استشهد ثمانية فلسطينيين في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس في عدوان إسرائيلي جديد استهدف جنوب قطاع غزة. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في موقعها على الإنترنت إن وحدات من سلاح المهندسين والدبابات دخلت قطاع غزة وسط قصف جوي لتقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل وتصيب 20 آخرين بجروح. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ جميع القتلى كانوا مسلحين على الرغم من روايات من مصادر عدّة تخالف ذلك، وتتفق على أنه كان بين القتلى طفل في العاشرة من عمره. وذكرت حركة الجهاد الإسلامي أن ثلاثة على الأقل من أعضائها استشهدوا في العملية. وسقط ثلاثة من القتلى في مطار الدهنية بجنوب قطاع غزة، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده رصدوهم وهم يحملون قذائف صاروخية (أر. بي. جي). وذكر شهود عيان أن قذيفة مدفعية إسرائيلية سقطت بالقرب من احد المنازل بالقرب من منطقة (الشوكة) في رفح جنوب القطاع مما أدى الى استشهاد طفل فلسطيني لم يتم التعرف على هويته وإصابة ثلاثة آخرين.وأوضح شهود العيان أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يطلقون قذائف دباباتهم بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين، موقعة إصابات في صفوف المواطنين وإحداث أضرار مادية جسيمة في المنازل. ولم تعرف هويات معظم الشهداء والجرحى، لكن مصادر فلسطينية أشارت إلى وجود شاب اسمه زياد سليمان الشيخ عيد (23 عاما) بين الشهداء، مشيرة إلى انه استشهد كما أصيب معه ثلاثة شبان آخرون في منطقة الشوكة برفح الدولي جراء إطلاق طائرات الاستطلاع صاروخين باتجاههم فجر أمس، لدى توغُّل قوة عسكرية من لواء جفعاتي بمسانده الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشرقيةجنوب قطاع غزة. وقالت المصادر ان الدبابات كانت تستهدف منازل المواطنين بقذائفها المدفعية محدثة أضراراً مادية فيها وفي بقية الممتلكات. وقد وصل الشهيد إلى مستشقى أبو يوسف النجار أشلاء مقطعة جراء اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وأفراد من المقاومة الفلسطينية، خلال اجتياح تلك القوات لحي شوكة القريب من مطار غزة الدولي في مدينة رفح. وكان قد اصيب الطفلان محمد أبو حصون (4 سنوات) وشقيقته ريهام (6 سنوات) بشظايا قذيفة أطلقتها الدفعية الإسرائيلية على منطقة الشوكة في محيط مطارغزة. وقالت المصادر في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في مدينة رفح ان إحدى القذائف التي أطلقت سقطت على منزل، مما أدى إلى إصابة طفلين من عائلة واحدة، واصفة حالتيهما بالمتوسطة. وقالت المصادر ان المواطن الفلسطيني المسن سلمان سليمان أبو عمران (65 عاما) أصيب بشظايا القذائف المدفعية التي أطلقتها الدبابات الإسرائيلية المتمركزة شرق المطار، ووصفت حالته بالمتوسطة، فيما أصيب مواطن آخر بجراح وصفت بأنها طفيفة. وواجه نشطاء يحملون أسلحة وصوريخ مضادة للدبابات ما لا يقل عن 50 مركبة مدرعة أثناء توغلها في رفح، وينتمي واحد على الأقل من الشهداء للجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحاكمة فيما ينتمي آخر لحركة الجهاد الإسلامي. وفتشت القوات المعتدية المنازل في منطقة رفح القريبة من المكان الذي تسلل منه نشطاء إلى إسرائيل يوم 25 يونيو حزيران وأسروا جنديا، مما دفع إسرائيل لشن هجوم على القطاع الذي انسحبت منه العام الماضي. وفي المقابل أعلنت (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أمس، انها قصفت مستوطنة (سيدروت) بصاروخين من طراز (قدس 3). كما أعلنت (كتائب عز الدين القسام) انها قصفت مستوطنة (ماجان) الإسرائيلية الواقعة شرقي مدينة غزة بصاروخ من طراز قسام في ساعة متأخرة من الليل، وأكد الذراعان العسكريان على استمرارهما في طريق الجهاد والمقاومة لصد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانتقاما لدماء الشهداء في فلسطين ولبنان.ومن جانب آخر أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مساء الأربعاء، عن أمله في حل قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط الأسير في غزة، على أساس إنساني ودبلوماسي على حد سواء، مطالباً إسرائيل بالتوقُّف عن هجماتها ضد الشعب الفلسطيني. وقال هنية في تصريحات عقب جولة تفقدية للعائلات المشردة في مراكز الإيواء شمال قطاع غزة، إن الأشقاء في مصر يتحركون، وكذلك الرئاسة والحكومة، وقد طرحنا مبادرة لمعالجة القضية معالجة سياسية ودبلوماسية تفاوضية، آخذين بعين الاعتبار معاناة 10 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الفلسطيني. وأضاف: (حتى الآن لم نسمع أي رد من الجانب الإسرائيلي، إلا من خلال استمرار هذا القصف والعدوان على الشعب الفلسطيني).