احتفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا باليوم العالمي للنمر العربي، والذي يوافق 10 فبراير من كل عام، ضمن جهودها للتوعية بأهمية هذا النوع المهدد بالانقراض بشدة، واستعادة النظم البيئية، وتحقيق التوازن الطبيعي. حيث نظَّمت الهيئة مبادرات مجتمعية تضمنت "مسيرة يوم النمر العربي" بهدف رفع الوعي وتوحيد الجهود في دعم هذا الكائن المهدد بالانقراض بشدة. كما أقامت الهيئة المباراة الافتتاحية الودية بين المدارس، إيذانًا بانطلاق دوري كرة القدم المدرسي، الذي سيشهد تنافس طلاب مدارس العلا بروح الرياضة وتعزيز الوعي البيئي لديهم. وفي إطار الحملة، فعَّل صندوق النمر العربي ورشة العمل التعليمية المدرسية تحت عنوان "قصة النمر العربي"، التي تهدف إلى تثقيف وإلهام الأطفال والشباب حول دور النمر العربي في النظام البيئي، وارتباطه بالتراث الثقافي والطبيعي الغني في العالم العربي، إضافةً إلى الجهود المستمرة لحمايته. وذلك من خلال أنشطة تفاعلية ملهمة تشمل رواية للقصص المصممة خصيصًا للمدارس، والتي ستمكّن الطلاب بالتعرّف على موطن النمر العربي والتحديات التي يواجهها، وكيفية المساهمة في رحلة الحفاظ عليه. حيث تم تطوير هذه الجلسة لتكون جزءًا من حملة تُعقد في عُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مستهدفة المدارس كجزءًا أساسيًا من برنامج المشاركة الطلابي لتعزيز المعرفة حول النمر العربي، بالإضافة لحملة خارجية لزيادة الوعي بالنمر العربي في لندن وبرلين. كما أطلقت الهيئة حملة "وثبات أمل"، التي تأتي استكمالا لولادة الهرماس (صغار النمر العربي) "أمل" وماتلاه من ولادات ناجحة في مركز الإكثار، حيث تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي والمشاركة العالمية في جهود حماية النمر العربي متضمنة دعوة للجمهور للمشاركة في تسمية 3 هراميس توائم وُلِدوا في العام الماضي ب"مركز إكثار وصون النمر العربي" التابع للهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك بعد التعرف على خصائصهم الفريدة، ووصف لشخصياتهم، وذلك عبر موقع الهيئة التالي: https://www.rcu.gov.sa/strategic-initiatives/arabian-leopard-program-fund/naming-campaign. وبحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، مُؤسِّسة منظمة "كاتموسفير" غير الربحية، وفيليب جونز، رئيس قطاع السياحة بالهيئة الملكية لمحافظة العلا، وقّعت الهيئة شراكة مع جمعية علم الحيوان بالعاصمة البريطانية (ZSL) في عدة مجالات تضمنت تبادل المعرفة والخبرات، وتطوير استراتيجية الهيئة وخططها طويلة الأمد بمجال الحفظ بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، بالاضافة لمراقبة الأنواع الفطرية بعد إعادة إطلاقها في موائلها الطبيعية، وضمان سلامة النظم البيئية. وبينما تواصل الهيئة تعزيز ريادتها في مجال الحفظ، حصل "مركز إكثار وصون النمر العربي" التابع لها على عضوية الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)؛ لتصبح بذلك أول منشأة من نوعها تحقق هذا الإنجاز في السعودية مما يعكس التزام الهيئة بتحقيق مستهدفات "رؤية 2030" التي أولت اهتمامًا كبيرًا بالبيئة بكل مكوناتها. جدير بالذكر أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا تشرف على خمس محميات طبيعية يتجاوز مجموع مساحتها نصف المحافظة، بالإضافة إلى محمية طبيعية في محافظة خيبر، وتأتي جهود استعادة النمر العربي كأكبر المفترسات في الجزيرة العربية، ضمن الجهود الأوسع لإعادة النظم البيئية، والتي شملت عدة مبادرات تشجير وإطلاق لعدة حيوانات كالمها العربي والوعل النوبي وغيرها داخل المحميات الطبيعية، وذلك تماشيا مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.