من يسمع أو يقرأ أو يشاهد حجم الضجيج والتأجيج حد الإزعاج وأجواء الشتم الجارح والإساءات المباشرة الموجهة لكل ما هو هلالي التي سيطرت على معظم وسائل الإعلام السعودية بعد لقاء الهلال والاتحاد الأسبوع الماضي، وهو لم يشاهد اللقاء ولا يعرف نتيجته سيخرج باحتمالين لا ثالث لهما: إما ان اللقاء انتهى بخسارة مذلة ومهينة لفريق الهلال, وإما أنه شهد أحداثا مأساوية واعتداءات سافرة وعنفا دمويا من لاعبي واداريي وجماهير الهلال ضد فريق الاتحاد.. كلمة نيجيريا التي لم تتأكد ولم يسمعها لا طاقم التحكيم ولا المراقب الإداري ولا الفني ولا المخرج ولا المعلق بل حتى نائب رئيس الاتحاد فشل في إقناع الرأي العام بصحتها لذلك وعد ب(تزبيطها) فيما بعد, أقول هذه الحادثة المختلقة تحولت فجأة إلى قضية مصيرية كبرى تستدعي تدخل وزارة الداخلية وحقوق الإنسان والاتحاد الدولي وربما الانتربول ومحكمة العدل الدولية, وجعلت كثيرا من وسائل الإعلام تتعمد بغباء واستخفاف بفكر وعقل المتلقي تهويلها واستغلالها لتشويه صورة الهلال والتقليل من شأنه ومصادرة حقه في الاحتفاء بانتصاره الكبير الأمر الذي كشف أن إدارة الاتحاد لم تنجح في امتصاص غضب جماهيرها فقط، وإنما ضحكت على قنوات ومطبوعات سقطت في وحل الجهل والتعصب.. لو قام أحدكم برصد أكثر القضايا جدلا وتداولا في البرامج الرياضية منذ انطلاقة الدوري لوجد أن جميعها مرتبطة بالهلال, فالبداية كانت مع زي سامي ثم عكاز سالم وأخيرا عنصرية جمهور الهلال، على الرغم من ان بيان الاتحاد نفسه يشير إلى ان الهتافات العنصرية صدرت من أندية عديدة, من المؤلم ان تصل الامور في كثير من وسائل الإعلام إلى هذا الحد من السقوط المهني والوطني, تفرغوا للنيل من الهلال وكأن وسطنا الرياضي وتحديدا الأندية الأخرى لا تعاني من قضايا الرشاوي والفساد والتزوير, ثم لماذا تمر الكثير من الهتافات والتصريحات العنصرية بلا كلام ولا إعلام ولا أخذ ولا رد؟ أين حماسكم ووطنيتكم ونبذكم للقذف وللعنصرية والطعن في ذمم وأخلاق البشر من مدرجات وهتافات لا تحتاج إلى تزبيط وتعديل؟ يا اتحاديون: بمثل ما امتدحنا إدارتكم على قراراتها الشجاعة التي أثمرت بزمن قياسي عن بطولة غالية, كنا سنكرر الموقف ذاته لو انها - أي الإدارة - تحملت مسؤوليتها بعد الخسارة ولم تهرب إلى تبريرات يصعب تمريرها والاقتناع بها, كما أنها لا تحل مشاكلكم وأزماتكم بقدر ما تزيدها خطورة وتعقيدا والمتضرر منها أولا وأخيرا هو الاتحاد.. حسب المزاج فيما يتعلق بالعنصرية في الملاعب الرياضية أسبابها وكيفية علاجها والتصدي لها, علينا بداية الاعتراف بأنها جزء من ثقافة وممارسات المجتمع, وبالتالي لا يجوز اختزالها وتوجيه الاتهام بارتكابها من قبل المدرج الرياضي فقط، كما يفعل بعض كتاب الرأي غير الرياضي الذين لا تظهر غيرتهم ووطنيتهم الا حينما يرتبط الحدث بالهلال, الأمر الآخر ان هذه الهتافات لاتقتصر على جمهور ناد بعينه, فهي تصدر من معظم جماهير الأندية وبمسميات ومضامين مختلفة، وإن حاول بعضهم تجاهلها وتهميشها