يجتمع زعماء حركة عدم الانحياز التي تضم 116 من الدول النامية في كوبا هذا الأسبوع، لحضور قمة تجمع بعضاً من أشد منتقدي الولاياتالمتحدة، على بعد 145 كيلومتراً فقط من سواحلها. ويتوقع حضور الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد القمة، وهما يتزعمان البلدين اللذين وصفتهما إدارة جورج بوش بأنهما جزء من"محور الشر"، كذلك يتوقع حضور وفد رفيع المستوى من كوريا الشمالية التي توجه إليها إدارة بوش التوصيف ذاته. ولا يعتقد أن صحة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وهو من أقدم الأعداء الأيديولوجيين للولايات المتحدة، سليمة إلى درجة تسمح له برئاسة القمة التي تعقد من 11 إلى 16 أيلول سبتمبر المقبل، وذلك بعد خضوعه لجراحة في الأمعاء في تموز يوليو الماضي، ما اضطره إلى تسليم سلطاته إلى شقيقه الأصغر راؤول . ويرجح أن يملأ حليف كاسترو، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مكان الزعيم الكوبي وأن يتولى مهاجمة الرأسمالية الغربية باسم فقراء العالم. وقال ريوردان رويت مدير دراسات نصف الكرة الغربي التابع لكلية الدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن:"ربما يصبح تشافيز نجم المناسبة... ما من شك أنه سيستغلها كمنبر لمهاجمة الولاياتالمتحدة". ويتوقع أن تقر حركة عدم الانحياز التي تضم نحو ثلثي أعضاء الأممالمتحدة بحق إيران في برنامج الطاقة النووية بعد تجاهل إيران مهلة حددها مجلس الأمن وانتهت في 31 آب أغسطس الماضي، لوقف تخصيب اليورانيوم. وتشير مسودة الوثيقة الختامية للقمة والتي ما زالت قيد الدراسة إلى أن الدول النامية ستنتقد العقوبات الأميركية التي تفرضها على كوبا الشيوعية. وربما تسهم القمة في إحياء جهود السلام بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير المتنازع عليها. وتأسست حركة عدم الانحياز في بلغراد عام 1961 على يد زعماء الدول النامية مثل الزعيم الهندي جواهرلال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والإندونيسي أحمد سوكارنو تحت إشراف الرئيس اليوغوسلافي جوزيب بروس تيتو، لمحاولة تجنب الانحياز للولايات المتحدة أو الاتحاد السوفياتي. نجاد إلى فنزويلا وفي نهاية القمة، يتوجه الرئيس احمدي نجاد إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس حيث يوقع"اتفاقات ثنائية"مع الرئيس تشافيز. وزار شافيز طهران أربع مرات منذ انتخابه في سنة ألفين، وهو يشارك احمدي نجاد آراءه المعادية للولايات المتحدة. ويؤيد تشافيز البرنامج النووي الإيراني وهو هدد بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل.