تتزامن انطلاقة الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية ومناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م حيث لا غرابة ان يشعر المواطن والمقيم بهذه الجهود الاعلامية الجبارة في هذا الوطن المعطاء فهذه الحملة هي نتاج ومزيج ثقافي واعلامي مميز وهي افراز طبيعي للنهضة الثقافية والعلمية السعودية بجميع صورها وأشكالها، وهي بلا شك واحدة من تلك الجهود الثقافية والاعلامية والحملات المتتابعة التي تهدف الى التوعية والتنشيط الفكري للمجموعة الأسرية في هذا البلد المبارك في كل المجالات. لقد سعى ولاة الأمر حفظهم الله في هذه البلاد ان يجعلوا من الفرد السعودي أنموذجا مثاليا يتمتع بكافة مقدمات الثقافة والوعي وهو ما تؤكده الدلائل والكم الهائل من ثمرات المطابع وفي وسائل الاعلام المتنوعة والندوات والأمسيات وغيرها من حصاد العقول, اذا هناك وعي تام من القيادة ومن كبار رموز المجتمع على بناء دولة قوية قوامها الارادة القوية والبناء الثقافي وفهم الواقع بأسلوب علمي لا يقبل الفشل، وتأسيسا على ذلك فان دور المواطن مع هذه الحملة وغيرها يجب أن يكون فاعلا ومؤثرا اذ انه هو المقصود بهذه الجهود اعزازا له ورفعا لقيمته ليتم بالتالي تحسين أدائه في التعامل مع كافة الخدمات المتاحة ومنها فهم اللوائح والأنظمة التي يتبناها المسؤولون عن الأمن والمرور وهي واحدة من مجموعة الأهداف والسياسات لأنظمة ولوائح في مجالات أخرى، ونظرا لأهمية القواعد المنظمة للأمن والمرور فانه لا يعذر أي فرد بالجهل بها لأنها تتعلق بأمنه وسلامته وأسرته, وانطلاقا من أهمية الدور لهذا المواطن فان الواجب عليه أن يتعامل مع هذه الحملة التوعوية بالوعي والفهم والتطوير والتفاعل وفهم الدور الأساسي الذي يلعبه في المشاركة في الحفاظ على الأمن والمرور. القاعدة الأساسية للرقي بهذا المجتمع والاستفادة الكاملة من المقومات والمعطيات في مجال الخدمة تعتمد أصلا على قوة الوازع الديني لدى الفرد المسلم السعودي ومعرفته التامة للجوانب الشرعية في المحافظة على الأمن والوقاية من خطر الجريمة وحوادث المرور. وبلادنا المباركة قامت على أساس من العقيدة السليمة وتبنت دستورا خالدا وضعها ولله الحمد في مقدمة الدول التي تتمتع بالأمن والأمان وانخفاض نسبة الجريمة، وهذا بفضل الله ثم بفضل تطبيق حدود الله وتعاون المجتمع فيما بينه للتصدي لكافة الوسائل التي تسعى الى زعزعته وتعكير صفوه, المسؤولية كبيرة علينا جميعا في التعاون مع رجال الأمن والمرور نحو الأخذ بالأسباب التي تضمن لمجتمعنا الأمن والطمأنينة والسلامة, فالمسؤولون عن الأمن والمرور ما برحوا يضعون كل امكاناتهم وخبراتهم طلبا لراحة المواطن وسعادته,اذا لا مكان لناشري الفوضى ومعكري الأمن ومثيري القلاقل في مجتمعنا وعلينا دائما ان نتقيد بكافة الضوابط والقواعد المنظمة للمسيرة الأمنية والمرورية وهو واجب يمليه علينا ديننا قبل كل شيء. آلاف الموتى خلال سنوات معدودة ومثلهم من المعاقين والمصابين,, احصائية مرورية مخيفة تبعث على القلق ان لم نتدارك أنفسنا ونتعاون في التصدي لهذه الحرب الضروس أفلا يكون زاجرا لنا أن نرتدع ونحن نرى هذه الاحصائية وأبلغ من ذلك تلك الأشلاء المتناثرة أمامنا صباحا ومساء أينما اتجهنا. أخي المواطن: الحملة الوطنية هدفها حمايتك بعد الله وقصد منها اعداد مجتمع آمن يتمتع بالوعي والادراك، وهذه الحملة أنت وقودها لتضيء لك وللآخرين طريق الأمن والسلامة بمشيئة الله فتجاوب معها لنعيش سويا براحة وأمان بإذن الله.