نددت الولاياتالمتحدة بقرار السودان طرد مبعوث الأممالمتحدة في السودان يان برونك وقالت إنه من الضروري القيام بتحرك دولي لمنع تدهور الوضع في منطقة دارفور السودانية، وقال مسؤول سوداني: إن برونك الذي غادر الخرطوم بالفعل، تم طرده بسبب تكرر أخطائه. وسئلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التعقيب على قرار الطرد الذي صدر يوم الأحد فقالت إنه (يبعث على أشد الأسف). وقالت رايس في اجتماع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي (الوضع في دارفور يتدهور ويجب على المجتمع الدولي أن يكون قادراً على التحرك هناك). وأضافت إنها تعتزم مناقشة المسألة مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وقالت الأممالمتحدة إنها لا تزال تعتبر برونك الذي أغضب الحكومة السودانية بزعمه إن الروح المعنوية للجيش منخفضة لا يزال الممثل الخاص لعنان. وأمس صرّح السفير عبدالمحمود عبدالحليم محمد الممثل الدائم للسودان لدى الأممالمتحدة بأن بلاده لم تلجأ إلى إنهاء مهمة ايان برونك إلا بعد أن (تكررت أخطاؤه بشكل دائم) حسب قوله. وأوضح في تصريحات نقلها (راديو أم درمان) إن الممثل الخاص للأمين العام انتهك دون شك أحكام الفقرة الخامسة من الجزء الرابع من اتفاقية وضع بعثة الأممالمتحدة في السودان التى تنص على وجوب أن تمتنع بعثة الأممالمتحدة في السودان ومنسوبوها عن أي عمل أو نشاط من شأنه أن يتنافى مع حياديتهم والطبيعة الدولية لمهامهم أو يتعارض مع روح التدابيرالجارية). وقال شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن رايس سعت خلال زيارتها للصين الأسبوع الماضي إلى إقناع المسؤولين الصينيين بضرورة اتخاذ إجراء بشأن دارفور. وترفض الصين وروسيا اللتان لهما حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على السودان. هذا ومن المقرر أن يكون ممثل عنان قد عاد إلى نيويورك قادماً من الخرطوم التي غادرها مساء الاثنين، وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة في السودان راضية عاشوري إنه من المتوقع أن يطلع برونك اليوم الأربعاء مجلس الأمن على قرار طرده. وقال ستيفان دوياريتش كبير المتحدثين باسم الأممالمتحدة إن برونك لا يزال يتمتع بالثقة الكاملة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي استدعاه للتشاور معه. وقال دوياريتش في مقر الأممالمتحدة (بالنسبة لنا فإن وضعه لم يتغير). وأضاف إن برونك (لا يزال الممثل الخاص للأمين العام). ورفض دوياريتش القول إن كانت هذه الواقعة قد أثرت على المساعي لإرسال قوة حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية إلى دارفور لتحل محل قوة الاتحاد الإفريقي التي تفتقر للعتاد والعدة والموجودة حالياً هناك. وقالت وزارة الخارجية السودانية إنها ستواصل التعاون مع الأممالمتحدة والمبعوث الذي سيحل محل برونك. وكان برونك (66 عاماً) قد جاء إلى الخرطوم عام 2004 ليرأس في الأساس مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان ولمراقبة تنفيذ الاتفاق بين الشمال والجنوب الذي أنهى أطول حرب أهلية بالقارة الإفريقية. لكنه أمضى وقتاً أكبر في الاهتمام بأزمة دارفور المنفصلة عن مهمته. ويرى بعض المراقبين أن قرار طرد برونك ليس أكثر من حيلة مسرحية لأنه من المرجح أن يفقد وظيفته عندما يترك عنان منصبه في نهاية العام لأن الأمين العام هو الذي عينه في منصب سياسي. وقال آخرون إن من المحتمل أن برونك نفسه قام بخطوة سياسية (للرحيل مع إثارة ضجة). وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه (إنه يتسم بالدهاء. وكان يعرف من كل بد ما سيكون عليه رد فعل الحكومة على هذا). وقال مصدر بالأممالمتحدة إن مقر الأممالمتحدة في نيويورك كان قد حذّر برونك بالفعل بخصوص موقعه على الإنترنت.