيه. 5- العدالة في التعامل والتحفير والمكافآت والترقية. وأخشى أن نصل من خلال نظام البصمة إلى حالة من الإنهاك العاطفي والفكري والجسماني، والتي تكون على شكل تعبيرات يستخدمها الفرد تجاه عمله كاستجابات للضغوط والعلاقات التنظيمية، بالإضافة لفقدانه العنصر الإنساني في التعامل مع الآخرين داخل المنظمة وخارجها، وهو ما يسمى بالاحتراق الوظيفي ولعله من المناسب إعادة النظر في تطبيق هذا النظام من خلال دراسة مستفيضة من المتخصصين والاستفادة من تجارب الغرب والشرق، فالأمر في تصوري مهم للغاية.