وأنا أتابع ما جرى في لبنان من انقسامات وصراعات كادت أن تعيده من جديد إلى دوامة الحرب الأهلية الدامية، ثم ما حدث على إثر ذلك في الدوحة من اتفاق تاريخي بين ألد الأعداء والفرقاء.. رأيت في هذه الأثناء وفي ظل هذا التحول الإيجابي السريع أننا في كثير من قضايانا وخصوماتنا ونزاعاتنا نحتاج إلى تغيير أسلوب إدارة خلافاتنا، وأنه بشيء من التفاهم والتحاور والتنازل عن بعض قناعاتنا ومواقفنا المتشددة نستطيع الوصول إلى حلول مرضية للجميع ونتائج منقذة ومفيدة للصالح العام. في المجال الرياضي، تكثر الخلافات وتتسع دائرة المواجهات الشخصية حد القطيعة بين الأقرباء والأصدقاء والزملاء لأسباب غالباً ما تكون تافهة، أو بالأصح ليست بالقدر الذي يجعلها تتطور إلى ما وصلت إليه، وبالتالي فإن الأضرار والانعكاسات السلبية لا تقف عند حدود الأشخاص وإنما تمتد لتشمل الأندية أو المنتجات أو الرياضة السعودية والمجتمع الكبير عموماً، ولنا في مواقف مختلفة وأزمات متعددة وعاصفة أكبر دليل على أنها بدأت وتفاقمت لأن كل طرف متمسك برأيه، ويبحث عن الانتصار لذاته وقناعاته أكثر من أي شيء آخر.. لنجرب أسلوب التصالح ولغة التسامح، ولنضع مصالحنا الكبرى فوق وأهم من طموحاتنا الشخصية وأهدافنا الوقتية.. لأننا بدون ذلك سنظل في صراع دائم ومحبط يزيد أوضاعنا تدهوراً ومشكلاتنا تعقيداً. مضيعة للوقت جميل أن تطلب أمانة اتحاد الكرة من الأندية المشاركة في الدراسة وعمل التعديلات التي تنوي لجنة الانضباط في الاتحاد القيام بها على لائحة المسابقات والبطولات والشكاوي والاحتجاجات والاستئناف والعقوبات، وأن يكون لأفكار ومقترحات الأندية دور وتأثير على صياغة هذه اللوائح.. لكن هذه الخطوة لن تكون عملية ومجدية وفاعلة إلا بوجود آليات وكوادر وصلاحيات داخل اللجنة، تستطيع التعامل مع المقترحات واختيار المناسب منها على ضوء ما أفرزته الوقائع في المواسم الأخيرة. من الضروري الإشارة إلى أن أخطاء لجنة الانضباط لم تكن بسبب مضمون اللوائح نفسها فحسب، وإنما لأن تطبيقها لم يكن عادلاً، ولأن هنالك تناقضات واضحة وفاضحة ومعايير مزدوجة في كمية ونوعية العقوبات بين نادٍ وآخر.. لذلك لا بد من إعادة النظر في هيكلة وتشكيلة وإدارة اللجنة قبل إضافة وتعديل لوائحها.. أكثر ما نخشاه أن يكون التعميم للأندية وطلب مشاركتها هو لمجرد الاستهلاك الإعلامي، ومحاولة مكشوفة لصرف الأنظار عن نتائج تخبطات اللجنة وعقوباتها الهزيلة والتي كان آخرها وأخطرها وأبشعها التصرف الوقح وغير المسبوق في الملاعب السعودية من اللاعب المتمادي وقليل الأدب الحسن كيتا.. ليس حباً في ماجد وسامي بوجود النادي الإسباني الشهير (ريال مدريد) في مهرجان تكريم ماجد عبدالله، وقبله النادي الإنجليزي العريق (مانشستر يونايتد) في حفل اعتزال سامي الجابر، لا يمكن الحكم من خلالهما والاعتماد عليهما في قياس وتحديد شعبية ماجد وسامي، لسبب بسيط وهو أن الحضور الجماهيري الكثيف والحاشد في المباراتين لم يكن صراحة في معظمه من أجل ماجد أو سامي، وإنما رغبة في مشاهدة الناديين الشهيرين ونجومهما العالميين عن قرب وعلى الطبيعة وفي فرصة قد لا تتكرر. الوضع ذاته يسري على أي لاعب آخر حتى من غير الهلال والنصر شريطة أن