تصاعدت حدة الأزمة بين الحكومة السودانية والأممالمتحدة، على خلفية تمسك الخرطوم بقرارها طرد مبعوث الأمين العام للمنظمة الدولية إلى السودان يان برونك. ففي حين احتجت الأممالمتحدة رسمياً على القرار، أكدت الخارجية السودانية استعدادها"لطرد أي منظمة أو وكالة يثبت تجاوزها"مهماتها، وطالبت بتعيين موفد جديد بدل برونك. وأعلنت وزارة الداخلية أمس"خطة أمنية غير مسبوقة"في دارفور، في محاولة لاحتواء تدهور الأوضاع في الإقليم. واحتجت الأممالمتحدة أمس لدى الخرطوم على قرار طرد برونك. وقال الناطق باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك:"نشعر بالأسف الشديد لقرار الحكومة السودانية إبعاد الممثل الخاص، ونؤكد استمرار ثقة الأمين العام في ممثله". وكشف أن"الأمين العام المساعد لعمليات حفظ السلام هادي عنابي التقى مندوب السودان لدى الأممالمتحدة عبدالمحمود محمد للاحتجاج على القرار". وشدد على أن لا خطة لتعيين ممثل جديد وأن برونك"ما زال وسيبقى ممثلاً خاصاً في السودان مع دعم كامل من الأمين العام". ونقل موقع الأممالمتحدة على الإنترنت عن دوجاريك قوله إن"برونك عائد للتشاور حول الأمر وفي الوقت ذاته ستستمر الأممالمتحدة في العمل في السودان في الجنوب، وفي مساعدة بعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور". غير أن الخرطوم تمسكت بقرارها. وعُلم أن وزير الخارجية لام أكول طلب رسمياً من الأممالمتحدة تعيين مبعوث جديد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية علي الصادق في تصريحات صحافية أمس إن"طرد برونك لا رجعة فيه، نظراً إلى مواقفه التي تتناقض ودوره في السودان". وأكد ان"الحكومة لا تهتم بقرار الأممالمتحدة... فقرار طرد برونك هو قرار دولة". وشددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال اتصال هاتفي بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أول من أمس، على أهمية وجود مبعوث دولي في السودان سواء ذهب برونك، أو تم تعيين بديل له. لكن كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيس"حركة/ جيش تحرير السودان"مني أركو مناوي اعتبر أن"قرار طرد برونك غير موفق وغير حكيم لأن الحكومة الآن في مفترق طرق في تعاملها مع الأممالمتحدة". وقال إن"القرار من شأنه أن يصعد الموقف المتأزم أصلاً". وأضاف ان حركته"لديها الكثير من التحفظات على تصرفات برونك وتعاطيه مع اتفاق السلام، لكنها ترى أن ذلك ليس كافياً لاتخاذ مثل هذه الخطوة من دون التشاور مع الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية". في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الزبير بشير طه أمس"خطة أمنية غير مسبوقة في دارفور". وأشار إلى أن وزارته"قررت تكثيف وجود الشرطة في الإقليم، لا سيما على الحدود الغربية مع تشاد، في سياق خطة لجمع سلاح الميليشيات". وقال إن"الشرطة لن تتهاون في تطبيق القانون"، مضيفاً أن"نزع أسلحة الميليشيات عمل له بداية وليست له نهاية". واتهم برونك ب"النفاق والاتجار بقضية دارفور لمصلحته ومصلحة جهات أخرى"، محذراً من أن الحكومة"مستعدة لطرد أي منظمة أو وكالة تتجاوز حدودها". إلى ذلك، أ ب أعلن وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى أن قواته تطارد متمردين تشاديين في اتجاه الحدود مع السودان، بعد تنفيذهم سلسلة من الهجمات خلال الأيام الماضية. وقال عيسى للصحافيين إن الحكومة استعادت سيطرتها على القرى الثلاث التي استولى عليها المتمردون، وطاردتهم إلى الحدود. وأضاف أن"الموقف تحت السيطرة الكاملة. قواتنا حاصرتهم وطاردتهم. وقد يكون بعضهم وصل السودان".