تونس - "الحياة" -عزا مراقبون اطلاق الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل اسماعيل السحباني لاستكمال ترتيبات انتقال القيادة إلى عبدالسلام جراد في المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الذي عقد في وقت سابق من الشهر الجاري في جزيرة جربة، والذي أسفر عن انتخاب جراد أميناً عاماً وعودة كثير من القياديين الذين أبعدهم الزعيم السابق خلال التسعينات، وفي مقدمهم علي رمضان وعبدالنور المداحي. وكانت مصادر رسمية أكدت أن الافراج عن السحباني الذي أمضى سنة في السجن، بعدما قضت إحدى المحاكم المدنية في العاصمة تونس بسجنه سبعة أعوام تم بموجب سراح مشروط نتيجة تدهور حاله الصحية في السجن. ودانت المحكمة السحباني، الذي قاد الاتحاد العام للعمال أكثر من عشرة أعوام، بتهمة الفساد والتلاعب بأموال المؤسسات التابعة للاتحاد وفي مقدمها شركة للتأمينات. وتعرض الأمين العام السابق لهجمات شاملة من أعضاء المؤتمر الاستثنائي للاتحاد أخيراً في جربة، إلا أن بعض المتحدثين طلبوا تحميل المسؤولية أيضاً لأعضاء آخرين في القيادة والذين جدد لهم المؤتمر ليصبحوا أعضاء في الطاقم الذي يقوده جراد. من جهة أخرى، ثار جدل بين القيادة الجديدة للاتحاد ونقابة التعليم الثانوي في شأن تنفيذ قرار اعتمده المؤتمر الأخير وقضى بتنفيذ اضراب لمدة ساعة غداً الثلثاء تضامناً مع الشعب الفلسطيني، إذ طلبت القيادة أن يبقى المدرسون في قاعات التدريس أثناء الاضراب ويشرحوا للطلاب خلفيات ما يجري في فلسطين، أصرت النقابة على أن هذه الصيغة لا تعني أن هناك اضراباً ووزعت تعميماً حضت فيه على عقد اجتماعات في القاعات المخصصة لهيئات التدريب أثناء ساعة الاضراب من العاشرة إلى الحادية عشرة للبحث في الاشكال التي يمكن اعتمادها مستقبلاً لدعم الشعب الفلسطيني. يذكر أن كل القطاعات تستعد لتنفيذ قرار المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للعمال شن اضراب يستمر ساعة واحدة غداً، وارسلت القيادة النقابية تعميماً إلى النقابات المحلية والقاعدية لحضها على "مراعاة خصوصيات بعض القطاعات" وفي مقدمها الصحة والنقل والمياه والكهرباء. سمبايو في تونس على صعيد آخر، يبدأ الرئيس البرتغالي جورج سمبايو اليوم زيارة رسمية لتونس تستمر ثلاثة أيام رداً على زيارة قام بها الرئيس زين العابدين بن علي للبرتغال اواخر التسعينات. وتندرج الزيارة في إطار سعي تونس إلى تنويع الشركاء الاقتصاديين وتعزيز العلاقات مع البلدان المتوسطية، خصوصاً اسبانيا وايطاليا والبرتغال. وكان كل من رئيس الوزراء الاسباني خوزي ماريا اثنار والرئيس الايطالي كارلو تشامبي ورئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني قاموا بزيارات منفصلة لتونس في الخريف الماضي، فيما شهدت العلاقات التونسية - الفرنسية تحسناً سريعاً في الأشهر الماضية جسدته زيارة الرئيس شيراك القصيرة لتونس في إطار جولة مغاربية وكذلك اجتماع اللجنة المشتركة في باريس أخيراً برئاسة وزيري الخارجية بعد انقطاع استمر سنتين. وأفادت مصادر برتغالية أن المحادثات بين سامبايو وبن علي ستتطرق لآفاق تكثيف التعاون الثنائي والوضع في الحوض الغربي للبحر المتوسط والمستجدات في الشرق الأوسط والاستعدادات لقمة البلدان المشاركة في حوار "5"5" والذي يضم البلدان المغاربية وكلاً من البرتغالواسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا، والمقرر عقده في تونس قبل نهاية العام الجاري. ويختتم سامبايو بعد غد لقاء بين رجال أعمال تونسيين وبرتغاليين في حضور وزيري الاقتصاد والصناعة لويس براغا دي كروز ومنصف بن عبدالله. وتوقعت المصادر أن يلعب البرتغاليون دوراً في ترطيب الأجواء بين الحزب الاشتراكي الفرنسي والتجمع الدستوري الديموقراطي بعد قرار تجميد العلاقات الذي اتخذه الأول من جانب واحد العام قبل الماضي، على خلفية انتقادات وجهها لأوضاع حقوق الإنسان في تونس. ويذكر أن الحزب الاشتراكي البرتغالي يحتفظ بعلاقات متينة مع الحزب الاشتراكي الفرنسي، وحضر رئيس الحكومة انطونيو غوتيراس أمس أعمال مؤتمر الحزب الاشتراكي الفرنسي تعبيراً عن الدعم لمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة ليونال جوسبان.