إلى روح عيسى العصفور الجميلة. *** تنويه أولي: * على كل من يقرؤون هذه المقالة ممن يعرفون عيسى أن يذرفوا قليلاً من الدمع. *** أعرفه جيداً كما أعرف روحي لأنه كان يغرد في روح روحي وأعرف تغاريده الجميلة، النبيلة في حياة الوطن وأعرف أشجانه الصعبة الرائعة وأعرف كل المحبة فيه لمن عرفوه طويلا وأعرف بسمته الناصعة وأعرف أفكاره النيّرة وأعرف رؤيته الشاسعة، تلك التي تسع الكون وأعرف فكرته المبدعة (آه. يا الله ما أروعه) صديق الثقافة والفكر، صديق الليالي البهية والممتعة كنت ألقاه مذ ربع قرن مضى ولم أغضب منه ولم يغضب مني ولم يقنعني يوماً برأيه، لا لا. ولم أقنعه ولكن حبا عميقا عميقا عن الافتراق كان يردعني مثلما يردعه. *** كان يقاسمني الشاي والماي والزهرة اليانعة وحب الناس في (السلفرستار) أو (السيزار) أو (الشيراتون) أو (بر مشرف) أو صحرائي الواسعة ودوما يكون معي أو أكون معه *** كريماً كما الغيث نبيلاً كما السيف صريحاً كما شمس هذي الخليقة الساطعة (آه يا الله ما أروعه) وفي رأيه الحر ما أشجعه وكم يكره (البخل) والرجل الأمعة يحب الهدوء العميق وألحان كل الشعوب، يحب الفنون الجميلة يهوى الثقافة والمرأة المقنعة وكان أنيقاً طوال الحياة يسيطا حليما، حكيما يحب الدعة (آه يا الله ما أروعه) *** أخيراً لقد أقفلت كل مقاهي الكويت لهذا الرحيل المهيب وقد رفعت برحيلك يا أجمل الناس كل السفائن يا صاحبي الاشرعة وحلقت مثل النوارس فوق سماء الكويت يا أبيض القلب والروح ليكلأك الله برحمته الشاسعة ويأويك بجنته الواسعة وداعا وداعا إذ لا لقاء معه