الولايات المتحدة والدول الأوروبية تطلب من الدولة الصهيونية (التحلي بأقصى درجات الهدوء وضبط النفس)، والسبب اختطاف المقاومة الفلسطينية لأحد جنود الاحتلال الصهيوني للأراضي المحتلة. إسرائيل لم تستجب للنداءات الدولية التي تطالبها بالتعامل مع الحالة وفق القوانين الدولية، والخروج من الأزمة وفق القنوات الدبلوماسية، بل تعاملت معها وفق منطق (القبلية الجاهلية).. فواحد منهم بألف من الفلسطينيين، بل أكثر احتشدت جيوشها في داخل غزة وخارجها، اختطفت وزراء في الحكومة الفلسطينية، وأعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقصفت مبنى وزارة الداخلية، وقتلت مدنيين، وروعت آمنين، وعاثت في البنية التحتية حينما ضربت مولدات الكهرباء، ولاتزال (تنتقم) للجندي المختطف بطريقة عبثية أمام الصمت الدولي المتعاطف، وقبله العجز العربي البيّن الواضح. وها هنا موقفان يجب تأملهما، واستلهام ما فيهما من المعاني والدلالات: 1- كم من قتيل فلسطيني أُزهقت روحه وسفك دمه من قوات الاحتلال تحت ذريعة القضاء على المقاومة، أو الحفاظ على الأمن، ولم يحرك العرب ساكناً؟ كم من أسير يقبع خلف قضبان السجون الإسرائيلية ولم ينتصر له العرب؟ كم من امرأة رُمّلت، وطفل أو طفلة يتمت ولم ينتصر لهم العرب؟ فإلى متى يظل العرب أضعف خلق الله على أرض الله؟!. 2- ليست هذه المرة الأولى التي تمارس فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي أساليب الدولة الإرهابية وطرائق الممارسة الوحشية تجاه الفلسطينيين، وفي كل مرة أيضاً يتكرر موقف الدول الغربية (بوصفها راعية للأمن والسلام العالمي!!) في الصمت المطبق، ودعوة الصهاينة لممارسة أعلى درجات الهدوء وضبط النفس، ثم تضرب إسرائيل بهذه النداءات والدعوات عرض الحائط وتعود إلى وحشيتها في التعامل مع الفلسطينيين. إننا لا نلوم الصهاينة على فعلهم، لكننا نلوم العرب والمسلمين على ذلهم وانكسارهم وهزيمتهم في النفس قبل أن تتجلى هذه الهزيمة في مسرح المواجهة، والله المستعان. (*) أستاذ الإعلام السياسي المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود