عن الجنادرية.. رأيت أن الكلام سيمجد وطني الحبيب، وأن المناسبة بحد ذاتها وما تحويه من فعاليات وأنشطة ستفرض على الأفكار أن تتكاثر وتكبر دون عناء رعايتها وستطلق العنان للمفردات بأن تنساب كما ينساب الماء من عل، فالحديث عن الجنادرية هو الحديث عن الوطن وعن نهضته وأهله وتاريخه.. لكنني توقفت فالحديث الفذ (الجنادرية) لابد أن يسبقه الحديث عمن أوجد الحدث، وصاغ فكرته لتكون كما نراها الآن ناضجة ومهيأة للمزيد من التطور والتفرد، وعادت بي الجنادرية دون قصد لمولاي خادم الحرمين الشريفين.. عن السلام إذاً سأقصر حديثي، وأبين ما له من مزايا نادى بها ديننا الحنيف في زمن تكاثرت فيه الفرقة وكبر فيه حجم التناحر بين أهله، وانتشرت الحروب في كثير من بقاعه، لكن الكلام عن السلام لابد أن يسبقه الحديث عن رجال السلام الذين حملوا مشعله لينيروا دروب من ضاعت قلوبهم في غيابت ظلام حقدها، وعن الرجال الذين يبذلون كل ما يمكنهم ربهم عليه من جهد ومال لزرع بذور السلام في حدائق كل قلوب ساكني هذا الكوكب الجميل.. لكنني توقفت فالحديث عن السلام عاد بي دون قصد مني إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين.. عن خدمة الإسلام يكون الحديث.. فالمجال أرحب، والحديث عما يخدم الدين حديث يخاطب القلوب والعقول معاً، ويحاكي وجدان كل إنسان آمن بربه، وقد كان للدين ورفعته في عصور مضت رجال فطن أخلصوا في خدمته ونقلنا منهم كثير من آثارهم، وفي عصرنا هذا فرض على التفكير فيمن يخدم الإسلام والمسلمين أن أعود إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين.. أنا لا أريد أن يكون حديثي تمجيداً لخادم الحرمين الشريفين فهذه الهامة غنية عن قولي، لكنني وقفت عاجزاً، فالحديث عن الحب والتواضع والرعاية والأبوية وغيرها من الموضوعات يعود بي قصراً للحديث عن مولاي خادم الحرمين الشريفين، فقد زرع عمله الطيب في كل مكان وفي كل مجال وأينع شجرة ليغطي ظلاله الطيب كل ما يتعلق بحياتنا الآن، ونثر نفسه بسيرته العطرة وإيمانه وعمله الدؤوب في أرواحنا، حتى بتنا نراه كسحابة يصيبنا خيرها أينما وقعت.. وحفظ الله مولاي.. والله المستعان.