بادئ ذي بدء أحب أن يُترجم ما أكنه في صدري لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من هم أفصح مني لسانا وأعلى كعبا وأطول قامة فكرية حتى يُعطى خادم الحرمين حقه من الثناء والإطراء.. فهو- حفظه الله- عندما تحدث في كلمته للمواطنين بمناسبة صدور موازنة الدولة المباركة، فإن المُصغي لهذا الكلمة لا بد أن يقول فيها شيئا، إن مولاي خادم الحرمين الشريفين حينما يتحدث للمواطنين فإن أول شيء يقر في قلبه الذكر والثناء والتمجيد لرب العزة والجلال ذلك الإله الذي جعل الخيركل الخير بأيدينا يأتينا رغدا من فوقنا ومن تحتنا، ووعد الله هو وعد الصدق لمن صدق معه.. إني أثمن غالياً كما يثمن غيري ممن ذهب ليصغي لحديث ولي أمرنا بهذه المناسبة.. إن الإيمان الصادق الذي لا يشوبه شائبة والنية التي لا تحمل بين ثناياها إلا الصدق لهما دليل على ما يكنه مولاي من طاعة لربه .إني على يقين تام إذا كان هذا هو نهج من يتربع على قمة هيكلنا التنظيمي وأن هذه هي سجاياه فإني لا أراهن أن الخير والنماء والبركة ستحدو هذا البلد وأبناءه آناء الليل وكل النهار.. إن الملوك يتوجون بتيجان المُلك فيفخرون بها، ولكن التيجان هي التي تتتوج حينما تحظى برجل هذه ميزاته.. مولاي خادم الحرمين الشريفين تهنأ لك الدنيا وإن شاء الله تهنأ لك الآخرة ذلك اليوم الذي لن ينجو فيه إلا من أتى الله بقلب سليم، وأي سلامة أكثر من سلامة قلب هذا الملك الذي رمى برموز المُلك بعيدا وتحلى بطاعة مولاه الذي إن شاء الله سيمنحه تيجان السعادة في الدارين. مواطني الأعزاء إذا كان هذا نهج مولاي ومعرفته بربه فحري بنا جميعا أن نرفع أكف الضراعة لهذا الملك الصالح الذي بصلاحه سننال الخير وسيحفنا الأمن.. إن سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين يقول: إن الخير الذي وهبنا الله تعالى إنه ليس حكرا لنا بل هو لكل جائع وعار يعيش تحت قبة السماء ويفترش أديم الأرض. مولاي.. إذا كانت هذه سجاياك وهذه نيتك الخالصة فأبشر ببركات الله تهل علينا من كل حدب وصوب فسيكون الذهب الأصفر والقمح الأحمر والسمن الأخضر بين أيدينا، وأن بقاء هذه الخيرات بين أيدينا مرهون بنهج ما نهجه ولي أمرنا. إن خادم الحرمين الشريفين وعى وفهم مضامين قوله تعالى: {... وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} إذا كان مولاي فهم مضامين هذه الآية فإنه ولا شك فهم مضامين قوله تعالى: {وَإِمِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} إن مولاي خادم الحرمين الشريفين علم أن الخير والنصر والتمكين لا يُصنع تحت قبب الجامعات العريقة وإنما يُستجلب من ربنا الذي قال لا إله إلا أنا.. إن النصر والتمكين لن يتسنى لنا إلا حينما نُصغي لصوت الحق ذلك الحق الذي أصاغ له خادم الحرمين الشريفين فكأني بمولاي يتلو قوله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ? وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور}.. إن مولاي خادم الحرمين الشريفين يدرك تمام الإدراك أن الله تعالى أعطاه مُلك بلد يقول عنه في وحيه الطاهر: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} نعم - وأيم الله إيمانا تترادف من أديم الأرض إلى قبة السماء أننا سنعيش ما وعدنا الله وما علينا إلا أن نقول تبارك الله ربنا. إن خادم الحرمين الشريفين يقول عندما ألقى كلمته ونصح كل مسؤول في الدولة ذهب يقول على كل صاحب قلم يوقع عني أن يخاف الله ويتقيه. إن هذه نصيحة من سويداء قلب مشفق. اللهم احفظ لنا ديننا الذي حفظ ما بين أيدينا من النعم، واحفظ لنا ولاة أمر علموا عن كثب أن السلامة والنصرة والأمن والأمان في جلباب هذا الدين، إن من ركب صهوة هذا الدين لن يترجل عنه أبدا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.