بشعار ذي كلمات مختارة، ومدلولات عدة، وأهداف جادة، وهو «معاً بإمكاننا جعل شوارعنا آمنة» دشنت لجنة السلامة المرورية، بالتعاون مع مرور المنطقة الشرقية وعدد من الجهات الأمنية، أسبوع المرور الخليجي لهذا العام (2011)، وفيما انطلقت الفعاليات أمس الأحد، انطلقت قافلة اللجنة، يوم الاثنين، وتضم 15 مركبة، تجوب شوارع المنطقة الشرقية، لتعرف المواطنين والمقيمين بأهمية التفاعل والتعاطي مع أسبوع المرور، واستيعاب برامجه وتوصياته، ونشرها. وانطلقت القافلة من بداية كورنيش الدمام، عابرة الطريق إلى نهايته، مستغرقة وقتاً امتد لساعتين كاملتين، لتستقر بعد ذلك، بجانب أحد المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية. لجنة السلامة وقد أعدت لجنة السلامة المرورية العديد من البرامج والأنشطة ضمن فعاليات أسبوع المرور، للتواصل مع المستهدفين من الحملة بشكل خاص، وجميع المواطنين بشكل عام، ومن أهم هذه الفعاليات والأنشطة، القيام بجولات وزيارات إلى عدد من الجهات الحكومية والمدارس، وتوعية منسوبيها بما ينبغي مراعاته والالتزام به، أثناء القيادة على الطرق كافة، من أجل تعزيز الثقافة المرورية لدى الجميع، بالإضافة إلى تحليل أسباب الحوادث وآثارها على المجتمع، وإيجاد الحلول العلمية والعملية، للتصدي لهذه الحوادث، محذرة من أن هذه الحوادث تعد من أهم المشكلات التي تستنزف الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وتستهدف الموارد المادية لأي مجتمع، وإهدار طاقاته البشرية. وشددت لجنة السلامة المرورية، على أهمية الوصول بالبرامج التوعوية إلى الناس كافة، سواء في المصالح الحكومية أو الخاصة، والمدارس والجامعات، والمرافق العامة، لدعم ثقافة القيادة الآمنة، الخالية من أي حوادث مرورية، وللتخفيف من حجم الكوارث التي تسببها، وما ينتج عنها من خسائر بشيرة ومادية. قائد المركبة وحرصت القافلة، على تعريف الناس بأسبوع المرور، وتم إجراء اختبار تجريبي مبسط، يبين تأثير الإرهاق والتعب على قائد المركبة، من خلال وضع لوحة على الأرض، تبين الطريق، ومن ثم يقوم بعدها أحد المتطوعين بارتداء نظارة طبية، تكشف مدى قدرته على القيادة، عندما يشعر بالنعاس، وقد تفاعل معه العديد من الحضور. توزيع المنشورات وذكر منسق الحملة التابعة للجنة السلامة محمد الخالدي أن الفعاليات التي تتواصل لمدة خمسة أيام، ستشهد توزيع بعض المنشورات المتضمنة لعبارات إرشادية وتوعوية، خاصة بالسلامة المرورية، بالإضافة إلى عقد سلسلة من المحاضرات في جامعة الدمام ومدرسة الأمير محمد بن فهد في مخطط بدر، مشيراً إلى أنه في آخر يوم من الفعاليات، ستكون هناك أنشطة وبرامج في شاطئ نصف القمر، لتوعية مرتاديه بأهمية السلامة المرورية. وأضاف الخالدي أن "أسبوع المرور فرصة لتنبيه الناس بخطورة الحوادث المرورية على المجتمع"، محذرا من مسبباتها من السائق والطريق والمركبة، وتركزت أسباب الحوادث المرورية عند القيادة في حالة التعب والإرهاق، والانشغال أثناء القيادة، إضافة إلى الشعور بالإرهاق واستخدام الهاتف، وعدم التقيد بأنظمة المرور، والتهور في القيادة، وعدم صيانة السيارة، وفحصها بصفة مستمرة، وطبيعة الطريق، وما يشهده من منحنيات خطرة، وعدم وجود عوامل السلامة، وأحوال الطقس من أمطار وضباب ورمال وغيرها من الأمور التي قد تسبب حوادث، وبالتالي تؤدي إلى فقد الأرواح". النشاطات المختلفة وأوضح الخالدي أن "السلامة المرورية باتت مطلبا ضروريا، يستوجب تفاعل كافة شرائح المجتمع معها"، مبيناً أنه "تم تجنيد كل الإمكانات لدينا في اللجنة، من أجل التفاعل، وإنجاح هذه المناسبة، بالإضافة إلى الاستفادة من النشاطات المختلفة لتأكيد شعار الأسبوع، بما يحقق أدنى درجة من الحوادث المرورية، ورفع مستوى الثقافة المرورية لدى شرائح المجتمع ، بالإضافة إلى سلامة المركبة على الطريق"، موضحاً أن "فكرة وضع لوحة ورقية وإجراء اختبار مبسط للقيادة، من أجل تعريف المجتمع بخطورة قيادة المركبة عندما يكون قائدها مرهقا". قوانين السير ويعد أسبوع المرور الخليجي، مناسبة مهمة، لتوعية المواطنين كافة، بأهمية السلامة المرورية، واحترام قوانين السير في الطرق الداخلية والسريعة، وأهمية الالتزام بتعليمات المرور، لتجنب الحوادث المرورية، يضاف إلى ذلك إيضاح بعض المخالفات المرورية التي يرتكبها السائق، وأيضا التشديد على حمل الأوراق الخاصة بالقيادة، مثل الرخصة ودفتر ملكية السيارة، حتى يتجنب صاحب المركبة المخالفات المرورية، وأيضاً استيعاب النظام المترتب عليه أنظمة السير، خاصة أن كثيراً من السائقين يتجاهلون الأنظمة والقوانين التي ينبغي العمل بها. تفعيل الأسابيع وتزداد يوماً بعد آخر، أهمية أسابيع المرور الخليجية، ودورها في التوعية ورفع مستوى السلامة المرورية، وتكثر المطالبات بتفعيل تلك الأسابيع بما يحقق الأهداف الأساسية منها، ويسهم في رفع مستوى الضبط المروري في كافة أنحاء المملكة ودول الخليج، وتستهدف البرامج والأنشطة والفعاليات التي تقام خلال الأسبوع، شرائح المجتمع كافة، مع التركيز على فئة طلاب المدارس والجامعات، لرفع مستوى الوعي المرور لديهم. ارتكاب المخالفات ويشدد أسبوع المرور، ضمن فعالياته السنوية، على أهمية التقيد بإشارات المرور، وعدم تجاوزها أو ارتكاب المخالفات التي تعيق السير، وتنبيه السائق إلى أهمية المحافظة على أوراق سيارته، على أن تكون سارية المفعول، وتجديدها قبل انتهائها، وأيضا إيضاح نوعية الحوادث المرورية التي يقع فيها السائقون، من خلال عرض السيارة، التي تعرضت إلى حوادث على أرصفة الشوارع، لأخذ العبرة واليقظة، وأيضا نشر اللوحات التي ترشد السائقين الى الالتزام والتقيد بها. 117 إدارة توصي فعاليات الأسبوع إدارات المرور، بوضع خطط لنشر الثقافة والحد من التجاوزات المرورية في كافة مدن ومحافظات المملكة، وتقوم إدارات المرور في المملكة التي وصل عددها اليوم إلى 117 إدارة بتفعيل نظام المرور، ومواده ولوائحه التنفيذية في مسعى لإيجاد نظام مروري فاعل، يقلل عدد الحوادث المرورية، ويصل بمواد التوعية إلى أقصى درجة ممكنة. برامج التوعية ويحرص جميع القطاعات في المملكة، على تفعيل دور التوعية داخل كل المنشآت الخاصة والعامة من خلال إقامة فعاليات متعددة، لأسبوع المرور، جاءت في مقدمتها المعارض التوعوية والمحاضرات إلى جانب تنظيم الزيارات لمصابي الحوادث بالمستشفيات. وتقوم برامج التوعية، لهذا العام، على استراتيجية خاصة، والاستفادة من الشبكة العنبكوتية، للوصول بالمادة الإعلامية، إلى أكبر عدد ممكن، من شرائح المجتمع، تفعيلاً لشعار فعاليات هذا العام، التي تنطلق تحت شعار "معاً بإمكاننا جعل شوارعنا آمنة". تأهيل السائقين وتحرص فعاليات الأسبوع كل عام، على فرض أنظمة وإجراءات جديدة، ذات تقنية عالية، لتوعية المواطنين كافة، وتمتد التوعية إلى مدارس تعليم القيادة، يهدف الى رفع مستواها وتأهيل السائقين المتدربين فيها، وفق تقنية حديثة، سيتم استقطابها من الخارج، وتحاكي المدارس المتطورة في دول عالمية، وهناك نية لوضع إستراتيجية مرورية متكاملة سيتم العمل عليها مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ويبقى الجميل في الأمر، أن هناك توحيداً للأنظمة المرورية، داخل منظومة تكاملية للعمل المروري الموحد. كما أن هناك تنسيقا بين إدارات المرور في دول الخليج لتفعيل الأسبوع المروري، بهدف الضبط والتوعية والحد من الحوادث المرورية، ومثل هذا التنسيق، أدى في السنوات السابقة، إلى خفض أعداد الحوادث المرورية وفقاً لإحصاءات دقيقة.
