صوَّت الناخبون الفرنسيون أمس في جولة الإعادة من الانتخابات المحلية التي ستُظهِر إن كان حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف يستطيع أن يحوِّل شعبيته إلى سلطة. وحققت الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبان تقدماً كبيراً الأسبوع الماضي باحتلالها الصدارة في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية بعد أن عززتها مخاوف من أزمة اللاجئين في أوروبا وهجمات تنظيم داعش التي قتلت 130 شخصاً في باريس قبل شهر. ويأمل اليمين المتطرف تحقيق فوز في الدورة الثانية من الانتخابات، بعد انتصار أول حققه خلال هذا الاقتراع الأخير قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017. وعند الساعة 16.00 ت.غ، كانت نسبة المشاركة قد زادت 7.5 نقطة مقارنة بالدورة الأولى في 6 ديسمبر. ونسبة المشاركة تعدُّ حاسمة لنتيجة الانتخابات التي تعتمد أيضاً على نسب تجيير أصوات اليسار إلى اليمين لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبان، في عدة مناطق. وبعد شهر على اعتداءات 13 نوفمبر في باريس التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً، شددت الإجراءات الأمنية في محيط مكاتب الاقتراع. ويتوقع أن تعلن النتائج الأولى للاقتراع مع انتهاء التصويت في الساعة 19.00 ت غ. يذكر أن 45 مليون فرنسي مدعوون للمشاركة في الاقتراع. وأدلى الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بصوته ظهراً في معقله في تول «جنوب غرب». وخلال الدورة الأولى في السادس من ديسمبر عبَّر نصف الناخبين وثلثا الشباب (18-24 سنة) عن عدم اكتراثهم بالسياسة من خلال مقاطعة الاقتراع. وفوز اليمين المتطرف في منطقة أو عدة مناطق سيشكل سابقة في فرنسا حيث يتقدم حزب الجبهة الوطنية، مع خطاب مناهض لأوروبا وللهجرة، أكثر وأكثر خلال كل اقتراع منذ خمس سنوات مستفيداً من رفض الناخبين للأحزاب التقليدية العاجزة عن تسوية الأزمة. وخلال الدورة الأولى سجل حزب الجبهة الوطنية نتائج وطنية غير مسبوقة مع 28% من الأصوات وتصدُّر المرتبة الأولى في ست مناطق من أصل 13. وفي السادس من ديسمبر حققت مارين لوبان وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبان في الشمال «شمال با دو كاليه، بيكاردي» والجنوب الشرقي «بروفانس، آلب، كوت دازور» أفضل نتائح للجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على أكثر من 40% من الأصوات. لكن استطلاعات الرأي تتوقع هزيمتهما في انتخابات أمس في هاتين المنطقتين حيث تنازل الحزب الاشتراكي الحاكم لصالح مرشحي اليمين. وأفضل النتائج التي يمكن للجبهة الوطنية تحقيقها هي في شرق البلاد «الزاس، شامبان أردين، لورين» مع فلوريان فيليبو الذراع اليمنى لمارين لوبان الذي يتنافس مع مرشح يميني وآخر اشتراكي رفض الانصياع لأوامر حزبه بالانسحاب. ويبدو أن منطقة بورغون، فرانش، كونتيه «وسط شرق» في متناول يد اليمين المتطرف. وحذر رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس من حصول «حرب أهلية» إذا وصل حزب الجبهة الوطنية إلى السلطة. ووعدت مارين لوبان ب «تحويل حياة الحكومة إلى جحيم» في حال الفوز في الشمال.