أفادت مصادر طبية في القدسالمحتلة، بأن 13 مواطنا فلسطينيا أصيبوا بحالات الاختناق وبالعيارات المطاطية التي أطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي خلال تصديهم لقوات الاحتلال التي اقتحمت باحات المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة. وأوضح شهود عيان أنه عقب اقتحام باحات المسجد الأقصى وإقدام جنود الاحتلال على إغلاق بوابات المسجد الأقصى المسقوف، واستخدامهم السلاسل الحديدية لاحتجاز عشرات المعتصمين داخله، اندلعت مواجهات في أزقة البلدة القديمة وعند البوابات الرئيسية للبلدة القديمة، ثم انتقلت إلى أحياء رأس العمود وصور باهر. واعتدى جنود الاحتلال المتواجدون بكثافة داخل المسجد الأقصى على مسيرة للطالبات انطلقت من أجل التنديد بالاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابة عدد منهن بحالات اختناق جراء الغاز السام الذي تطلقه قوات الاحتلال في كل مكان. واستنكرت السلطة الفلسطينية عملية اقتحام المسجد الأقصى، وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، "إن ما تقوم به إسرائيل الآن في المسجد الأقصى المبارك هو جزء من حروب تخوضها للهروب من الاستحقاقات، مشددا على أن القدس الشريف والأقصى هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها." وأوضح أبو ردينة في تصريح له، أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بهذه الاستفزازات في الوقت الذي تنتظر فيه الردود على الأسئلة الأميركية لاستئناف المفاوضات، عشية اجتماع لجنة المتابعة العربية المقرر انعقادها بعد غد في القاهرة، لتحديد الموقف العربي من عملية السلام. وقال: "إن إسرائيل بهذه الاستفزازات تسعى إلى تقويض أسس الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات"، داعيا الإدارة الأميركية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيقاف هذه الحروب التي تقود المنطقة إلى دوامة من العنف ستكون لها تداعيات كارثية على الشرق الأوسط والعالم. من جهتها، دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية، إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة ما تتعرض له مدينة القدس، ودعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد، واستصدار قرارا يلزم حكومة الاحتلال بوقف كافة إجراءاتها تجاه المدينة المقدسة. وأكدت الجبهة في بيان صحفي، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنتهج الوقاحة السياسية، وتقوم بإرهاب الدولة المنظم، عبر ممارساتها العنصرية ضد المسجد الأقصى، في إطار سلسلة الاعتداءات المتواصلة، والاقتحامات المتتالية لقطعان المستوطنين وبحماية من قوات الاحتلال. وقالت الجبهة: 'في ظل الوضع الخطير الذي تتعرض له مدينة القدس، لا بد من وقفة مسؤولة، وإنهاء الخلافات الداخلية وإعادة الوحدة لشطري الوطن عبر بوابة المصالحة الفلسطينية بالتوقيع على الورقة المصرية'، مشيرة الى أن تمادي الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة، يتطلب الوحدة الوطنية والعمل باتجاه وضع إستراتيجية وطنية فلسطينية، تعمل وفق رؤية وطنية لمواجهة تحديات المرحلة. وتابعت الجبهة القول: إن مدينة القدس تشهد مجزرة تقوم بها حكومة الاحتلال، وهي بمثابة إعلان حرب على كل ما هو فلسطيني، مشيرة إلى أن حكومة التطرف الإسرائيلي تشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة، وأن سياسة الأمر الواقع التي تنتجها في القدسالمحتلة هي انتهاك سافر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وهي غير شرعية ومرفوضة تماماً. وطالبت الجبهة، الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية بضرورة العمل على إلزام حكومة الاحتلال بوقف كافة أعمالها العدوانية ضد شعبنا، وممارسة الضغط عليها، معتبرةً أن تعامل العالم مع حكومة الاحتلال كدولة فوق القانون، واستمرار حكومة الاحتلال بإجراءاتها على الأرض سيؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة. وبدورها، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' ‘إنه