يتنافس مشاهير الإعلام الاجتماعي على جذب أكبر عدد من المتابعين، فيلجأ البعض إلى السخرية من الآخر، أو القيام بأعمال سخيفة، وتصرُّفات حمقاء؛ للفت النظر وجذب الجماهير.. لكن البعض الآخر مَنَّ اللهُ عليه بالشعور بالمسؤوليَّة والرغبة في تقديم الخير للناس، فنجده حريصًا على أن لا يقول إلاَّ الحق، ولا ينقل إلاَّ الخير.. وهناك أيضًا من يستغل شهرته في تبنِّي قضايا مجتمعه، ونشرها، ويساهم في علاجها، أو التخفيف منها.. ولعلَّ ما قام به مشاهير القصيم يوم الثلاثاء الماضي من مبادرة إيجابيَّة تستحقُّ الشكر والثناء، وأن تكون نموذجًا يُحتذى لبقية المناطق.. تحت وسم إنسانيَّة المشاهير، انطلق أبناء القصيم بحملة للإفراج عن المسجونين؛ بسبب الديون، وبفضل الله، وبجهود أبناء المنطقة، أُفرج عن ما يزيد عن مئة شخص، عادوا إلى أهاليهم وذويهم، وناموا في بيوتهم وبين أسرهم.. فكم من أجر جنى هؤلاء الذين تبرَّعوا باليسير من أموالهم؛ ليكسبوا أجر تفريج كربة مسلم، وأجر إدخال السرور على قلبه، وقلوب أحبابه.. كم من الأعمال اليسيرة البسيطة تكون نتائجها عظيمة، وآثارها كبيرة. إن اجتماع مشاهير الإعلام الاجتماعي في مناسبة محدَّدة الهدف، وتشجيع متابعيهم على دعم المبادرة، والمشاركة في الإفراج عن المعسرين في أمسية من التراحم والتآزر.. يقول المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤمِنٍ كربَةً مِنْ كُرَبٍ الدُّنيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كربَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ».. هنيئًا لنخبة المشاهير الذكر الحسن في الدنيا، والأجر والثواب في الآخرة..