أشاد الدكتور عبدالوهاب عبدالله وزير الخارجية التونسي بالعلاقات المتينة الودية القائمة بين المملكة العربية السعودية وتونس التي تشهد تناميا كبيرا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقال: إننا نسعى باستمرار لتفعيلها وتطويرها في جميع المجالات نظرا لما يربط البلدين من روابط أخوية بفضل حكمة وحنكة القائدين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية. وأضاف وزير الخارجية التونسي أن هناك تعاونا مشتركا وتشاورا حيال القضايا الراهنة التي تهم بلدينا وأمتنا العربية والإسلامية. وقال الدكتور عبدالوهاب عبدالله ل(الجزيرة) على هامش مؤتمر التحدي الذي نظمه حزب التجمع الدستوري الديمقراطي التونسي: إن علاقات المملكة العربية السعودية وتونس قوية في مختلف المجالات وأن هناك تطابقا في وجهات النظر حيال مختلف القضايا الراهنة.. مشيرا إلى أن المملكة تلعب دورا رياديا في خدمة قضايا العدل والسلام وبخاصة جهود خادم الحرمين الشريفين في دعم ومساندة كل جهد يهدف إلى دعم قضايا الإسلام والمسلمين. ونوه الوزير التونسي بأهمية المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان الذي عقد في إسبانيا قائلا: إن هذا المؤتمر كان إيجابيا بناء ولعبت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين دورا بارزا للتركيز على سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله خاصة وأنه جاء بعد شهور من انعقاد مؤتمر مكة الذي بحث قضايا الإسلام والمسلمين وأضاف أن هناك تعاونا مشتركا وتشاورا حيال القضايا الراهنة التي تهم بلدينا وامتنا العربية والإسلامية. وقال الوزير التونسي: إننا نسعى إلى رسم سياسة داخلية وخارجية عقلانية متوازنة أمنت التأقلم والانسجام مع جملة المتغيرات الإقليمية والدولية. دعم تونسلفلسطين وعن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تونس قال الوزير: إنها زيارة أخوية لحضور مؤتمر التحدي، وقد أجرى مباحثات مع الرئيس زين العابدين بن علي حول تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة ولا سيما القضية الفلسطينية. وقال: إن تونس تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما وأن الرئيس التونسي حيا خلال مؤتمر التحدي الرئيس الفلسطيني مشيدا بدوره وبكفاحه من أجل الحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وقال: إن اللقاء بين الرئيسين حدد حرص تونس على تعزيز ما يربط منظمة التحرير بحزب التجمع التونسي من روابط أخوية متينة وعلاقات تضامن عريقة. وقال: إن كلمة الرئيس الفلسطيني في المؤتمر كانت واضحة وعبرت عن مجمل العلاقات الأخوية بين البلدين حيث قال: إن كل فلسطيني يحل في ربوع تونس ينتابه شعور بالثقة والاطمئنان، وهذا الشعور يتجسد واقعا وتاريخا وممارسة من خلال مساندة تونس الدائمة لشعب فلسطين والتزامها الثابت بقضيته العادلة والتعبير عن ذلك في العديد من المناسبات. وشدد الوزير على ضرورة حل الخلافات الفلسطينية بالتفاهم والتحاور. وقال: إن تونس تدعم إجراء الحوار بين كل الفصائل لوضع حد لاستمرار الخلافات لمواجهة التحديات الراهنة. نتائج مؤتمر التحدي وردا على سؤال ل (الجزيرة) باعتباره الناطق الرسمي باسم مؤتمر التحدي عن نتائج المؤتمر فقال: إن أعمال هذا المؤتمر تكللت بالنجاح الباهر على جميع المستويات وذلك نظرا لحسن الإعداد بفضل سياسة الرئيس زين العابدين بن علي حامل رسالة التغيير لتجسيد المشروع الحضاري لتونس، حيث إن الحدث الأبرز على الإطلاق في هذا المؤتمر الخامس بعد "التحول" للتجمع الدستوري هو استجابة الرئيس لنداء الواجب ولمناشدات الشعب بقبوله الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2009 مشيرا إلى أن هذا القرار أعطى دفعا قويا للمؤتمر، وميز أعماله بأجواء مفعمة بالتفاؤل والثقة في مستقبل البلاد. وأضاف أن نسبة التجديد في تركيبة اللجنة المركزية بلغت 77.4% وعزا ذلك إلى دخول عدد مهم من الشباب والنساء حيث وصلت نسبة دخول المرأة في اللجنة حوالي 38% وهي نسبة قال الدكتور عبدالوهاب إنها مهمة جدا مبرزا مراهنة الرئيس التونسي على الشباب وحرص مشاركته في موقع القرار. وقال الوزير: إن هذا المؤتمر شهد حوارا ثريا معمقا حول أولويات التنمية والتحديث في المرحلة المقبلة بما انبثقت عنه من خيارات وتوجهات أسفرت إلى بلورة استراتيجية متكاملة لتعزيز البناء الديموقراطي التعددي وإعطاء دفع حاسم لمسيرة التنمية والتأهيل وتفعيل البرامج والخطط الوطنية ولاسيما في مجالات حيوية على غرار التشغيل والاستثمار وبناء مجتمع المعرفة. تطوير التعاون مع الأحزاب العربية وأجاب وزير الخارجية التونسي على سؤال حول دور حزب التجمع في تطوير التعاون مع الأحزاب العربية قال الوزير: إن المؤتمر أقر توصية بتعزيز شبكة العلاقات التي يقيمها الحزب مع سائر الأحزاب الشقيقة، والصديقة، وفي مقدمتها الأحزاب المغاربية ومع الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية وبتنويع مجالات التعاون الثنائي متعدد الأطراف ترسيخا لمكانة التجمع الديموقراطي في المجال الخارجي ودفعا لقدراته في خدمة الأهداف الوطنية ودعم تونس وتألقها. حقوق الإنسان في تونس وحول حقوق الإنسان في تونس أكد الوزير أن تونس متمسكة بمقومات الحداثة والحكم الرشيد ودولة القانون وحقوق الإنسان، وإننا سنواصل جهودنا وأعمالنا بتوجيهات من الرئيس زين العابدين مسيرتنا من أصل صيانة هذه القيم باعتبارها ركائز أساسية لتدعيم مستقبل الاستقلال والتغيير وضمان مستقبل أفضل لكافة التونسيين والتونسيات في كنف الوفاق والتضامن. كما شدد الوزير على أن بلاده ملتزمة بقيم الانتماء إلى تونس والتعلق بها. وتجسيد قيم الوسطية والاعتدال والتسامح وحرية التعبير وتحقيق التنمية الشاملة والتركيز على دور الإعلام كرافد أساسي للتغيير وفي دعم المسار الديموقراطي التعددي ونشر ثقافة حقوق الإنسان والتطوير والإصلاح لضمان تفاعلها مع المتغيرات الدولية. وحول موقف تونس من الاتحاد الأوروبي والمتوسطي قال الوزير: إن تونس وأوروبا تجمعها علاقات عريقة ذات أبعاد استراتيجية وجيوسياسية واقتصادية وثقافية بحيث تعتبر الشريك الأول لتونس، وأن تونس شاركت في اجتماعات الاتحاد المتوسطي الفعالة برئاسة الرئيس زين العابدين ولعبت دورا كبيرا لتعزيز مجالات التعاون والتنمية حيث كانت للرئيس زين العابدين مبادرات ترمي إلى تعزيز اندماج الفضاء المتوسطي لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والتفاهم المتبادل. تعاون تونس والاتحاد المتوسطي أما على المستوى الثنائي فقال الوزير لقد شهدت العلاقات مع البلدان الأوروبية تطورا ملموسا خلال العقدين الأخيرين وتجلى ذلك من خلال المكاسب والإنجازات التي حققتها تونس ولا سيما في علاقاتها مع شركائها التقليديين التي تدعمت بتوسيع وتوطيد العلاقات مع بلدان شرق وشمال أوروبا. وختم الوزير عبدالوهاب حديثه بقوله: إننا نتطلع إلى تفعيل العلاقات من خلال التعاون والتنسيق والتشاور المستمر من خلال الزيارات المتبادلة على كافة المستويات بما يعزز صلابة التعاون السعودي - التونسي في مختلف المجالات مؤكدا على ضرورة العمل على تحقيق المزيد من فرص الشراكة بين البلدين بما يعكس مستوى العلاقات والروابط الأخوية المتينة التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.