شعبان، الشهر الذي يسبق رمضان، ويعدّ فرصة إيمانية ثمينة للاستعداد لشهر الصيام والعبادة. ففيه تُرفع الأعمال إلى الله، ويحرص المؤمنون على الإكثار من الطاعات؛ لتصفية قلوبهم، وتهيئة أرواحهم لاستقبال رمضان بروح نقية وعزيمة قوية. من أبرز الأعمال التي يحرص عليها المسلمون في شعبان، الإكثار من الصيام؛ اقتداءً بالنبي- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يكثر من صيام هذا الشهر. كما يُستغل الوقت لقضاء ما فاتهم من صيام، وتحقيق المزيد من الأجر والثواب قبل حلول رمضان، علاوة على ذلك، يتوجه الكثيرون لمراجعة القرآن الكريم، والتعوّد على تلاوته بتدبُّر وخشوع، تمهيدًا لختمه في رمضان. ولا يقتصر الاستعداد على الجوانب الروحية فقط، بل يمتد ليشمل تصفية القلوب من الضغائن، والإكثار من الدعاء، خاصة في ليلة النصف من شعبان، التي تعدّ من الليالي المباركة، كما يمثل الشهر فرصة لوضع جدول منظم للعبادات خلال رمضان، والتخطيط لكيفية استثمار أيامه ولياليه بأفضل شكل ممكن، سواء عبر تحديد أوقات معينة للعبادة، أو وضع أهداف روحية يسعى المسلم لتحقيقها. على الجانب البدني والنفسي، يسعى كثيرون إلى التهيؤ للصيام عبر تعويد أنفسهم عليه تدريجيًا، ما يخفِّف من مشقته في الأيام الأولى من رمضان. كما يحرصون على تجهيز احتياجاتهم الغذائية مسبقًا؛ لتجنب الانشغال عن العبادة خلال الشهر الفضيل. بهذه الخطوات، يصبح شعبان مقدمةً عظيمةً لرمضان، وفرصةً ثمينةً للاستعداد له بكامل الجاهزية، حتى يدخل المسلم الشهر المبارك بقلب صافٍ، ونفس مطمئنة، مستعدًا لاستقبال نفحاته الإيمانية بروح متجدِّدة وعزيمة قوية.