استقبل الرئيس زين العابدين بن علي أمس في القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الذي بدأ زيارة لتونس أول من أمس تستمر إلى السبت. وتركزت المحادثات على آفاق تعزيز "العلاقات العريقة والمتينة القائمة بين البلدين". وقال الأمير سلطان في تصريحات أدلى بها بعد اللقاء، إن زيارته الحالية لتونس "تؤكد الصداقة والمودة التي تجمع البلدين والتعاون المثمر بينهما لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والأمة العربية". وأضاف: "كنت سعيداً جداً بلقاء فخامة الرئيس وكان الحديث عن العلاقات الاصيلة والعتيدة بين البلدين والشعبين". وحضر اللقاء الوزير الأول الدكتور حامد القروي والوزير مدير الديوان الرئاسي التونسي محمد جغام ووزير الدفاع حبيب بن يحيى والأمير خالد بن سلطان ووزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء السيد مطلب النفيسة والسفير السعودي لدى تونس السيد علي القفيدي. ووصفت مصادر تونسية المحادثات بأنها كرست نقلة نوعية في المشاورات السياسية بين البلدين لأنها شملت للمرة الأولى منذ عشرة أعوام كل القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعكست تطابق وجهات النظر في شأن التطورات التي يمر بها العالم العربي، وأظهرت اهتمام القيادتين بترتيب شؤون البيت العربي لمواجهة التحديات وتعزيز التضامن العربي. وأفادت أن آفاق تنشيط العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون في المجالات الاستثمارية والاقتصادية استأثرت بحيز مهم من المحادثات. وأكدت أن الجانبين اتفقا على إيلاء مزيد من العناية لتعزيز التعاون في الإطار الثنائي وفي إطار منطقة التبادل الحر العربية المنْوِيُّ انشاؤها. وتطرقت الى فتح باب السوق السعودية امام العمالة التونسية. وعلى صعيد الوضع العربي، شرح الأمير سلطان موقف المملكة من تعطل مسار السلام في الشرق الأوسط ودعمها الثابت لنضال الشعب الفلسطيني ولموقف سورية ولبنان من التسوية السلمية. وشدد الرئيس بن علي على أهمية تعزيز التقارب بين الأشقاء ورصّ الصفوف لمواجهة التحديات وفي مقدمها الدفاع عن حق الفلسطينيين في بناء دولتهم المستقلة. وأكد عمق العلاقات بين تونس والرياض، مركزاً على علاقته الشخصية بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. ودعا الرئيس التونسي في ختام المحادثات ضيفه والوفد المرافق إلى مأدبة غداء في القصر الرئاسي. وأقام السفير القفيدي مساء مأدبة عشاء على شرف الأمير سلطان والوفد حضرها عدد كبير من الشخصيات التونسية والسفراء العرب المعتمدون في تونس. ويعقد الأمير سلطان محادثات اليوم مع وزير الدفاع التونسي تتناول التعاون العسكري بين البلدين وتبادل التقنيات المستخدمة.