في البداية احب ان اشكر شركة الاتصالات السعودية على قرارها بتخفيض رسوم الاتصال بالانترنت من 5,7 الى 5 هللات للدقيقة الواحدة, وهذا الاتجاه هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لدعم التقنية والمعلوماتية في وطننا الغالي, مع العلم أولا ان الاتصال بالانترنت سيكون ان شاء الله مستقبلا بالمجان أو شبه المجان عاجلا أم آجلا وذلك لكون خدمة الانترنت تتسم بالالكترونية والبرمجة وهذا بدوره يجعل امكانية التغيير في هذه البرمجة وهذه التقنية سهلا ليتم نقلها عبر وسائط مختلفة, فيمكن ان تنتقل هذه المعلومات عبر اسلاك الكهرباء أو أسلاك الهاتف او سكك القطار أو عبر الكيابل أو الألياف البصرية وما تدري فقد يأتي اليوم الذي تأتي خدمة الانترنت مع الجدران او خطوط الاسفلت أو حتى تتطاير عبر الهواء الذي نستنشقه في كل مكان, ولكن قد يحتاج هذا التغيير الى وقت من الزمن طال هذا الزمن أم قصر. ثانيا: ان كثرة نقد الكتاب لشركة الاتصالات ليس دليلا على انها قطاع سيىء الخدمات في المملكة بل على العكس من ذلك فهناك كثير من القطاعات المختلفة والمتخلفة عن ركب التغيرات في العالم من حولنا, وهذا النقد لشركة الاتصالات يأتي بسبب أهمية قطاع الاتصالات في العالم الحديث وكونه العصب الذي يشد كثيرا من القطاعات الاخرى المهمة وعلى رأسها قطاع الأعمال والمعلوماتية, وسيأتي اليوم الذي نرى فيه السيل يجرف هذه القطاعات المتحجرة بمجرد وجود المنافس والبديل من القطاع الخاص الذي لا يؤمن الا بالسرعة وبالتغيير المستمر من اجل البقاء في عالم متصارع يأكل الضعيف فيه القوي. ثالثا: إن تخفيض أجرة الاتصالات بالانترنت مع كونه تخفيضا الا انه قد يؤدي الى مبيعات وأرباح أكبر من السابق وذلك اذا أخذنا في الاعتبار طبيعة الطلب على هذه الخدمة, اذ إن الطلب demands على هذه الخدمة هو طلب مرن جدا Elastic , بمعنى انه كلما انخفض السعر الخاص بهذه الخدمة زاد الطلب عليها الى ان يصل التخفيض الى نقطة معينة بعدها يقل تأثير التخفيض في السعر على زيادة الطلب والعكس صحيح, لذلك فإن التخفيض في الأسعار قد يؤدي الى زيادة الأرباح وخاصة اذا أدى هذا التخفيض الى زيادة الطلب بشكل كبير, فمثلا لو افترضنا ان شرائح الجوال تكلف 1000 ريال ويتم بيعها بسعر 3000 ريال ومتوسط عدد الطلبات الشهرية عليها 1000 شخص أو زبون فإن ذلك سيؤدي الى أرباح مقدارها مليونا ريال, ولكن لو افترضنا انه بعد انخفاض أسعار بيعها الى 1500 زاد متوسط الطلب الشهري عليها الى 5000 شخص فإن ذلك سيؤدي الى أرباح مقدارها 5,2 مليون ريال, ناهيك عن الأرباح الناتجة من المبيعات المتعلقة بالملحقات لهذه الأجهزة والفواتير الشهرية لهذه الأعداد الكبيرة, بقي ان نقول: ان هذا التخفيض في أسعار الاتصال بالانترنت سيلحقه زيادة في اقبال الناس على الانترنت والاشتراك فيها، وكذلك زيادة معدل ومدة الاتصال اليومي بالانترنت بيد ان تلك الزيادة يجب ان توافقها قفزة كبيرة وتطوير كبير في البنية التحتية لشركة الاتصالات ولا سيما زيادة خطوط الاتصال بالانترنت وزيادة سعتها بشكل جذري وكذلك زيادة عدد بوابات المودمات الخاصة بمزودي الخدمة وزيادة سعتها والحمد لله فقد وقعت الشركة عقدا مع شركة J.A.T, الأمريكية لزيادة سعة خدمات الانترنت الدولية الى 100 ميجا بايت/ الثانية. وختاما شكرا مرة اخرى لشركة الاتصالات على التخفيض والى مزيد من التخفيض ومزيد من التركيز على تطوير البنية التحتية. والى لقاء الاسبوع القادم مع رياح اخرى للتغيير.