يعاني قطاع التسويق الزراعي في المملكة من قصور واضح، حيث إنه يفتقر إلى الكثير من المقومات التي تجعله قادرا على الوصول إلى مستوى المنافسة لدى القطاعات الأخرى. فما هي أسباب هذا القصور؟ وماذا يقول المختصون عن السبل الفضلى لمعالجته؟ أستاذ العلوم الزراعية في جامعة الملك سعود عضو اللجنة الزراعية في غرفة الرياض الدكتور عبد العزيز الحربي، أكد أن قطاع التسويق الزراعي يحتاج إلى وقت لكي ينضج، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في إنشاء كيانات تسويقية مثل الجمعيات التعاونية، معتبرا أن غياب الفكر التعاوني لدى المزارعين من أهم معوقات للوصول إلى ذلك. غياب المعلومات وقال الحربي: إن قيام الشركات التسويقية الكبيرة يعتمد على نظم المعلومات الزراعية، وغياب هذه المعلومات يحول بينها وبين إنشاء تلك الكيانات، وأضاف أن من ضمن مبادرات الصندوق الزراعي مبادرة إنشاء مركز معلومات زراعية يهتم بإنشاء قاعدة معلومات سليمة تفيد القطاع، مشيرا إلى أن هذا المركز سيعمل على سد الثغرة الكبيرة في القطاع ما يتيح لقيام شركات تسويقية كبيرة. وعن وجود حلول سريعة للتسويق الزراعي، أكد الحربي أنه لايوجد حلول جاهزة؛ ولكن يجب على المزارعين تطوير أنفسهم بهذا الخصوص، وعليهم ألا ينتظروا الجهات الحكومية لمساعدتهم بموضوع التسويق الزراعي. من جانبه، أوضح المستثمر في القطاع الزراعي عايد محمد أن التسويق الزراعي يعني القيام بكل الأنشطة المتعلقة بانسياب السلع والخدمات من مراكز الإنتاج الزراعي الأولية حتى تصل إلى المستهلكين، وهذا مانعرفه نحن كمزارعين عن التسويق الزراعي. وأضاف أن غالبية مشاكل التسويق الزراعي التي نعاني منها غير واضحة، إضافة إلى أن الكثير من المزارعين ينقصهم الوعي وإدراك بعض الأنظمة والتشريعات الخاصة بالتسويق الزراعي، مشيرا إلى أن هناك صعوبة في التعرف على رغبات المستهلك، إذ أن معظم المزارعين لايهتمون بالدعاية والإعلان أما لتكلفتها العالية أو لعدم الوعي بأهميتها. عوائق التسويق وكانت اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية، حددت من خلال الفريق المشرف على مبادرة صندوق التنمية الزراعية المتعلقة بتطوير أساليب المناولة والتسويق للمحاصيل الزراعية، عددا من المعوقات التي تواجه مناولة وتسويق المحاصيل الزراعية في المملكة وتشمل: ضعف كفاءة التسويق الزراعي، ضعف سلسلة الإمداد من المزارع وحتى الأسواق، ارتفاع نسبة الفاقد من المحاصيل خلال مراحل التسويق المختلفة، استخدام أساليب النقل غير المؤهلة، عدم كفاءة المهمات والخدمات التسويقية التي تتم للمنتج من مرحلة الإنتاج وحتى وصولها إلى المستهلك، صعوبة إتمام عملية الفرز والتعبئة والتخزين بأساليب علمية، ضعف البنية التحتية المناسبة في المناطق الزراعية، الافتقار إلى المعلومات الفنية، الافتقار إلى النظم والمعلومات والتشريعات اللازمة لحماية الأسواق، إضافة إلى أن ضعف تعبئة وفرز وتغليف الخضار والفاكهة يمثل 20 في المائة من مشاكل التسويق الزراعي.