قال فيليب بيريس روكي وزير خارجية كوبا إنّ الدول النامية ستندِّد بدور الشرطي العالمي الذي تقوم به الولاياتالمتحدة، خلال اجتماع قمة يعقد في هافانا هذا الأسبوع. واضاف بيريس روكي أن هذا الاجتماع لم ينظم لمهاجمة الولاياتالمتحدة، ولكن الدول النامية لا يمكن ان تبقى صامتة إزاء التصرفات (الفردية) التي تقوم بها واشنطن كرجل شرطة العالم منذ الحربين الأفغانية والعراقية. وأردف قائلاً في مؤتمر صحفي ان (اجتماع القمة هذا سيندّد بالتهديدات بالحروب الوقائية والحقوق المعلنة للقوة العظمى الوحيدة في العالم، لاحتلال الدول بشكل غير قانوني وتغيير الأنظمة ووجود السجون السرية للتعذيب). وقال دبلوماسيون إنّ دولاً معتدلة مثل الهند ودول أخرى صديقة للولايات المتحدة لا تريد تبنِّي مثل هذا الموقف المتعلِّق بتوجيه أصبع الاتهام الى الولاياتالمتحدة خلال اجتماع القمة. وسيحضر اجتماع قمة دول حركة عدم الانحياز التي تضم في عضويتها 116 دولة نحو 50 رئيس دولة وحكومة. ومن المتوقّع حضور رئيسي إيران وسوريا وهما البلدان اللذان وصفتهما إدارة بوش بأنّهما جزء من (محور الشر) إلى هافانا، وكذلك وفد رفيع المستوى من دول أخرى تحت نفس التوصيف مثل كوريا الشمالية. وليس من المعتقد أن صحة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وهو من أقدم الأعداء الأيديولوجيين للولايات المتحدة على ما يرام، بما يسمح له بحضور الاجتماعات. وقال بيريس روكي إنه لا يعرف ما اذا كان كاسترو، الذي يتماثل للشفاء من جراحة أجريت له في الأمعاء في يوليو - تموز، سيكون قادراً على القيام بشيء أكثر من استقبال بعض الزعماء المتوقعين في هافانا بشكل خاص. وأجبرت تلك الجراحة الطارئة كاسترو (80 عاما) على تسليم سلطاته بشكل مؤقت إلى شقيقه الأصغر راؤول، وأدّت إلى فقده 18 كيلو جراماً من وزنه. ومن المرجح أن يملأ حليفه اليساري الرئيسي الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الفراغ الخطابي وأن يتولى من كاسترو دور مهاجمة الرأسمالية الغربية باسم فقراء العالم. وقال بيريس روكي ان حركة عدم الانحياز التي تضم نحو ثلثي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ستؤيد البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه، وستقر حقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، بما في ذلك حقها في تخصيب اليورانيوم لإنتاج الكهرباء. وتأسست حركة عدم الانحياز في بلجراد عام 1961 على يد زعماء من الدول النامية مثل الزعيم الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والإندونيسي أحمد سوكارنو، تحت إشراف الرئيس اليوغوسلافي يوسيب بروز تيتو لمحاولة تجنب الانحياز للولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي.