اطلعت على كلمة الوفاء والمحبة البارزة على الصفحة السابعة من هذه الصحيفة الغراء يوم الاحد 26/6/1421ه لأخي العزيز معالي د, عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر تأبينا ووفاء لأستاذه الراحل الاستاذ محمد حلمي بن حسين حلمي آل سعيد الخطاط الشهير بعد عمر مديد تجاوز الهُنيدة (1) بعقدين من الزمن بعد أن تخرج على يديه افواج من تلامذته من الرعيل الاول الذين محضهم بنصحه وبتوجيهاته السديدة، وبعد ان خط آلاف الشهادات والمخطوطات وأفنى عشرات الاقلام وريشاتها بل المئات منها بخط يؤنس الابصار تاركاً ما خطه شاهدا بمهارته، وأثراً باقياً وذكراً عاطراً تحتفظ بها الأجيال لها جيلا بعد جيل على مر الملوين (2) وكأني به ولسان حاله حينما يخلص من كل مخطوط يرثي نفسه بترديد قول الشاعر الأبيوردي في رثاء نفسه قبل رحيله بقوله: تبلي الأنامل تحت الأرض في جدث وخطها في كتاب يؤنس البصرا كم من كتاب كريم كان كاتبه قد ألبس الترب والآجر والحجرا يا من إذا نظرت عيناه كتبتنا كن بالدعاء لنا والخير مدّكرا فجمال الخط موهبة ومهارة يهبها الله من يشاء من عباده، يعين القارئ على فهم واستيعاب ما يُسطر بسهولة ويسير وبدون معاناة في فهم بعض الاحرف، ولاسيما أصحاب الحقوق والبحوث العلمية الذين يلجؤون إلى التنقيب والتحقيق في المخطوطات والمحفوظات,, ولقد أقسم الله بالقلم في محكم كتابه العظيم لأهميته حيث يقول سبحانه في سورة القلم: (ن, والقلم وما يسطرون,,, الآية), ولم يغفل الشاعر الثناء عليه والتنويه برفعته حيث يقول: كفى قلم الكتاب مجداً ورفعة مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم وعوداً على ما أفاض به قلم د, عبدالعزيز الذي ينهل من مداد ومياه عميقة خالية من الكبريت !، وليست من المياه السطحية الضحلة,, فهي عبارات منتقاة جزلة من الثناء العطر على شيخه والترحم عليه، والتنويه بمآثره الحسنة، ونصحه الأبوي لتلامذته المتعطشين لتوجيهاته وإيماءاته آنذاك لعلمهم أن الفرص وساعات العمر تمضي سراعا إذا لم تُستثمر، فالرعيل الأول يقدر قيمة الوقت ويعي تماماً ما أشار إليه يحيى ابن هُبيرة حيث يقول: والوقت أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيعُ فمعلوماتهم ثابتة ورصيدهم من المعرفة لا يتضعضع مع مرّ السنين لأن التأسيس قوي منذ البداية,, فشكراً لأبي محمد على هذه البادرة وعلى كل المبادرات المماثلة لهذه التي لا تفوته دائماً، على رغم مشاغله والأعمال الملقاة على عاتقه، ومع ذلك نرجو ألا يحرم القراء من الاستمرار والتواصل معهم بأسلوبه المميز,,، وأختتم هذه العجالة بالترحم على الأستاذ محمد حلمي بأن يتغمده الله بواسع رحمته مردداً هذين البيتين: وما من كاتب إلا سيبلى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف محافظة حريملاء (1) الهُنيدة : أي مائة عام. (2) الملوين: أي الليل والنهار.