تتقربُ طيفكِ يا سيدتي في كلِ مكانْ... يا فاكهة التينِ ويا زيتَ الزيتونِ ويا رطباً من نخلِ العشقِ ويا شجرَ الرمانْ... فتّشتُ هنا في كلِّ وجوهِ الناسْ ضجّت في داخلِ أعماقي الأشواقُ وقد كانت منذُ عرفتكِ طيَّ الكتمانْ... فهنا نَفَسُ العطرِ الساكنِ في جسدي وأراكِ بكلِ زاويا الغرفةِ ألمحُ رسمكِ في كلِ الأركانْ... من غيركِ يا سيدتي يسكنُ في الوجدانْ...؟ من غيركِ قد حرّرني من قيدِ السجان...؟ قد غصتُ بأعماقِ البحر أفتشُ عنكِ بعين الأسماكِ وفي الصدفِ البحري وفي المحارِ وفي اللؤلؤِ والمرجانْ... ومررتُ بقربكِ والأحلامُ تداعبني بعضُ الأمتارِ فهل عنكِ ستبعدني؟ لن تبعدني... فأنا أنتِ بكلِ الأوقاتِ وكلِ الأزمانْ... يا امرأة تسكنني بالحبِ تغذيني بدواء الروحْ تجبرُ كسرَ فؤادي المجروحْ وتسري في نهر دمائي في الشريانْ... قد أصبحتُ - حبيبة عمري - شاعركِ الولهانْ فدعيني أسكنُ في دفءِ القلبِ وفي عينيكِ وغطي كلَّ جراحاتي فأنا موجوعٌ غطيني بنقاء الأجفانْ... ما أجملَ أن ألقاكِ بلا ميعادٍ! ما أجملَ أن أهواكِ بلا أحزانْ... وخذيني نحوكِ يا سيدة الحبِ أنا أهواكِ وطهرُ هواكِ من الإيمانْ... من أجلكِ أهجرُ كلَّ الدنيا وأغيّرُ خارطة الأرض وأمحو كلَّ طواغيتِ الأزمانْ... سأحطم من حاولَ أن يؤذيكِ فلن ينجو من عصفِ الطوفانْ... فأنا مجنونٌ يا سيدتي وجنوني.. أشكالٌ أصنافٌ ألوانٌ... ألوانْ... (*)القطيف