ليس هنالك أدنى شك في أن هنالك نوايا مبيته لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأن عملية اقتحام باحات المسجد الأقصى ومحيطه وبوابات البلدة القديمة ورأس العامود وصور باهر في القدسالمحتلة، ما هي إلا دليل قاطع على نهج قمعي يرتكز على قاعدة التمييز العنصري ضد المواطنين الفلسطينيين. وأشارت الحركة في بيان صدر عنها، اليوم، إلى إن سلطات الاحتلال تمنع بالقوة أصحاب الأرض والمقدسات الفلسطينية من ممارسة حقوقهم وواجباتهم الدينية في المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين وتحتجز العشرات وتخنق بقنابل الغاز الطالبات الفلسطينيات اللواتي انتصرن لنداء الحرم القدسي الذي انتهكته قوات الاحتلال بأشكال متعددة من العنف والقمع ضد المواطنين الذين هبوا لحمايته من الجماعات اليهودية المتطرفة'. وأضاف البيان أن حركة "فتح" لا ترى في عملية انتهاك حرمة المسجد الأقصى بالقوة المسلحة والاعتداء على المصلين والمواطنين والمواطنات وتخريب ممتلكاتهم، ومحاصرة أحيائهم وتعطيل حياتهم لصالح تمكين الجماعات اليهودية المتطرفة من إحياء "طقوس تلمودية" في ما يسمى " عيد المساخر"، لا ترى فيه إلا هجوماً مبرمجاً يستهدف تهويد مقدسات شعبنا الفلسطيني من خلال الاستيلاء على معالمه الحضارية ورموزه الدينية والثقافية وإعمال ماكينة التحريف والتزييف فيها في أكبر عملية سرقة في تاريخ الإنسانية تتم علناً وفي وضح النهار للتاريخ الفلسطيني ولثقافة شعبنا الحضارية. وتابع: أن "فتح" ترى في سياسات الاحتلال هذه نهجاً تمييزياً عنصرياً لطالما كنا نراه في إجراءات وسياسات حكومات إسرائيل المتطرفة وتحديداً الحكومة الحالية التي لم تأخذ العبرة والحكمة من قراراتها السابقة التي مست بشكل خطير المشاعر الدينية عند أبناء شعبنا. وأكدت أنها 'تعي خطورة الانتهاكات التي يتعرض لها إنساننا الفلسطيني وهي تدرك جيداً واجباتها وحقها المشروع في الدفاع عن جماهير شعبنا والمقدسات فإنها تحذر سلطات الاحتلال من إشعال فتيل عنف قد يؤدي إلى إحراق وتدمير كل ما تم بناؤه خلال مسيرة عملية السلام، وتنبه الرأي العام الإسرائيلي بأن الحكومة الحالية تدفع بالمنطقة نحو دوامة جديدة سماتها العنف والفوضى' وأضاف البيان أننا في حركة 'فتح' نؤكد على حق شعبنا في حماية مقدساته وصونها من أي انتهاكات أو اعتداءات، باعتبارها جزءاً لا ينفصم إطلاقاً عن هويته الوطنية ومكوناته الثقافية كشعب حر ينشد الحرية والاستقلال، كما نؤكد بأن جماهير حركتنا ستكون في قلب المواجهة الشعبية تقف بالمرصاد لمنع تمرير مخططات تهويد مدينة القدس والاستيلاء على تراثنا الحضاري والديني وضمه إلى قائمة ما يسمى بالتراث اليهودي. ودعت "فتح"، جماهير الشعب الفلسطيني إلى اليقظة والسهر لحماية المسجد الأقصى وكل المقدسات في الوطن التي تتعرض لمؤامرة منظمة ومبرمجة المراحل لا يدرك المسئولون الإسرائيليون مخاطرها وتأثيراتها على أمن المنطقة كلها، وأبعادها الكارثية على جهود المجتمع الدولي لإحلال السلام في الأراضي المقدسة'. كما استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود الهباش، اليوم، قيام قوات الاحتلال ومستوطنيه باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المعتكفين بداخله. وتوقع وزير الأوقاف في بيان صحفي، تسارع الاقتحامات واستمرارها بصورة يومية إلى قرار من اعلى الهرم السياسي الإسرائيلي بمسارعة التهويد والسيطرة على كل الأماكن الدينية. وقال، إن سياسة إسرائيل الرامية للسيطرة وضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح وتعالي الأصوات الاستيطانية بضم المزيد من الأماكن الدينية الإسلامية ينذر بكارثة محققة ولا بد من التدخل العاجل لوقفها . وأكد الهباش أن هذه الأماكن إسلامية منذ الأزل وكل ذرة تراب وحجر تنطق بإسلاميتها، ووجوب على العرب والمسلمين حمايتها وصونها، مؤكدا ان السلطة الوطنية الفلسطينية تقوم بجهود جبارة للمحافظة على