يكون حفل التكريم أو الاعتزال بحضور نادٍ بمكانة وشهرة وعالمية مانشستر يونايتد وريال مدريد، و العكس صحيح، فلو أن حفلي تكريم ماجد وسامي كانا بوجود فريقين أقل شهرة لأصبح الحضور الجماهيري مختلفاً وموازياً في كثافته لسمعة وشعبية الناديين.. الأكيد أن الجمهور السعودي يريد أن يحضر مثل هذه اللقاءات ليستمتع ويتابع أداء نجوم الكرة العالمية، كما أن للأندية الإسبانية والإنجليزية والإيطالية أنصاراً كثراً هنا، الأمر الذي يفرض على الأندية السعودية وعلى المنتخب اللعب معها ودياً للاستفادة منها فنياً ومعنوياً وجماهيرياً سواء في مهرجانات التكريم أو في مراحل التحضير للبطولات القارية والعالمية.. مهام الطائي الصعبة الآن وبعد استقالة إدارة نواف السبهان، وبعيداً عن الخوض في جدلية معها أو ضدها، ما لها وما عليها، سلبياتها وإيجابياتها.. سيكون الطائي الجريح أمام مهمة صعبة ومرحلة جديدة ومختلفة تحتاج إلى عمل جاد ودؤوب من الجميع، وإلى طريقة تعامل تناسب واقع وأجواء دوري الدرجة الأولى. في تقديري وحتى لا تتكرر الأخطاء السابقة التي كلفت الطائي الشيء الكثير، ولضمان أن الإدارة جاءت بناء على قرار واختيار الأغلبية من الشرفيين وأعضاء الجمعية العمومية، ولأهمية أن تعمل -أي الإدارة- في مناخ صحي وموثوق في قراراتها وأهدافها وتحركاتها، وبمعزل عن أية ضغوط أو تدخلات شرفية أو جماهيرية.. فمن المفترض أن يكون تشكيل المجلس الجديد من خلال الانتخاب، وفتح باب الترشح لمنصب الرئيس ولعضوية المجلس لكل من تنطبق عليهم مواصفات وشروط لائحة الانتخاب، إضافة إلى حاجة مجلس أعضاء الشرف إلى تنظيم نفسه ولوائحه ورسوم بطاقاته، وكيفية أدائه ومستوى علاقته مع مجلس الإدارة، وحدود صلاحياته، ومواعيد وظروف اجتماعاته العادية والاستثنائية.. هبوط الطائي أمر مزعج، لكن بإمكان الطائيين البدء من خلاله لبناء طائي أكثر تنظيماً وتماسكاً واحترافية في كافة تدابيره وشؤونه ومكوناته وبرامجه وتطلعاته. * مناقشة تراجع الكرة الحائلية مسؤولية لا تتحملها المؤسسات الرياضية والإعلامية فقط وإنما تتطلب مشاركة واهتمام الجهات والإدارات الحكومية والأهلية في المنطقة. * متى نرى منتخبنا يخوض لقاءات تجريبية أمام فرق ومنتخبات قوية تكون إضافة فنية له قبل الدخول في المنافسات المؤهلة لمونديال 2010م. * تألق الدعيع والعمري وعطيف وعزيز وغيرهم، وتسجيل الأهداف الأربعة في مرمى ريال مدريد بواسطة مالك معاذ وكريري ونشأت هذه مجتمعة كشفت مجدداً حقيقة أن الفريق الأصفر بلا نجوم.. * لأنها مناسبة احتفائية بنجم كبير بمستوى وتاريخ ماجد عبدالله، فما الذي كان يمنع المنظمين من دعوة قائد المنتخب وأفضل لاعب في آسيا ياسر القحطاني؟! ولماذا غيب نجم النصر الجماهيري سعد الحارثي وحُرم من المشاركة..؟! * أي احتراف هذا الذي لا يستطيع منع نجم بحجم محمد نور من مزاولة مباريات الحواري في ملاعب ترابية تهدد مستقبله الكروي..! * (في حائل الأندية تسقط والمدارس تتألق) مقال معبر ورأي منطقي ومباشر من رجل تربوي وخبير رياضي هو الزميل محمد السعيد، وكان تشخيصاً حقيقياً للأسباب والعوامل التي أدت إلى إخفاق كرة الأندية في حائل مقابل حصول منتخب مدارسها على بطولة المملكة. [email protected]