إلى محمد بن نايف طمأنينة الخائفين.. سأقول شيئاً عن الفارق الهش بين العصفور والعش بين قسوة الريح وثبات الوردة وأقول أيضاً عن محنة السيف وصمت الرقبة.. سأقول عن الجوع والمسغبة.. وأقول - عن صاحبي - الفذ - وحصاره.. بين فكرة السكان والمواطنة.. فهو - يبتاع لنفسه - ورقاً وأقلام رصاص وهم - يطاردونه - بالورق والقصاص يكتب - وطنه.. نطفة نطفة.. وينجب أطفالاً وشموساً يرفع.. علم البلاد في بيته.. ويغني ما يتذكر، من.. سارعي للمجد.. وسل صفحة الأيام.. وينتشي.. بعاش الملك للعلم والوطن.. والوطن.. الوطن. يصمت.. ويتذكر.. فتذرف عينه.. قرية قرية يصبح وجهه - حدوداً من الملح لخارطة ولدت .. فيه مرسومة.. نبضة نبضة.. يقول: تفاصيلها في الشهيق والزفير يكره (الإملاء) ويتجلى في حصة التعبير أكبر أطفاله مات من قسوة الضحك أصغرهم عاش من صرخة الطلقة الواثقة كان يسأل.. عشرون يوماً كان يسأل.. هل - نحن مواطنون أم؟! قلت: نحن..! فغادر - المكان..! آويت.. خوفه.. فأطلق لأمنه العنان وردد.. للعلم للوطن! قلت.. للعلم للوطن.. قال: (ما الذي يجعل القفص مدينة والنمر مواطناً صالحاً) قلت: الجوع قال: وماذا.. قلت: وماذا.. قال: الخوف.. قلت وماذا.. قال: وماذا.. قلت: الفقر.. قال: أيها العزيز الجوع.. والخوف.. لا يأتيان مع الثراء! تنبهت.. لبلاهتي.. واستحيت أكمل.. ما تبقى من وجع على صفحة من كتاب المطالعة.. أنا - لم أطالعه.. قال: هل.. ستخبر عني.. وماذا.. عنك.. ألم أقل لك.. وصمت قلت: ماذا.. قال: أنا مطلوب!! التفّت يداي عليه بكل استدارتهما.. قلت: سأخبر.. قال.. دموعاً كثيرة.. ونحيبا وأطفالاً.. وشتات حال.. ومسغبة.. وصاح بي (تكفى).. قلت: تكفى.. ونزف آخر..دمعة له على خدي.. مالحة.. وأوصد الباب.. علي قلبه.. وسكت صحت في صمته.. يا صاحبي.. هل تعتذر عما فعلت..! يرد الصدى .. ما فعلت