استقبل الجنوب اللبناني بالفرح والدموع قوة قوامها ألف فرد من الجيش والشرطة اللبنانية استكملت عملية انتشارها في المنطقة أمس الأربعاء في أكبر عملية انتشار أمني منذ انسحاب القوات الإسرائيلية في مايو منهية احتلالاً دام 22 عاماً. وقال سكان قرى وبلدات انهم قضوا الليل كله في انتظار 500 جندي و 500 شرطي وافقت الحكومة اللبنانية أمس الأول الثلاثاء فقط على نشرهم في المنطقة. وخلال عملية انتشار قوات الجيش والشرطة اللبنانية حرص مقاومو حزب الله على البقاء في ثكناتهم يرقبون دخول القوات النظامية الى مرجعيون وبنت جبيل. وقال متحدث باسم الجيش اللبناني ان 500 شرطي و 500 من جنود الجيش سينتشرون في مرجعيون وهي بلدة تسكنها غالبية مسيحية وكانت مقراً لميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة مع اسرائيل وايضاً في اقليم بنت جبيل الذي تسكنه غالبية شيعية الواقع إلى الشرق. وقال شهود عيان ان أكثر من 600 فرد اتخذوا مواقع لهم في مرجعيون بينما انتشر أكثر من 300 في بنت جبيل. وبقت مواقع حزب الله في مرجعيون وبنت جبيل دون أن يمسها أي تغيير. ونثرت مواطنات من الجنوب الارز والزهور على أربع شاحنات تحمل عشرات الجنود ورجال الشرطة وصلت إلى قاعدة مرجعيون. وقالت أميرة وهي تحمل طبقاً من الأرز تنثر منه على الجنود انتظرنا 25 عاماً لنرى طيف اي جندي في هذه البلدة، قضينا الليل كله ننتظرهم ولا نستطيع السيطرة على فرحتنا . وعمل عدد كبير من سكان مرجعيون المسيحيين مع ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التي تحالفت مع اسرائيل وفرت بعض الأسر إلى الدولة اليهودية مع بدء الانسحاب الإسرائيلي السريع من الجنوب خوفاً من عمليات انتقامية. وقال أسعد خوري وهو يحاول السيطرة على دموعه انا فخور فخور جداً لانني عشت حتى أرى هذا اليوم، سينفطر قلبي فرحا . رحبت النساء والأطفال بالجنود واخذ الجميع يصفقون حتى أقارب افراد من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي المحتجزين لحين محاكمتهم بتهمة الخيانة شاركوا في استقبال الجنود. وقالت مواطنة لبنانية تحمل حقيبة مليئة بالارز لتنثره على الجنود القادمين: اليوم نشعر وكأننا يتامى عدنا إلى امهاتنا انه شعور مذهل. وفي بنت جبيل احتشد السكان في ساحة البلدة الرئيسية لاستقبال القوات اللبنانية التي اقامت مقر قيادتها في مدرسة على بعد خمسة كيلو مترات من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقال متحدث عسكري بان القوات اللبنانية ستنظم دوريات في المنطقة لكنها لن تنتشر على طول الحدود التي ستظل تحت سيطرة حزب الله. وقال المزارع حسين جمعة انتظرنا بلهفة مجيء الجيش إلى الجنوب 25 عاماً ولا استطيع ان أصف مشاعر الفرحة لرؤية الجنود بزيهم العسكري في البلدة . وقالت صبحية مروة 55 عاما انها شعرت بفرحة طاغية حين رأت آخر دليل على انسحاب القوات الإسرائيلية واستطردت قائلة بدلاً من الإسرائيليين الملاعين يزين بلدتنا الآن شبان بواسل، اشعر بالراحة . وقالت سكينة ناصر 60 عاماً نشعر وكأننا ولدنا من جديد انها نهاية احزاننا .