وتبسيطها والتقليل من شأنها لأنها تأتي من مدرجات أنديتهم, الأسوأ من ذلك، إنها تتردد وتكتب في مقالات ومطبوعات ورسومات من اعلاميين وليس من مشجعين في مدرجات, وهنا لا المجال يتسع ولا المقام يسمح بذكرها لبشاعتها وحتى لا نكون كمن يروج لها.. العلاج يكمن في ضرورة الالتزام بتطبيق الأنظمة واللوائح على سائر المخالفات,فمن الظلم ان تطبقها على هتافات عنصرية بينما تتغاضى عن قذف الحكم أو الإساءة للاعب أو حكم أو جماهير بألفاظ بذيئة ومشينة ومهينة وجارحة, ولأن تحديد وتقرير المخالفات أصبح يتم على طريقة (من سبق لبق) كما فعلت إدارة الاتحاد, لذلك فمن الأجدى والأسلم والأكثر انصافا, وحتى لا تخضع للأهواء والاجتهادات, ولضبط جميع المخالفات في المدرجات بالصوت والصورة, فماالذي يمنع من تركيب كاميرات تقوم بتصوير ومراقبة ومتابعة ورصد الأحداث التي لا تستطيع كاميرات النقل التلفزيوني التقاطها, سواء لأسباب فنية أو لمزاج ورغبة وانحياز من مخرج المباراة.. لابد من الجبلين كنت دائما أقول: إن تراجع كرة القدم الحائلية مرده غياب المنافسة المباشرة بين الجارين الطائي والجبلين, فمنذ عام 1403ه أي قبل 31 عاما لم يجتمع الفريقان في دوري واحد، وللإنصاف فقد ظل الطائي طيلة هذه السنوات هو الأعلى درجة وتصنيفا من شقيقه الجبلين حتى في المواسم التي هبط فيها الطائي للدرجة الأولى, وقد يكون هذا من دواعي تدهور الطائي في المواسم الأخيرة, في الوقت الذي عانى فيه الجبلين خلال العقود الثلاثة من عدم الاستقرار الفني والإداري لظروف لا داعي لذكرها ويدركها الجبلاويون جيدا.. حاليا وبعد انتخاب مجلس إدارة الجبلين برئاسة فهد الموكاء يلحظ المتابع ان هنالك تحركات جبلاوية ايجابية شرفية وجماهيرية واسعة مؤيدة وداعمة للمجلس الجديد الذي أظهر من جهته وفي زمن قياسي لم يتجاوز الشهر الواحد حماسا كبيرا وجهدا إداريا مميزا ومثمرا على مختلف الأصعدة, هذه الأجواء الصحية تجعلنا متفائلين برؤية جبلين جديد قادر على اعادة اكتشاف نفسه واسترجاع تاريخه الحافل بالنجوم والصيت والشهرة والإنجازات, وبالتالي تأثير هذا التطور على الطائي الذي قدم هو الآخر في الجولات الأولى من الدوري نتائج مبهجة لجماهيره, ومن ثم على الكرة والجماهير الرياضية الحائلية التي لم تعد تتحمل المزيد من التعثر والتدهور في وقت ترى فيه رياضة المناطق الأخرى تتقدم وترتقي إلى مصاف النخبة وقوائم الكبار.. من الآخر * نجحت إدارة الهلال في التعامل مع حملات التصعيد الإعلامية الباحثة عن تعطيل الفريق وبالذات في المواجهة الصعبة أمام الأهلي.. * رصد الهتافات العنصرية واعتمادها يجب أن يتم من قبل الأجهزة المسؤولة عن إدارة ومراقبة المباراة, وليس من الأندية التي بإمكانها بسهولة فبركتها وإضافة ما يحلو لها من عبارات.. * أين لجنة الانضباط من بيان الاتحاد المليء بالاتهامات والإساءات الموجهة ضد اتحاد الكرة ولجانه.. * من مصلحة الدوري ولمزيد من الإثارة أن تبقى المنافسة على الصدارة بين الغريمين الهلال والنصر.. [email protected]