الخنساء وليلى الأخيلية شاعرتان يجمع بينهما: الشعر والشهرة في عالم شعر النساء لكن بينها فرق دقيق في الشخصية. فالخنساء الشاعرة الجاهلية التي يقال: إنها أدركت الإسلام ودارت حولها روايات كثيرة مبجلة فهي التي ترد على حسان بن ثابت في سوق عكاظ بإيعاز من النابغة الذبياني وتفند بيته بنقد لغوي رائحة الصنعة فيه واضحة وهي التي كان الجزء الأكبر من شعرها في رثاء أخويها: معاوية وصخر على وجه الخصوص وهي التي استثناها: بشار بن برد حين قال: ما قالت الشعر امرأة إلا وبان فيه الضعف قيل له: حتى الخنساء؟ قال: تلك غلبت الفحول. واستغلت الخنساء -فيما بعد- كظاهرة إسلامية ورمز في هذا المجال وظلت طوال السنوات السالفة رمزًا للمرأة العربية الشاعرة المتفوقة. أما ليلى الأخيلية فهي الشاعرة الأموية الشهيرة التي تميزت بالعشق الطاهرالعذري والإعلان عنه في شجاعة نادرة على مستوى الوجود الإنساني والتي وفدت على الحجاج ومدحته ودار بينهما حوارعلى الملأ شهير.. ولكن أخص مزاياها الإنسانية: حالة العشق التي عاشتها مع توبة بن الحمير والتي كانت كانت من الشجاعة أن أعلنت عشقها على الملأ ودافعت عن ذلك العشق وظلت وفية له حتى بعد موت توبة وحتى آخر رمق في حياتها. لقد كثرت المعشوقات: وفقًا للعشق الطاهر العذري: - ليلى العامرية. - بثينة. - عزة . - عفراء. لكن كان هناك عاشقة عذرية شجاعة واحدة هي: ليلى الأخيلية شجاعة بكافة الوجوه فهي التي طاردت النابغة الجعدي حين تهاجيا إلى آخر الأصقاع، وتوقفت عن مطاردته حين سمعت بموته. وبموازنة موجزة بين الشاعرتين: - الخنساء - وليلى الأخيلية يظهر أن الخنساء كانت: حالة شعرية خاصة. أما ليلى الأخيلية فقد كانت: حالة وجودية نادرة.