الحوادث المرورية حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، تتسبب الحوادث المرورية في مقتل أكثر من مليون شخص سنوياً، وتصيب ثمانية وثلاثين مليون شخص. وتعد المملكة من أعلى دول العالم في عدد الحوادث والوفيات. ويتوفى أكثر من 6000 شخص نتيجة الحوادث المرورية إضافة إلى ما تتكبده من خسائر اقتصادية فادحة تزيد على 13 مليار ريال سنويا. وهذا يحتم ضرورة إعداد استراتيجيات للسلامة المرورية وتضافر الجهود من أجل التصدي لتلك الحوادث كمسؤولية جماعية مشتركة تقع على عاتق مختلف فئات المجتمع، ومؤسساته الحكومية والأهلية. وعند إمعان التفكير نجد أن هذه الحوادث تتعلق بخلل ما في أحد ثلاثة عناصر تشكل محاور السلامة المرورية هي: المركبة والطريق والعنصر البشري. وعلى الرغم من أهمية العنصرين الأولين، فإن العنصر البشري يبقى الأهم بما أن الإنسان هو العنصر العاقل والمسئوول من بين العناصر الثلاثة. والسائق المسئوول يفترض أن يتصف بسلامة عقله وحواسه ومعرفته أنظمة وتعليمات المرور وتقيده بها والتركيز اثناء القيادة إضافة إلى إلمامه بمكانيكا المركبة وصيانتها بشكل مستمر وإدراكه لمشاكل الطريق. وهناك وسائل عامة أثبتت فاعليتها يجب على السائق التقيد بها من أهمها عدم تجاوز السرعة القانونية، وربط حزام الأمان تؤكد الدراسات أن نسبة الوفيات تقل باستخدامه بإذن الله تعالى إلى النصف. وقد قدمت العديد من المبادرات والجهود في المملكة لتعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث المرورية. ومن تلك الجهود تأسيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية قبل عامين والتي جاءت بمبادرة من أرامكو السعودية، ويرأسها صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، نائب أمير المنطقة الشرقية. ومن أهم مهام اللجنة إعداد خطة إستراتيجية للسلامة المرورية للمنطقة الشرقية وتنفيذها خلال السنوات الخمس القادمة بتنسيق شامل بين الجهات المعنية فيما يتعلق بتنفيذ الاستراتيجية من أجل تخفيض الخسائر في الأرواح والممتلكات إلى أقل عدد ممكن. وتقدم استراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية حلولاً متكاملة للسلامة المرورية في المنطقة تشتمل على أربعة محاور هي: التثقيف والتعليم، والضبط المروري، وهندسة السلامة المرورية إضافة إلى خدمات الطوارىء والعناية الطبية. وبتكاتف وتعاون أعضاء اللجنة، حققت اللجنة عدة إنجازات خلال الفترة الماضية، أهمها: إعداد استراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية ورفعها للجهات العليا لاعتمادها، إعداد دليل القيادة الآمنة وتقديمه للعديد من الجهات، إقامة مسابقات وبرامج توعوية وتثفيفية للسلامة المرورية، تأسيس الجمعية السعودية العلمية للسلامة المرورية، تدريب وتأهيل كوادر العديد من الجهات ذات العلاقة بالسلامة المرورية إضافة إلى تطوير العديد من مراكز السيطرة والتحكم للعديد لجهات الظبط المروري. وفي هذا الأسبوع، تشارك لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية في فعاليات أسبوع المرور الموحد لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال تسيير قافلة السلامة المرورية التي تجوب عدة مواقع في المنطقة، ومسابقة مطويات السلامة المرورية الإلكترونية. وفي الختام نذكر بأن السلامة المرورية من اكبر التحديات التي نواجهها وهي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود والمبادرات من قبل الجميع. ولنعمل معاً لتوسيع دائرة الوعي بها ابتداءً من أسرنا واقاربنا وأصدقائنا وكل من حولنا لأن التزامنا بأنظمة السلامة المرورية سوف ينعكس ايجابيا على من حولنا. ابتداءً من الفرد، على كل واحد منا أن يتذكر أن مهارة السائق تقاس بقدرته على تلافي أخطاء الآخرين واتخذ القرارات الصحيحة بعيدا عن المناورة والتسرع والتهور. وأن سلوكه أثناء القيادة مرآة لشخصيته. لنعمل على تعليم اطفالنا وافراد أسرنا آداب وقواعد السير على الطريق واحترام اشارات المرور حفاظا على سلامتهم. ولنكن قدوة ومثالاً يحتذى به في الالتزام بالسلامة المرورية. ولنا ولكم السلامة. مدير برنامج السلامة المرورية بأرامكو السعودية