لبنى العمير، أول مبارزة سعودية تشارك في الألعاب الأولمبية، تعد رمزًا للطموح والإصرار، وواجهة مشرقة للمرأة السعودية في مجال الرياضة. وُلدت لبنى في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية عام 1987، وبدأت رحلتها مع المبارزة بعد انضمامها إلى أول برامج تدريبية للرياضة النسائية في المملكة. تمكنت من حجز اسمها في سجل الرياضة السعودية بمشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016، حيث تنافست في فئة الشيش فردي للسيدات. ورغم خسارتها في الجولة الأولى أمام البرازيلية تايس دي مورايش روتشل بنتيجة 15-0، إلا أن مشاركتها كانت إنجازًا تاريخيًا، إذ فتحت الباب أمام السعوديات لخوض مجالات رياضية جديدة. إلى جانب إنجازها الأولمبي، ساهمت لبنى العمير في تطوير رياضة المبارزة النسائية داخل المملكة، حيث شاركت في تأسيس نادي الظهران للمبارزة عام 2014، وهو أول نادٍ يخصص لتدريب النساء على هذه الرياضة. كما شغلت منصب عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للمبارزة، حيث تعمل على تطوير الرياضة وتوفير الدعم للشابات السعوديات الراغبات في خوض هذا المجال. لبنى العمير ليست فقط رياضية متميزة، بل أيضًا شخصية أكاديمية مميزة. حصلت على درجة الماجستير بمرتبة الشرف في تكنولوجيا المعلومات التجارية من جامعة ديبول في شيكاغو، ما يعكس تفوقها في الجمع بين الرياضة والتعليم. وقد نالت تكريمًا وطنيًا مميزًا، إذ ظهرت صورتها على أطول مبنى في الرياض خلال احتفالات اليوم الوطني السعودي 2017، تعبيرًا عن فخر المملكة بإنجازاتها. اليوم، تواصل لبنى دورها كملهمة للنساء السعوديات من خلال عملها في الاتحاد السعودي للمبارزة، حيث تسعى إلى تمكين المرأة السعودية في الرياضة، وتقديم مثال حقيقي على أن الطموح والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى تحقيق الأحلام، مهما بدت التحديات كبيرة. تعد لبنى العمير نموذجًا حيًا للمرأة السعودية التي تمزج بين الحلم والعمل، وتؤكد أن الرياضة ليست مجرد مجال للمنافسة، بل أداة لتحقيق التغيير وإلهام الأجيال القادمة.