ديناصورات الأعمال لماذا خسر هتلر الحرب؟ الإجابة هي: الفشل الإداري لقد حاربت جيوشه خارج أراضيها؛ ولم يثق في أحد ليشرف على إدارة المعارك، وذلك بسبب المركزية الإدارية التي اتبعها. قررت الإدارة العسكرية في برلين أن تخوض كل المعارك العسكرية وأن تشرف عليها من الألف إلى الياء. وتخيل أنت الباقي. قرارات مصيرية يتم تأجيلها أو تصدر معيبة نتيجة لانشغال القائد، الذي لا يثق في أعوانه. يعبر متخصصو الإستراتيجية العسكرية عن هذه الحالة بمصطلح: (طول خطوط الإمداد). الإمداد هو المؤن والأوامر الصادرة من القيادة المركزية، والتي لا يستطيع الجيش أن يتصرف بدونها. وكلما طالت المسافة بين الجيش والقيادة المركزية، طالت خطوط الإمداد وطالت بالتالي، الفترة التي تستغرقها في الوصول إلى الميدان أو إلى السوق. الشركات الكبيرة اليوم تواجه موقفاً مماثلاً. تعاني الشركات الكبيرة من تضخم الجهاز الإداري ومركزيته وتعقيده. لقد طالت خطوط الإمداد بين الإدارة وموظفي الصفوف الأمامية الذين يتعاملون مع العملاء ويخوضون الحرب الحاسمة لإنتاج القيمة الحقيقية. بدأ الانتصار الذي حققته هذه الشركات بالأمس يتراجع وينحسر. فالمؤشرات الاقتصادية تؤكّد تراجع نصيب الشركات الكبرى من السوق أمام الشركات الصغيرة. بدأ ذلك الانحسار مع الثمانينيات وما زال مستمراً. تتضح تلك الظاهرة بخاصة في الأسواق والصناعات التنافسية، مثل الكمبيوتر والبرمجيات والاتصالات والسلع الاستهلاكية. في هذه الأسواق، أضحت الشركات الكبرى ديناصورات، هائلة الحجم، بطيئة الحركة. ألم يواجه ديناصور (أي.بي. أم) خطر الانقراض في الفترة الأخيرة؟ انظر إلى المسألة من هذه الزاوية: (إذا شرحنا جسم الشركة الكبيرة كما يفعل الأطباء بجسم الإنسان. فأين يمكن أن تجد مصادر القوة ومصادر الضعف؟). جسم الشركة - كجسم الإنسان - ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: الإدارة (أقسام عليا - أقسام متوسطة). الإنتاج (أقسام تصميم - أقسام تنفيذ). التسويق (أقسام تخطيط تسويق - أقسام تنفيذ مبيعات). أي من هذه المناطق الثلاث يأخذ أكثر مما يقدم للشركة؟ كرجل أعمال، أنت تعرف أن معظم ما يأخذه قطاع الإنتاج يعتبر استثماراً، وإنه كلما زادت قدرات الشركة الإنتاجية زادت مصادر قوتها. أما بالنسبة لقطاع التسويق، فأنت أيضاً تعرف أن الحملة التسويقية التي تكلفك ??؟؟? ألف جنيه تجعلك تبيع بمائة وخمسين ألفاً إذا أضفت إليها قليلاً من الذكاء الإداري. فماذا عن الإدارة؟ هل تعتقد أن شركتك تعمل بطريقة أفضل لو كان بها ضعف عدد موظفي الإدارة الحاليين؟ وماذا لو كان بها ثلاثة أضعاف؟ أو عشرة أضعاف؟ وماذا لو كان في شراكتك نصف عدد الإداريين الموجودين بها الآن؟ في أي الحالات السابقة تعمل شركتك بطريقة أفضل وأسرع؟ ولكن احذر! ليس معنى هذا أن تستأصل الإدارة من الشركة، بحجة أنها مصدر الداء استأصل أفراد الإدارة، لا الإدارة نفسها. تعرف الإدارة عادة بأنها: (فن تحقيق النتائج من خلال الآخرين أي أن وظيفة الإدارة هي الإشراف وليس الفعل، التنظيم وليس الأداء التخطيط وليس التنفيذ. أما موقع الإدارة فهو التوسط بين المالكين والعاملين، بين الموردين والمستهلكين (العملاء) وتوجد الإدارة بناء على فرض وحي: (أن العاملين لن يحققوا نتائج إلا إذا أديروا) عدد الصفحاتPages: 248 الرقم الدولي للكتاب ISBN: 1-85788-165-6.