الشيخ أحمد ياسين... مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها الروحي ... يعتقد اعتقادا جازما إن الجهاد والمقاومة في فلسطين ماضية لتحرير وتطهير مسرى الرسول صلي الله علية وسلم من دنس الصهاينة المحتلين ... و إعادة المهجرين من أبناء فلسطين ألي ديارهم مرفوعي الرأس وفك قيد المأسورين الفلسطينيين في معتقلات العدو. يطالب احمد ياسين أبناء المسلمين شعوبا و قيادات دوما بأن يقوموا بدورهم تجاه أقدس قضايا الامة.. يذكرنا .. إن أمتنا تملك من الطاقات العقائدية و البشرية و الاقتصادية و الجغرافية و العسكرية و الإعلامية ما تستطيع أن تواجه به هذا الخطر السرطاني المسمى بدولة إسرائيل والذي ظل يهددنا .. يردد .. آن الأوان أن توظف الأمة إمكاناتها لنصرة الشعب الفلسطيني في قضية الأمة الإسلامية والعربية بأسرها .. ويحذر..لا يجوز لأي مسلم أن يقف من القضية الفلسطينية موقف المتفرج أو المحايد. استراتيجية حماس @ اليوم: أولا .. ما هي الاستراتيجية التي لا يمكن ل حماس التنازل عنها؟ الشيخ أحمد ياسين: استراتيجيتنا المطلقة هي رؤيتنا الحقة لأرض فلسطين وهويتها الإسلامية من البحر إلى النهر باعتبارها أرض وقف إسلامي من حدود رفح للناقورة... لا نقبل بالتنازل عن ذرة واحدة من ترابها ولا من شبر واحد من أرضها ... المقاومة خيارنا مادام الاحتلال جاثماً فوق أرضنا ... و تتأثر المقاومة بين التصعيد والنقصان نتيجة العوامل والتصعيد الإسرائيلي ... وبناء على كل هذه المعطيات لا يمكن للمقاومة إلى أن تستمر ... فالمقاومة تكتيك و الإستراتيجية تقتضي استمرارها حتى التحرير الكامل. @ما المقصود ب تكتيك المقاومة .. وهل يمكنكم إيقافها لصالح هدف سياسي؟ وما هو خط المقاومة لدى حركة حماس؟ المقصود بها الضربات العسكرية المستمرة التي قد تتكثف يوما وتتوقف اخر وتعود إلى الاستئناف في فترة لاحقة... وهذا عمل الجناح العسكري وليس دورنا نحن القيادة السياسية ... كما أن الجناح العسكري للحركة يتحرك بسياسة مدروسة خاصة به لا تهدف إلى إحراج أي طرف من الأطراف بقدر هدفها في الضغط وضرب مراكز ومفاصل الاحتلال ، أما بالنسبة لوقف المقاومة فهو أمر مرفوض فالمقاومة لها دورها الإستراتيجي وهي طرف أساسي في معادلة طرفها الآخر الاحتلال ... فهل يريد منا العالم أن نرفع الريات البيضاء في ظل ما نلاقيه ونواجهه كشعب فلسطيني ... خطنا في المقاومة واضح للجميع وهو استمرار شتى أنواع المقاومة وصولا للهدف الذي يرضي الله ورسوله ويتلاءم وحقوق شعبنا الفلسطيني ألا وهو التحرير الكامل والشامل بلا شرط أو قيد وإنهاء أي شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي. @ العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل استهدفت المدنيين الإسرائيليين هل هذه هي الاستراتيجية المتبعة في المقاومة ؟ هي جزء من المقاومة .. و حماس على استعداد إخراجهم من دائرة الاستهداف شريطة أن توقف إسرائيل سياستها ضد المدنيين الفلسطينيين و الابتعاد عن سياسة التدمير و التشريد و الاغتيالات المستمرة . مفعول كبير ل القسام @ ما الجدوى من استعمال صواريخ القسام و قذائف الهاون في ظل رؤية البعض بأنها بلا جدوى أو تأثير سوى التسبب و بشكل دائم في زيادة الهجمات الإسرائيلية على المناطق و توسيع دائرة الرد الإسرائيلي على المناطق من تجريف و تدمير و حصار؟ لم تكن صواريخ القسام و قذائف الهاون سببا في هجمات إسرائيل على المناطق و خير دليل ما جرى في الضفة الغربية ، و هي لم تستخدم حتى الآن صواريخ القسام أو قذائف الهاون و رغم ذلك الهجمات مستمرة في الضفة والتصعيد والمجازر فإسرائيل لا تحتاج إلى مبرر لتبرير هجماتها و نؤكد أن هذا السلاح الفلسطيني أثر بشكل مميز على العدو الإسرائيلي و قض مضاجعهم بشكل يومي و بشكل لافت للنظر . ما سبب توقف العمليات في الفترة السابقة ؟ وهل حماس تتبع في عملياتها سياسة ردود الأفعال فقط ؟؟ حماس تعمل تحت الشمس وضربها لم يتسم يوما بردة فعل وإلا كانت النتيجة الفشل و هذا الأمر غير مقبول لدينا و مرفوض بشكل كامل لكن الذي يعرقل العمليات و يعطيها نوع من التوقف ظروف ذاتية إما خاصة بالمقاتلين أو بطبيعة العملية نفسها أو أن الهدف نفسه . @ استمراركم في هذا الخط سيدفع شارون وموفاز لتنفيذ خطة البرق الخاطف الهادفة إلى اجتياح قطاع غزة وتدمير البنية الفلسطينية لفصائل المقاومة من خلال اغتيال قيادات خطيرة على حد تعبيرهم... ما تعليقكم على هذه الخطة؟ في الماضي كان الاحتلال جاثماً على كامل غزة وأنسحب تحت وطأة ضربات المقاومة فليهددوا ما شاءوا بإعادة احتلال غزة على حد زعم قياداتهم العسكرية ويبدو أنهم لم يدركوا بعد أمنية رئيس وزرائهم الفاني إسحاق رابين يوم تمنى أن يفيق ليجد البحر قد أغرق غزة... فلم يكن هذا الأمر له ولا لجنوده إبان الانتفاضة الأولى والثانية مجرد نزهة... فيجب أن تعي إسرائيل جيدا أن إعادة احتلال غزة أضغاث أحلام يجب أن يفيقوا منه فطريقهم ليست طريق مفروش بالورود بقدر ماهو مفروش بالعبوات والقنابل وآلاف الشباب المتعطش للشهادة والثأر وصولاً للتحرير والاستقلال ... نحن لن نستسلم ولن ندع جنودهم ومستوطنيهم يهنئون لحظة واحدة وسيدفعون من دمائهم وأرواحهم ثمن غالياً ... ولو أقدمت قيادتهم العسكرية على أي حماقة بدخولهم غزة لن نرضى إلا بأن تتحول مقبرة للغزاة ووقوداً لغطرستهم الفاشية الزائلة بإذن الله. وخير دليل علي فشلهم الذريع في كل محاولة اقتحام وانهيار جنودهم وترسا نتهم العسكرية أمام بسالة المقاومة الفلسطينية والتي أصبحت مترصدة لأي دبابة أو جيب أو جندي أو مستوطن من أبناء هذا الكيان الصهيوني الذي فقد اتزانه مع انهيار نفسية جنوده. لا .. لوقف المقاومة @ لقاء القاهرة هدفه الأساسي وقف المقاومة فلماذا ذهبتم إلى هناك؟ مشاركتنا في لقاء القاهرة تمت بناء على ورقة العمل المطروحة على طاولة اللقاء والتي تقضي باستمرار المقاومة ... ولا يهمنا ما يقال .. المقاومة بالنسبة لنا مستمرة طالما الاحتلال باقياً ومستمراً في عدوانه ضد مقدراتنا الفلسطينية. @ هناك اتهام صريح بأن حماس تنتهج المقاومة لتصل إلى طاولة المفاوضات عملا بمبدأ من أين تؤكل الكتف وأن الثمرة المرجوة من المقاومة هي الوصول للمفاوضات حتى لو صرتم بالشعب إلى الهاوية؟ ان طاولة المفاوضات هي ثمرة مرة غير ناضجة وغير صالحة للأكل أو الاستعمال فلماذا تكون هي غايتنا .. حتى الذين قطفوا ثمرة أوسلو.... لاشيء طبعاً ... وإن الذي يطرح هذا النهج أو التصور فهو واهم وانهزامي بفكرة وسائله عدونا لا يفهم إلا لغة القوة وفي كل مرة لا تركعه إلا ضربات المقاومة وخير مثال ما تم في الجنوب اللبناني... فلم تكن للمفاوضات أي إنجاز بقدر ما أنجزته المقاومة. هل يملك الشعب الفلسطيني القوة الكافية التي تمكنه من طرد المحتل المتميز بتفوقه وقدرته العسكرية .. أم أن طرحكم للمقاومة هو نوع من المكابرة ليس إلا ؟ لنرجع قليلا إلى الوراء.. كان الشعب الفلسطيني مشردا في أصقاع الأرض خارج الوطن.. ففي رأيكم من عاد بهم إلى هنا.. أليس الانتفاضة الأولى.. ومن أحيا القضية الفلسطينية في ضمائر الشعوب العربية أليست دماء الشهداء.. ثم عادت لتغيب عشر سنوات في أقبية ودهاليز أوسلو وطيلة هذه الفترة لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات ولا عن مصادرة الأراضي، مما يؤكد أنه لا حل ولا خيار إلا المقاومة والمقاومة فقط. @ ماهى رؤيتكم في الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع طرف غير الطرف الإسرائيلي بشكل يرضي تطلعات الشعب الفلسطيني؟! الوضع الإقليمي و الدولي لم يقف مرة واحدة لصالح قضيتنا العادلة ويتجه ضدنا.. ولم نحصل منه على حقوقنا.. فهم ينتظرون منا أن نركع وهذا لن يكون وكل حل للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة يعتبر هزيمة للشعب الفلسطيني. عسكرة الانتفاضة @ تتعالى أصوات منادية بتسييس الانتفاضة فما هو ردكم على هذه الأصوات و ما هو تعليقكم على مصطلح عسكرة الانتفاضة ؟ العالم لم يتحرك ساكناً منذ 54 عاماً ذبحنا ونذبح خلالها بسكين إسرائيلية .. هذا بالإضافة إلى تشريد 6 ملايين فلسطيني خارج وطنهم ، بالإضافة إلى أن شعبنا يقف في طوابير للتموين و الخبز.. ونحن نتوسل للعالم ان يفيق و يقف إلى جانبنا و في الفترة التي استيقظت فينا الشهامة و النخوة و عزة النفس و بدأنا بتلقين العدو دروساً ثمناً لبقائه على أرضنا.. بدأ العالم يتآمر ضدنا.. و بدأت ألسنتهم تتحدث و كأنهم معنا في حين أياديهم تمتد بشتى أنواع المساعدة للعدو الصهيوني.. فإن لم يكن في نية العالم تقديم المساعدة لنا و العون فسننتزع حقناً انتزاعاً. ماهي طبيعة العلاقة بين حركة حماس و الأنظمة العربية ؟ و ماهي العقبات التي تعترض طريقكم ؟ علاقتنا بالجميع طيبة.. و هي علاقة وطيدة... و العديد من الدول العربية تتصل بنا و ترسل لنا و فوداً للتشاور و نعرض عليهم أفكارنا و ما لدينا من أراء.. و نحن نسعى إلى تثبيت هذه العلاقة الطيبة من منطلق عدم التدخل في شؤونهم الداخلية.. و لا نفرض على أحد كيفية التعامل معنا و لا نود فتح جبهات مع الدول.. الشعوب هي من تقرر. @ هناك ضغط أمريكي واضح لتهدئة الصراع في الشرق الأوسط.. هل أنتم مستعدون للتنازل وفق ما تراه المصلحة الإقليمية و الدولية ؟ هل من المصلحة الإقليمية و الدولية أن نرفع الراية البيضاء ..هذه ليست مصلحة إقليمية فالاستسلام بالنسبة للمحتل معناه الموافقة على ذبح ألابناء والإجماع الدولي على المصلحة لا يلزمنا بمصلحة لا تضع بعين الاعتبار مصلحة شعب يذبح بشكل يومي فإن كانت هذه هي المصلحة فنحن لا نعترف بها أبداً والخيار الخاص بالمصالحة الوطنية و الإجماع الوطني لا يمثل لنا إجماعاً بهذه الطريقة. @ ما هو تأثير الوضع العربي والإقليمي على سير القضية الفلسطينية خصوصاً في ظل وجود الأمريكان في المنطقة ؟ الأطماع الإمبريالية الأمريكية و الصهيونية تؤثر فعلاً على القضية الفلسطينية حيث أنها فور انتهائها من الحرب ستعرض حلولاً للقضية الفلسطينية قد تكون جديدة كما عرضوا أوسلو بعد حرب الخليج الأولى .. اذا انتصروا في هذه الحرب فهذا سيجعلهم يبحثون عن سايكس بيكو جديدة كحل للقضية الفلسطينية. فلسطينوالعراق @ في حال ضرب وقصف العراق هل ستهدئون أم ستعملون على إشعال المقاومة؟ لقد أحرزنا تقدماً في سياسة قوة الردع ففي السابق كان هناك 12 قتيلاً فلسطينياً في مقابل كل قتيل إسرائيلي و اليوم 4 فلسطينيين في مقابل كل إسرائيلي مما يؤكد أن المقاومة و استمرارها هو الحل و لهذا لن نسمح للإمبريالية الأمريكية و الإسرائيلية بالسيطرة على المنطقة أو ضرب أي منطقة عربية أو العبث بمقدرات الشعوب و لذلك يجب أن يقتل العدو كما نقتل و ليضرب كما نضرب.. هذه هي المقاومة و ذلك كله بفضل الله تعالى و من ثم إصرار الشرفاء من هذا الشعب و امتنا العربية على ضرورة الرد و استمرار المقاومة . @ يرى البعض أن اتفاقكم مع حركة فتح ما هو إلا ضرورة من ضروريات المرحلة و ليست نوعاً من أنواع التفاهم .. فالفجوة مازالت كبيرة بين الطرفين ؟ هذه الرواية تتسم بالقصور .. فتح و حماس ليست بعيدتين عن بعضهما البعض وطبيعة كل منهما .. كما ان رؤيتهما لطبيعة الصراع يؤكد على أن الوحدة الوطنية هدف إستراتيجي و ليست تكتيكاً.. والانتفاضة جعلت من كل البنادق وسيلة للرد و تشريع متفق عليه وهدف وطني واحد وكل الجهود لكافة الفصائل تصب باتجاه تعزير المقاومة وضرب الاحتلال في كامل هيئته وفي أدق مفاصل قوته. @ وموافقة الرئيس الفلسطيني مؤخرا على القبول بتعيين رئيس للوزراء في ظل الإصلاح الفلسطيني ... أين ترون مسار عمليات الإصلاح وكيفية معالجتها في السلطة الفلسطينية ؟ الإصلاح مطلب الجميع وحلم كل الشعوب ولكنه عندما يكون تلبية لمطلب أمريكي صهيوني فهذه الهزيمة بعينها.. وهي تتجه لتنصيب أشخاص يخدمون سياسة العدو التوسعية العمل على قتل المقاومة.. الإصلاح من وجهة نظر الأمريكان و الإسرائيليون يتمثل باعتقال المجاهدين و المقاومين.. ووقف كل أنواع المقاومة الفلسطينية.. وسيكون أكثرهم كرهاُ للمقاومة أكثرهم سلطة و صلاحية.. فأي إصلاح هذا.. أما الفساد في ساحتنا الفلسطينية فهو وجود الاحتلال.. إسرائيل هي الفساد و العلاج في استمرار المقاومة. @ أخيرا فضيلة الشيخ .. كيف تنظرون لفوز شارون في الانتخابات وهل ترون فروقا بين الليكود و العمل ؟ لم يكن فوز شارون مفاجأة بالنسبة لنا ... بل إنه من الغباء لو سلمنا بغير هزلية المسرحية الانتخابية التي لم تنطل على أحد .. نحن لا نعترف بإسرائيل ولا نجد فرقاً بين الليكود و العمل فكلاهما وجهان لعملة واحدة .. و المتابع لحركة التاريخ سيجد أن رصيد ملف حزب العمل لا يخلو من المجازر و الجرائم البشعة فهي لم تقتصر يوماً على الليكود أو شارون بعينه و إن تميز هو بها .. العدو الإسرائيلي بكافة توجهاته لا يريد سلاماً و مخطئ من يعتقد غير ذلك .. عدونا لا يريد منا إلا الاستسلام.. أما بالنسبة لطبيعة المرحلة القادمة فهي ليست بجديدة فالتصعيد سيكون سيد الموقف و سيلقي بظلاله على المنطقة . سنتحاور.. ولكن لن نتوقف عن المقاومة