تكثر وتكبر المشكلات، ومعها تنتشر الفوضى، وبسببها تطغى لغة الاجتهادات والعواطف والأهواء، لتأتي بعد ذلك الحلول الوقتية والقرارات المستعجلة كردود أفعال متباينة لاحتواء هذه الحالة أو تلك.. حدث ويحدث كل هذا حينما تغيب أو تتعطَّل الأنظمة واللوائح، أو أن يكون تطبيقها خاضعاً للأمزجة والميول والمصالح الشخصية.. وفي المجال الرياضي تتضح الصورة وينكشف المستور أكثر من المجالات والممارسات الأخرى الأهم في حياة الإنسان ومصلحة الوطن، كما تتبين الحاجة الماسة لوجود نظام أو قانون واضح وصريح وشامل يسري على الجميع، ويتعامل مع مختلف القضايا، وفق صياغة علمية قانونية متجددة وصالحة لهذا العصر ومتغيراته المتسارعة. لدينا في الوسط الرياضي عدد هائل من المواقف والقضايا والملفات تنشأ وأحياناً تتجدد أسبوعياً وربما يومياً، وتبقى مثار جدل وصخب حد الملاسنة وبعضها ما زال معلقاً حتى يومنا هذا، نتيجة عدم توفر أنظمة ولوائح مفهومة ومعروفة يتم الاعتماد عليها والاحتكام إلى بنودها دون تمييز أو استثناءات تفسدها وتلغي قيمتها والهدف من إقرارها.. لاحظوا حجم القضايا الناتجة عن الارتجالية الإدارية في اللجنة الفنية والاحتراف والانضباط والحكام وأمانة الاتحاد، وكيف أثَّر ذلك سلباً على الدوري، وتراجعه إلى مركز متأخر على المستويين العربي والآسيوي، لأنه بحسب المعايير الدولية يفتقد للتنظيم في معظم محتوياته وإجراءاته، ولأن كثيراً من القرارات تتخذ بطريقة عشوائية وربما مخالفة لتعليمات الاتحاد الدولي، وبالذات في القضايا الفنية ومشاكل اللاعبين المحترفين غير السعوديين. أتمنى ألا نكابر في فهم واقعنا، ومعرفة ما لنا وما علينا، لأنها الخطوة الأولى الصحيحة، إذا كنا بالفعل نريد أن نتطور ونتقدم كما يصنع غيرنا. قبل وقوع الكارثة بسبب البرد الشديد وانخفاض درجة الحرارة إلى أقل من الصفر، منع عدد من أولياء الأمور في حائل أبناءهم من الذهاب إلى المدارس خوفاً من أن يصيبهم ما أصاب أحد الأطفال الأبرياء الذي توفي أثناء أدائه الطابور الصباحي، كما أصدر مدير عام التربية والتعليم الدكتور محمد العاصم قراراً بإلغاء الطابور الصباحي في مدارس حائل طيلة الأيام المتبقية من الفصل الدراسي الأول، في هذه الأثناء وفي عزّ البرد تُقام المباريات مساء في حائل دون أن يكون لأية جهة مسؤولة في اتحاد الكرة أو حتى مكتب رعاية الشباب أي تدخل لتغيير مواعيد المباريات وتقديمها عصراً لاعتبارات صحية وفنية واجتماعية، وجماهيرية، وقبل ذلك لأنه لا توجد أية عوائق أو أسباب مقنعة تمنع من إقامتها عصراً. من المؤكّد أن ولي الأمر الذي منع أولاده من الذهاب إلى المدرسة، سيتخذ القرار ذاته ويرفض وجودهم في ملعب مكشوف تنخفض فيه درجة الحرارة إلى خمس درجات تحت الصفر، كما في ليلة لقاء الطائي والنصر أمس الأول السبت، وكذلك الطائي والهلال قبل أسبوعين.. لكن لماذا لا يكون لاتحاد الكرة موقف مماثل لقرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء الطابور الصباحي في المناطق الباردة وتأخير دخول الطلاب في الأجزاء الشمالية من المملكة إلى الساعة الثامنة صباحاً، لماذا لا يفرض اتحاد الكرة قرار التقديم للمصلحة العامة دون موافقة أو طلب أحد الناديين..؟!! وهل ينتظر - لا قدَّر الله - أن يتعرّض أحد المشجعين لأزمة صحية أو حالة مرضية خطيرة بسبب البرد حتى يصدر القرار بعد فوات الأوان..؟!! كنت فيما مضى ضد أن يكون التقديم أو التأجيل بناءً على رغبة الفريق الذي يستضيفه الطائي في حائل، وذلك من منطلق المعاملة بالمثل عندما يحل الطائي ضيفاً على هذا النادي أو ذاك، ولأنه لا توجد أسباب أو ظروف مناخية تستدعي ذلك.. لكن الوضع في مثل الأجواء الراهنة له حسابات إنسانية وصحية تتجاوز مفهوم الفوز والخسارة، وأن الكرة ومبارياتها ومنافساتها هي في النهاية لإمتاع الجماهير وقضاء أوقات فراغهم في أجواء صحية مناسبة، وليس إجبارهم على الحضور لتلقي الأمراض والمزيد من الصداع والأوجاع!! *** ** كان بإمكان انتخابات الاتحادات الرياضية أن تنجح لو بدأت تشريحاتها بنفس طريقة انتخابات مندوبي النادي الأهلي.. ** المباريات المصيرية الحاسمة في الأسابيع الأخيرة من الدوري تتطلب الاستعانة بحكام أجانب. ** من الظلم أن يكون الهبوط مكافأة القادسية على دعمه المنتخب الأولمبي بخمسة من أبرز نجومه وغيابهم عن الفريق في أهم وأصعب مبارياته في الدوري..! ** أسعار التذاكر المرتفعة تتنافى مع قيمة وأهداف واحتفالية مهرجان اعتزال النجم الجماهيري سامي الجابر. ** مطلوب من الإدارة الهلالية أن تتخذ موقفاً تأديياً حازماً ورادعاً ضد اللاعبين المتورطين في أحداث لقاء الشباب.. ** طائي هذا الموسم فريق بائس ومتهالك مثير للشفقة، ها هو من مباراة إلى أخرى بلا مستوى ولا مواهب ولا انتصارات، وبلا روح ولا طموح ولا حتى جماهير في المدرجات..!! ** هنالك فرق واضح وشاسع بين تدهور فريق الطائي الأول وبروز وتألق وتفوق فريق درجة الشباب مع الممتازين..! ** أثبت مؤشر الهلال أن إتاحة الفرصة للاعبين الشباب الواعدين أفضل بمراحل للحاضر والمستقبل من الاستمرار والإصرار على أسماء مستهلكة ضررها أكثر من نفعها!! [email protected]