بدأ الرئيس التركي سليمان ديميريل امس زيارة رسمية لتونس تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي. وأقيمت لديميريل الذي يزور تونس للمرة الأولى مراسم استقبال رسمية في مطار تونس حيث كان في استقباله الرئيس بن علي وكبار المسؤولين في الدولة والتجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم. وأجرى الرئيسان ديميريل وبن علي بعد ظهر أمس جولة محادثات ركزاها على آفاق تطوير العلاقات والوضع في منطقة الشرق الأوسط في ضوء تعطل التسوية السلمية على المسار الفلسطيني وآفاق التعاون بين بلدان حوض المتوسط في اطار مسار برشلونة الذي تشارك فيه كل من تونس وتركيا وفي ضوء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والبلدان المتوسطية مطلع الشهر المقبل في باليرمو جنوبايطاليا. وأفادت مصادر تركية ان المحادثات تطرقت كذلك الى الوضع في منطقة البلقان وانعكاساته على الأمن والاستقرار في المنطقة المتوسطية بالاضافة الى آفاق تعزيز التعاون بين البلدان المتوسطية في مكافحة الارهاب والحركات المتشددة. وتسعى تونس وتركيا الى تطوير علاقاتهما السياسية في ضوء تقارب رؤيتهما للتحديات التي تجابهها البلدان المتوسطية في ظل العولمة، اذ تشددان على أولية الخيار الانفتاحي وما يفرضه من مكافحة نزعات الانكفاء والتيارات السياسية المتشددة وتدعوان الى اعتماد رؤية للاسلام تنسجم مع الحداثة والكونية. أما على الصعيد الاقتصادي فيسعى التونسيون الى استقطاب استثمارات تركية بعدما اثبتت التجارب الأولى في هذا المجال والتي انطلقت مطلع العقد الحالي انها مجدية للطرفين. وأوضحت مصادر تركية ان الاتراك طرحوا على التونسيين صيغة تعاون اقليمي ترمي للافساح في المجال أمام رجال الاعمال والصناعيين التونسيين للوصول الى بلدان آسيا الوسطى عبر البوابة التركية فيما تشكل تونس البوابة المغاربية للصناعيين ورجال الاعمال الأتراك.