الأماكن الدينية الإسلامية وتثبيت وتعزيز صمود أهلنا وتسابق الزمن لاجتثاث هذا القرار التعسفي والعنصري على المستوى الدولي وفي كل المؤسسات والمنظمات الدولية. وأضاف الهباش أن إسرائيل تشن حملات سياسية مغرضة على الفلسطينيين وقيادتهم من جهة ومن جهة أخرى تقوم بحرب شرسة على الأرض ببناء المزيد من المستوطنات واقتلاع المواطنين من منازلهم وسياسة التهويد المبرمج للاماكن الدينية. ونبه الهباش العالمين العربي والإسلامي لخطورة هذا القرار، معتبرا إياه خطوة أولية ستعتمد عليه إسرائيل في وقت طال أو قصر الزمن لتطبيقه على المسجد الأقصى، وبالتالي القضاء على قبلة المسلمين ومحط أفئدة المسلمين الموحدين. وقال: إن محاصرة إسرائيل للمسجد الأقصى وسياسة الضرب بيد من حديد على المصلين وسياسة الحصار على المدينة القديمة بخليل الرحمن يعتبر انتهاكا فاضحا لكل القرارات والأعراف والقوانين الدولية، داعيا العالم لضرورة أن يطلع بواجباته ويضع قراراته موضع التنفيذ الفعلي. وأشاد الهباش بصمود المواطنين ويقظتهم داعيا إياهم لدوام المرابطة في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف. وفي غزة، دعت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني، إلى جلسة طارئة يعقدها المجلس غدا الاثنين في مقريه برام الله وغزة وذلك لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية. وطالبت رئاسة المجلس وسائل الإعلام الفلسطينية والعالمية إلى التواجد غدا في ساحة مقره برام الله لتغطية وقائع الجلسة الطارئة التي ستبحث موضوع تهويد القدس والقرار الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال إلى قائمة "التراث اليهودي". ودعا دعا رئيس مؤسسة القدس الدولية أحمد أبو حلبية إلى التحرك العاجل والفوري للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة تتمثل في الاقتحامات اليومية له، وشبكة الحفريات والأنفاق بهدف تهويده وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وأعتبر أبو حلبية في بيان له، اقتحام المستوطنين اليهود اليوم للمسجد الأقصى المبارك من أجل إقامة الصلوات "التلمودية" في رحابه دليلاً على حجم العجز العربي والإسلامي المتمثل بالصمت على كل محاولات التهويد والاعتداءات على القدس ومقدساتها. وأكد أن هذا العجز شجع المستوطنين اليهود وسلطات الاحتلال بالتمادي يوماً تلو الآخر في الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفى مقدمتها المسجد الأقصى الذي يتعرض لعمليات التهويد والاعتداء بشكل مستمر. وحيا أبو حلبية المعتكفين المسلمين الذين تواجدوا في المسجد الأقصى منذ ساعات الليل من أجل الدفاع عنه، داعياً العرب والمسلمين للخروج إلى الشوارع للتظاهر ضد العدوان على المسجد الأقصى المبارك. وناشد الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة عام 48 للتواجد الدائم في المسجد الأقصى وأداء صلواتهم اليومية فيه ما استطاعوا. كما استنكر فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اقتحام المغتصبين الصهاينة باحات المسجد الأقصى، مؤكدًا أن ذلك يأتي ضمن مخطط صهيوني خطير؛ يهدف إلى تهويد مدينة القدس وتدمير المسجد الأقصى المبارك. وأكد برهوم في تصريحٍات صحفية، أن هذا المخطط "جاء ابتداءً من توسيع دائرة "الاستيطان" في داخل مدينة القدس، وتهجير الناس من بيوتهم، وسحب هوياتهم، والاقتحامات المتتالية لباحات المسجد الأقصى المبارك، وتغيير معالم المدينة المقدسة ل"عبرنة" الشوارع الإسلامية والمسيحية". وحذَّر المتحدث باسم "حماس" من خطورة هذا المخطط الصهيوني المستمر "الذي يهدف إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس معالم مقدساتنا الإسلامية؛ تمهيدًا لما هو أخطر، وهو فرض السيادة السياسية والأمنية اليهودية على مدينة القدس؛ من أجل الوصول إلى الهدف الذي أعلنه نتنياهو وهو يهودية الدولة، وهو أكبر خطر على حقوقنا وثوابتنا، وعلى رأسها حقنا في القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية".