يتجه اليوم الأحد حوالى 47 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بينما يتم دعوتهم في الدورة الثانية في 7 مايو، لاختيار الرئيس الجديد الذي سيخلف الاشتراكي فرنسوا أولاند. وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة قوية بين اليمينية المتطرفة ماريان لوبان والمصرفي السابق الشاب إيمانويل ماكرون، لم تخفي الاستطلاعات والتوقعات أنه ربما يكون هناك مفاجآت أخرى. ويتولى الفائز في الجولة الثانية مهام منصبه باعتباره الرئيس ال11 للجمهورية ال5 الفرنسية، التي بدأت عام 1958، لمدة 5 سنوات. كيف يجري الاقتراع؟ ثمة 46.97 مليون ناخب مدرجون على اللوائح الانتخابية، بينهم 1.3 مليون يقيمون خارج فرنسا. وتفتح مكاتب التصويت ال66546 في فرنسا أبوابها الساعة 8:00 (6:00 ت غ) حتى الساعة 19:00 (17:00 ت غ)، بتأخير ساعة عن الانتخابات الرئاسية السابقة. وتبقى مكاتب التصويت مفتوحة في بعض المدن الكبرى حتى الساعة 20:00 ت غ (18:00 ت غ). وجرت عمليات التصويت أمس السبت في الأنتيل الفرنسية في بحر الكاريبي وغويانا (أمريكاالجنوبية) وسان بيار إيه ميكولون (أرخبيل في أمريكا الشمالية) وبولينيزيا (جنوب المحيط الهادئ). * تعبئة أكثر من 50 ألف شرطي ودركي يدعمهم 7 آلاف عسكري من عملية «سانتينيل» ينتشرون بصورة دائمة على الأراضي الوطنية منذ اعتداءات يناير 2015 في باريس. * أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي أعلنت إثر اعتداءات 13 نوفمبر 2015. هل يمكن الحديث عن كتلة مسلمة؟ في كل استحقاق انتخابي بفرنسا، يتم توجيه سؤال حول دور وحجم الناخب المسلم في هذه الانتخابات، ومدى انسجام هذه الكتلة الانتخابية. ورغم أن القانون الفرنسي يمنع إجراء إحصاءات على قاعدة الدين والعرق، فقد تأكد من خلال استطلاع للرأي عام 2012، أن الجالية العربية والمسلمة صوتت بأغلبية ساحقة تجاوزت 86%لصالح مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا أولاند من أجل قطع الطريق على نيكولا ساركوزي. لكن خاب ظن المسلمين خلال هذه الولاية الرئاسية بسبب تعرضهم لضغوط سياسية كبيرة بعد الهجمات التي ضربت فرنسا، وبسبب عدم رضاهم عن الحصيلة الرئاسية في ما يخص القطاعات التي تهمهم. ويخشى مراقبون أن تشهد هذه الانتخابات عزوفا من طرف المواطنين الفرنسيين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، بسبب عدم توفر مرشح يستجيب لتطلعاتهم. كما أن اليمين المتطرف واليمين المحافظ يخوضان حملة شرسة ضد الإسلام، بعدما سعى كل من مارين لوبان وفرانسوا فيون لشيطنة المسلمين واتهامهم بالفشل في الاندماج في المجتمع الفرنسي. استطلاعات الرأي: توقعت استطلاعات للرأي بفوز اليمينية المتطرفة لوبان في الجولة الأولى يصاحبها الشاب المصرفي ماكرون، حيث إن نجاح دونالد ترمب في الانتخابات الأمريكية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كلها عوامل تلقي بظلالها على الساحة السياسية الفرنسية، كما تتزامن الانتخابات الرئاسية الفرنسية مع استحقاقات انتخابية أوروبية خلال السنة الجارية في كل من هولندا والنمسا وألمانيا. متى تصدر النتائج؟ يحظر القانون الفرنسي نشر أي نتائج باستثناء تلك المتعلقة بنسب المشاركة، قبل انتهاء عمليات التصويت، اليوم الساعة 20:00 (18:00 ت غ)، لتفادي التأثير على الناخبين. ويعقد تأخير موعد إغلاق مكاتب التصويت عمل مؤسسات استطلاع الرأي التي ستكون أمامها مهلة أقصر بساعة لإعداد تقديراتها استنادا إلى عملية جزئية لفرز الأصوات. وفي حال كانت نتائج المرشحين الأوائل متقاربة، عندها لا يكون مضمونا نشر صورتي الفائزين اللذين ينتقلان إلى الدورة الثانية في تمام الساعة 20:00 (18:00 ت غ) على شاشات التلفزيون. وستصدر التقديرات الأولية تباعا مع تواصل عمليات الفرز. * تجري الدورة الثانية في 7 مايو بين المرشحين اللذين يحلان في طليعة نتائج الدورة الأولى. * لم ينتخب أي مرشح من الدورة الأولى منذ اعتماد فرنسا نظام الاقتراع العام المباشر العام 1962. * يتم تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 مايو، تاريخ انتهاء ولاية فرنسوا هولاند. من هم المرشحون؟ يختار الناخبون بين 11 مرشحا، بزيادة مرشح عن انتخابات 2012، إنما أقل بخمسة مرشحين عن العام 2002 الذي سجل رقما قياسيا على صعيد الترشيحات. ويتصدر 4 مرشحين استطلاعات الرأي، ولو بفارق ضيق جدا. 1/ مارين لوبان (48) عامًا عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف 2/ فرنسوا فيون (63)عامًا عن حزب «الجمهوريين» اليميني 3/ إيمانويل ماكرون (39) عامًا عن حزب «إلى الأمام!» الوسطي 4/ جان لوك ميلانشون (65)عامًا زعيم اليسار الراديكالي ممثلا «فرنسا المتمردة» 5/ تخطى هؤلاء المرشحون الأربعة الاشتراكي بونوا آمون (49) عامًا. والمرشحون الآخرون هم نيكولا دوبون تينيان (56)عامًا وجاك شوميناد (75)عامًا وفرنسوا اسولينو (59)عامًا وهم من التيار السيادي، والتروتسكيان ناتالي أرتو (47)عامًا وفيليب بوتو (50)عامًا والنائب والراعي السابق جان لاسال (61)عامًا. ماكرون.. هل سيصبح أصغر رئيس لفرنسا؟ تمكن إيمانويل ماكرون من الصعود بثبات في صفوف المؤسسة الفرنسية عندما قرر استغلال مهاراته كمصرفي متمرس في عالم الاستثمار وعقد الصفقات، في عالم السياسة. وإذا فاز ماكرون البالغ من العمر 39 عامًا، والذي لم يكن معروفا على نطاق واسع قبل أقل من 3 سنوات، فسيصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ عقود طويلة. ويعزو الكثيرون صعود ماكرون المفاجئ إلى توق الفرنسيين لوجه جديد مع انهيار غير متوقع لعدد من منافسيه من التيارات السياسية الرئيسة وخاصة اليمين واليسار التقليديين. واستغل ماكرون الشعور بخيبة الأمل تجاه الوضع الراهن وتعهد بتغيير المؤسسة القائمة، رغم أنه تلقى تعليمه في مدارس فرنسية مرموقة وأبرم صفقات وصلت قيمتها لعشرة مليارات دولار لمجموعة روتشيلد وشغل منصب وزير في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند الاشتراكية. وقال لمؤيدين في مؤتمر انتخابي في مدينة بو بجنوب البلاد «فرنسا تعرقلها ميول النخبة نحو خدمة مصالحهم»، قبل أن يخفض من صوته ويضيف هامسا «وسأقول لكم سرا صغيرا: أعلم ذلك لأني كنت جزءا منهم». وأذهل ماكرون منافسيه من خلال بناء قاعدة تأييد راسخة والحصول على تأييد سياسيين منشقين عن يسار الوسط ويمين الوسط. ومع توقعات بأن فيون ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون سيخرجان على الأرجح من الجولة الأولى المقررة غدا الاحد تبقى لوبان هي منافسته الرئيسة. وتصف لوبان، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستخسر أمام ماكرون في جولة الإعادة في السابع من مايو، منافسها ماكرون بسخرية بأنه مرشح «المال». لوبان.. الصعود والتوقعات تعتبر مارين لوبان أبرز امرأة سياسية في فرنسا بعد أن تهيأت للعمل السياسي منذ صغرها، فهي ابنة مؤسس الجبهة الوطنية وأحد أشهر اليمينيين في أوروبا جون ماري لوبان الذي روج لأفكار قومية متطرفة وصلت إلى حد العنصرية والفاشية ومعاداة السامية. وكانت المفاجأة الكبرى لهذا الحزب في وصوله إلى الدور الثاني من الانتخابات الفرنسية عام 2002 عندما تقابل لوبان الأب مع جاك شيراك، فتهيأت فرنسا لمواجهة اليمين المتطرف ونجح شيراك إبانها بأغلبية ساحقة ناهزت 82%. أحدثت مارين لوبان تغييرات داخل الحزب بإعادة هيكلته والتخلص من الحرس القديم التابع لأبيها، واستبدلته بوجوه جديدة وشابة آتية من أوساط فرنسية راقية كخريجي المدارس الفرنسية العليا وبعض رواد الأعمال من ذوي النزعة اليمينية، كما تبنت خطابا مغايرا لأبيها اتسم بمخاطبة الفرنسيين عبر مناقشة همومهم الاقتصادية والاجتماعية، فحقق حزبها قفزات كبيرة مطردة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والجهوية. وبذلك استفادت لوبان من عوامل متعددة جعلت مسارها ميسرا لتصبح أبرز المرشحين للرئاسيات، رغم الانتقادات الواسعة التي توجه إلى برنامجها الانتخابي الذي يشكل خطرا جسيما على الاقتصاد والمجتمع الفرنسي. فخطابها يدعو إلى السيادة الفرنسية ومناهضة العولمة، كما يعادي الهجرة والفرنسيين ذوي الأصول العربية، ويعِد بمحاربة مظاهر التدين وبتشديد الممارسات الأمنية، وتقييد عمل المهاجرين عبر زيادة الضرائب على المؤسسات الفرنسية التي توظف أجانب، وبزيادة ساعات العمل وتوطين العديد من القطاعات الاقتصادية التي تهتم بالتصنيع. كيف يتم انتخاب الرئيس؟ * ينتخب الرئيس الفرنسي بالاقتراع العام المباشر على مرحلتين مع نظام يعتمد الغالبية المطلقة، وذلك لولاية من 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وينبغي أن يحصل المرشح على الغالبية المطلقة من الأصوات التي يتم الإدلاء بها في دورة أو دورتين للفوز، أيا كانت نسبة المشاركة في التصويت. ولا تعترف فرنسا بالبطاقات البيضاء التي يبدي الناخبون من خلالها رفضهم الاختيار بين المرشحين. وعملا بقانون صادر عام 2014، يتم احتساب البطاقات البيضاء على حدة، بمعزل عن البطاقات اللاغية، وتدرج بصفتها تلك في محاضر مكاتب التصويت، غير أنه لا يتم الأخذ بها لدى احتساب الأصوات. 1981-1995: فرنسوا ميتران (اشتراكي) الذي حكم ولايتين من سبع سنوات. الرؤساء السابقون هم: 2012-2017 فرنسوا هولاند (اشتراكي). 2007-2012 نيكولا ساركوزي (يمين). 1995-2007: جاك شيراك (يمين)، وكانت ولايته الأولى سبع سنوات، والثانية خمس سنوات بعد تخفيض مدة الولاية الرئاسية. 1981 -1995 : فرنسوا ميتران (اشتراكي) الذي حكم ولايتين من سبع سنوات.