يبدأ الرئيس زين العابدين بن علي اليوم زيارة رسمية هي الاولى للمغرب يستقبله خلالها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في مراسم قيل انها ستكون استثنائية للترحيب ب "ضيف المغرب الكبير". ومن المرتقب ان يكون العاهل المغربي في مقدم مستقبلي الرئيس التونسي في مطار مراكش المنارة، ومنه يتوجه القائدان في موكب خاص في اتجاه القصر الملكي في مراكش. وتراقب الاوساط في المنطقة باهتمام زيارة الرئيس التونسي والمحادثات السياسية التي سيجريها مع العاهل المغربي لجهة تحريك المحور المغربي - التونسي وتبديد الغيوم التي غطّت سماء البلدين لفترة. واشارت المصادر الى ان لقاء زين العابدين والملك الحسن الثاني من شأنه اعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية ودعم التنسيق ازاء القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأوضحت ان مستوى الوفد التونسي يعكس الاهمية التي توليها تونس بدورها لهذه الزيارة. واستناداً لهذه المصادر فان الوفد التونسي يضم وزراء الخارجية سعيد بن مصطفى، والتعاون الدولي والاستثمار الخارجي محمد الغنوشي، والتجارة منذر الزنايدي، والوزير المستشار لدى الرئيس التونسي الناطق باسم الحكومة عبدالوهاب عبدالله، اضافة الى مستشاري الرئيس التونسي احمد غزال واحمد عياض الردرني وعبدالرحمن بلحاج علي ومحمد الهادي التريكي. وقالت المصادر ان الرئيس التونسي سيلتقي مساء اليوم في مراكش رئيس الوزارء المغربي عبدالرحمن اليوسفي ورئيسي مجلس النواب عبدالواحد الراضي والمستشاري جلال السعيد. وقرر البرلمان المغربي معاودة استئناف نشاطه في دورة طارئة، حيث من المقرر ان يلقي الرئيس التونسي خطاباً غداً امام البرلمانيين المغاربة، في خطوة يُنظر اليها على انها مقياس للمستوى الذي يرغب البلدان في الوصول اليه. ويعتبر الرئيس زين العابدين اول قائد عربي يخاطب البرلمان المغربي. ومن المرتقب ان يعرض خطاب الرئيس التونسي الى التحديات المطروحة امام بلدان المغرب العربي في مواجهة التكتلات الاقليمية، وان يؤكد ضرورة تجاوز المعوقات التي تحول دون نهوض المغرب العربي، اضافة الى العلاقة مع الاتحاد الاوروبي وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والخليج. واوضحت المصادر ان التركيز على الشق الاقتصادي وتطوير التعاون في هذا المجال بين البلدين قد يشكل حافزاً امام الدفع بالعلاقات الثنائية، مشيرة الى ابرام اتفاق لاقامة منطقة للتبادل الحر بين المغرب وتونس في تموز يوليو المقبل خلال اعمال الدورة السابعة للجنة المغربية - التونسية المشتركة سيمنح التعاون بين المغرب وتونس بعداً اعمق ويمهّد الطريق امام حض بلدان المغرب العربي كافة على المضي قدماً في ارساء أسس السوق المغاربية المشتركة . وتعوّل الرباطوتونس في هذه المرحلة على التركيز على محور ثنائي في التعامل لتنسيق مواقف موحدة، مما يعني ان البلدين قررا تجاوز معوقات العمل المغاربي وتكثيف العمل الثنائي في انتظار كسر الجليد الذي يعتري العلاقات المغربية - الجزائرية بسبب الموقف من الصحراء الغربية وتجاوز مخلّفات قضية لوكربي. وكان الرئيس التونسي اكد ضرورة الاستمرار في العمل ضمن اتحاد المغرب العربي، وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء انه ليس بوسع الاتحاد المغاربي ان يحقق الاستمرارية والمتانة "الا اذا كانت العلاقات بين دوله الاعضاء متينة". وأكد ان حالة الركود التي يمرّ بها اتحاد المغرب العربي لا تعني ان مستقبل الاتحاد المغاربي غير واضح. وأضاف ان اتحاد المغرب العربي "خيار لا محيد عنه ومسار لا رجعة فيه". واشار الى ان زيارته للمغرب تعكس "الرغبة التي تحدونا في دعم التعاون واستمرار التشاور في اتجاه تنسيق سياستنا ازاء التجمعات الاقليمية العامة والدفع بالبناء المغربي قدماً". واكد اهمية تنسيق وجهات نظر المغرب وتونس تجاه التحديات التي تواجه الامة العربية والاسلامية والقضايا الدولية الراهنة، وقال: "ان انتماءنا الى المنطقة المغاربية وتشكيلنا محطة على طريق العالم العربي وافريقيا يمثل ورقة يتعين العمل على توظيفها لكسب موقع أقوى ازاء شركائنا في انتظار اليوم الذي نعتقد انه قريب نعمل فيه كمجموعة متحدة بمعية البلدان الاخرى الاعضاء في اتحاد المغرب العربي".